من اليونان إلى لبنان استضفنا اللاجئين ... ولكن في القلب لوعة!

اعزائي القراء.. 

هذا المقال كتبته بكل حواسي ، حيث استرجعت بنفس الوقت مواقف البعض من ناكري الجميل والذين يسمون انفسهم عرباً. انه نكران  لجميل شعب عظيم ، هذا الشعب  الذي لم يعيد على مدى التاريخ  مظلوماً الى بلده ولا معارضاً الى حاكم وطنه، ولم يهن مهاجراً ولم يؤذ لاجئاً.

هذا الشعب هو الشعب العربي السوري الأصيل .  

فلقد فتح هذا الشعب ومنذ عقود طويلة أراضيه أمام قوافل اللاجئين من دول مجاورة عربية منها أو غربية عاشت صنوفًا من التشرد والنزوح بفعل الصراعات الداخلية والخارجية.

لكن اليوم يعتصرني الالم حيث يذوق السوريون من كأس التشرد واللجوء والنزوح نفسه، دون أدنى شعور بالمسؤولية والإنسانية والأخلاقية من قبل بعض انظمة دول الجوار الذين لنا فضل( واقول فضل وانا مكره ) على شعوبهم بعدما أغلقت حدودها أمام شعبنا السوري ، وانظمة أخرى شددت من سياساتها في استقبالهم.

ان من يمثل هذه السياسة اليوم هي حكومة لبنان  ممثلة بالطائفيين حيث يرتفع صوت وزير خارجية لبنان  ومعه حليف تياره  حزب الشيطان  بالدعوة لاخراج السوريين من لبنان مهما كان المصير الذي سيصادفوه في بلادهم.

اعزائي القراء..

 تعالوا  معاً نرصد تقارير لإبرز محطات اللجوء الى سوريا  .

أولًا: اليونان

قبل ٧٦ عامًا، استقبلت سوريا، بالتحديد مدينة حلب السورية أكثر من ١٢ ألف لاجئ يوناني فروا من ويلات الحرب في بلادهم في القرن الماضي. تعود الحادثة إلى عام ١٩٤٣ أثناء الحرب العالمية الثانية حين فر مهاجرون من دول أوروبا إلى الشرق العربي.وذلك بعد ان تم غزو اليونان من قبل إيطاليا وألمانيا وكانت النتيجة هجرة جماعية لليونانيين نحو الشرق العربي حيث استقبلوا في عدة مدن عربية على رأسها مدينة حلب السورية.

ووفقًا لموقع هافينغتون بوست فإن هناك صورة توثق لهذه الحادثة معروضة للبيع على موقع أمازون بمبلغ 11 دولارًا.

ثانيًا: الكويت

خلال حرب الخليج ودخول قوات عراقية  للكويت عام ١٩٩٠، فر العديد من الكويتيين إلى الدول المجاورة، واستقبلت سوريا عشرات الالوف من الاخوة الكويتيين  .

ثالثاً : العراق

مع دخول الحرب العدوانية على العراق في عام ٢٠٠٣ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض(الاشقاء العرب )، وما تبعها من حالات قتل ودمار وتشريد، نزحت العديد من الأسر العراقية إلى دول الجوار، وكانت سوريا إحدى المحطات الرئيسيّة حيث قوبل اخواننا العراقيين بكل حب وود وترحاب .

رابعًّا: الأرمن

خلال الحرب العالمية الأولى في عام ١٩١٥ م وصل لمدينة حلب السورية النازحون الأرمن من مناطق مختلفة من كيليكيا شمالي حلب تمهيدًا لنقلهم من قبل رجال السلطنة العثمانية إلى دير الزور والجزيرة السورية .

وكان أغلب النازحين من النساء والأطفال.

واستطاع بعض المهاجرين الأرمن البقاء في حلب مختبئين حتى لايتم ملاحقتهم، وحضنهم الحلبيون ومدوا يد المساعدة لهم واعتنوا بأولاد الأرمن واعتبروهم كأولادهم.

لا توجد إحصائية كاملة حول عدد السكان الأرمن في هذه المدينة اليوم، ولكن وفقًا لتقديرات الطائفة قبل عام ٢٠١١ كان يعيش في حلب قرابة الـ ٦٠٠٠٠ أرمني هم في أغلبهم أحفاد أولئك الذين قدموا إلى المدينة مطلع القرن الماضي وقد اسسوا ورشاتهم ومحلاتهم التجارية وتم التعامل معهم كجزء من النسيج السوري.

خامسًا: الجماعات الشركسية

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، انتقلت الجماعات الشركسية الهاربة من الحروب  في موطنها لتستقر في لواء “ماراش” التابع لولاية حلب في شمال سوريا، وأعطي الشراكسة هناك مهمة حفظ الأمن في منطقة زيتونة التي شهدت عدة ثورات ضد الدولة العثمانية.

تبع ذلك قدوم مجموعة تضم ألف شركسي بقيادة القائد الشركسي جولان وذلك في عام ١٨٧٢ ووصلت هذه المجموعة إلى مدينة سامسون أولًا ثم انتقلت إلى أوزون يايلا في مدينة قيصري، ومن هناك انتقلت المجموعة لتستقر بالقرب من مدينتي حماة وحمص وعلى هضبة الجولان في منطقة حوران.

سادسًا: لبنان

محطات النزوح اللبناني إلى سوريا كانت خلال عام ١٩٩٦، أي مع عملية “عناقيد الغضب” والتي أطلقتها إسرائيل على هجوم عسكري خاطف  ضد لبنان  لمدة ستّة عشر يومًا .

حيث شنت إسرائيل أكثر من ١١٠٠ غارة جوية مع قصف شامل ، مع استهداف ٦٣٩ هجمة صاروخية على لبنان.

الأمر الذي دفع العديد من العائلات اللبنانية إلى الهروب من نيران الحرب والتوجه نحو سوريا، والتي وفرت لهم سبل العيش الكريم، وتأمين حياة آمنة لهم .

أما حالة النزوح الثانية فكانت خلال حرب تموز عام ٢٠٠٦، حيث فرت أعداد كبيرة من اللبنانيين قدر عددهم بنصف مليون نازح لبناني من مناطق القتال فقد استقبلت مدينة صيدا  أكثر من مائة ألف نازح لبناني وتوجه القسم الأكبر إلى سوريا واغلب المهجرين هم من عوائل شيعية اليوم تم تجنيد اولاد هذه العوائل  بمهمة قتل السوريين اطفالاً ونساءا ورجالاً واحتلال مدنهم وقراهم.

بينما في الوقت الحالي، لم يعد للسوريين الفارين من جرائم الاسد  في بلادهم موطئ قدم في لبنان حيث يشن العنصريون اللبنانيون واهمهم حزب الشيطان  حرباً شعواء عليهم علماً انهم هم  انفسهم من  احتل مدنهم وقراهم وهم من كان سبباً في تهجيرهم ، .

سابعًّا: فلسطين

تعددت مراحل اللجوء الفلسطيني إلى سوريا، فكانت بدايتها بعد النكبة عام ١٩٤٨، حيث يشكلون اليوم جزءًا من نسيج المجتمع السوري، إذ يبلغ عددهم قرابة ٥٨١٠٠٠, نسمة، يحملون وثائق سفر خاصة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويتمركزون في مخيم اليرموك في دمشق واللاذقية ومنطقة النيرب في حلب . بالإضافة إلى مخيمات ومناطق مجاورة   .

ويتمتع أغلب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بأغلب الحقوق من تعليم وصحة وعمل وتنقل.

ومع تصاعد هجمات العصابات الطائفية وقوات الاحتلال الروسي على الشعب السوري وكذلك على الفلسطينيين الذي  يعيشون مع السوريين في حاضنة واحدة، فقد وجد الفلسطينيون انفسهم  يعيشون نكبة جديدة، حيث لجأ نحو ٢٧٠٠٠٠ ألفًا منهم إلى ملاذات أكثر أمنًا داخل سوريا، وغادر أكثر من مائة ألف إلى الخارج، أما الباقون فهم تحت النار والحصار من قبل العصابات الطائفية.

واخيراً

هناك العديد  من مواطني  دول العالم، لا سيما في فترة الحرب العالمية الأولى والثانية، كانت سوريا ملاذًا آمنًا لعشرات الآلاف منهم، لكن اليوم وبعد ما يقرب من ١٠٠ عام على رعاية الاخرين المهجرين  في سوريا  يعيش ملايين السوريين أسوأ أزماتهم فيما يحلمون بالوصول إلى أية دولة أوروبية عبر تركيا او البحار حيث غرق الالاف منهم  هرباً من عصابات اجرامية طائفية مدعومة من محتل روسي ليشكلوا معاً حلفاً  مدمناً على الاجرام والقتل. وهرباً من بلد مجاور يسيطر عليه طائفيون حاقدون هو لبنان ، لبنان الذي كان فضل الشعب السوري عليه بكل مكوناته لاينسى 

اعزائي القراء ..

للتاريخ قواعد مشروعة  لن يطبقها الشعب السوري على جميع اللاجئين الوافدين لأرضه فمعظمهم  يستحق الرعاية لانه واجب اخلاقي وانساني التزمنا به نحن السوريون.ولكن قد تتغير تصرفات هذا الشعب  في مستقبل الايام لتشمل المكونات الطائفية التي ظلمته  ليعود هذا الشعب الى قواعد التاريخ والتي تقول : كما تدين  تدان .

مع تحياتي

وسوم: العدد 831