هل ستشرق شمس الخلافة العثمانية من جديد؟

رغم عدم تصديق الكثيرين عن أنّ تركيا ستصبح القوة الأولى في العالم بحلول العام ٢٠٣٠ وستصبح ندّاً للولايات المتحدة، فقد كتب جورج فريدمان

الخبير الاستراتيجي الأمريكي في العام ٢٠٠٩  أي قبل ثورات الربيع العربي ٢٠١١ بسنتين  كتاباً ينبّه فيه بلاده من تحقيق الأتراك لهذا الهدف..

وعندما نقرأ ما كتبه في هذا الكتاب "المائة عام القادمة" نجد أنّه يتوقّع بأنّ تركيا ستكون القطب المقابل لأمريكا خلال القرن الحالي، وحينئذ نستطيع فهمَ ما يجري الآن من مؤامرات ضد تركيا أكثر وأكثر..

ملخّص الكتاب:

يرى الكاتب أنّ القرن القادم سيبقى قرنَ العصر الأمريكي، وأنّ أمريكا ليست في أفول كما يشعر الكثيرون داخلها،

كذلك فإنّ الأعداء التقليديين لأمريكا كالصين وروسيا لا يمثّلون أيَّ خطر في المستقبل القريب، بل ولا يُتوقّع منهم أيُّ خطر.

• فالصين إقليم معزول جغرافياً من الناحية البرية، إذ يمنعها عن التمدد الجبال في الغرب والسهول في الشمال، ثم إنّها ضعيفة على مستوى القوة البحرية، واقتصادها رغمَ قوته حالياً إلا أنّه يعاني من أزماتٍ دورية وهي الأزمات التي يُتوقّع مع الزمن أن تستهلكَ القوة الصينية أو تمزقها داخلياً.

• أما الروس فلم يعودوا كما كانوا أيام الاتحاد السوفيتي مهما حاولوا أن يستعيدوا هذا الدور وسيجري استنزاف قوتهم.

وفي نفس الوقت يلفت النظر إلى أنّ قوى أخرى ستبرز وتسطع في هذا القرن هي: اليابان وتركيا وبولندا والمكسيك، مع خفوت وذبول في قوة الاتحاد الأوروبي وبقاء القوة الأمريكية مهيمنةً على العالم.

ويشير الكاتب إلى أنّ ثلاثاً من القوى الصاعدة ستستفيد من الانهيار الثاني للروس، وهي تركيا واليابان وبولندا، إذ يتوقّع "جورج فريدمان" أنّ روسيا ستحاول توسيع قوتها مرّة أخرى بحلول منتصف العقد الثاني (2010 – 2020) لكنّها ستستنزف وستفشل وستنكمش، وساعتها:

• ستتمدد تركيا على حساب روسيا إلى حدّ التوغلِ العسكري في القوقاز..!! وستغلقُ على الروس الملاحة في مضيق البوسفور!!

• كذلك فإنّ اليابان ستطمع في الجزء الشرقي القريب منها لروسيا الغنية بالخامات الأولية اللازمة لاستمرار الصناعة والتقدّم الياباني.

• ثم بولندا التي ستبرز كقوة إقليمية في شرق أوروبا لتتمدّد هي الأخرى على حساب الروس.

صدر الكتاب في (٢٠٠٩م) أي قبل اندلاع الثورات العربية، إلا أنّه توقع أن تكون المنطقة العربية بحراً من الفوضى، وسيجعلها هذا نهباً لكلِّ طامعٍ، وستبلغ من التمزق حداً يتجاوز التوقعات.

ثمة ثلاث دول مرشّحة لأن تلعب دوراً في العالم الإسلامي: مصر وتركيا وإيران.

• إلا أنّ ضعفَ مصر وانهيارَ اقتصادها يسحبها من هذه المنافسة.

• كذلك فإنّ ما تعانيه إيران من عزلة جيوسياسية وحجم العداء بينها وبين العرب وضعف اقتصادها وانشغالها بتأمين نفسها ضد صِدام أمريكي يحرمها كذلك من هذا الدور.

• فلن يبقى إلا الأتراك!

يقرّر فريدمان أنّ الأتراك هم من سيستفيدون واقعياً من هذا التمزق الحاصل في المنطقة العربية، وسيكون هذا عاملاً من عوامل صعود القوة التركية، التي ستجد نفسها عملياً قائدة للعالم الإسلامي.

• بل يتوقع فريدمان أنّ الاضطرابات التي ستحصل في مصر ستدفع تركيا إلى إنزال قواتها للسيطرة على قناة السويس، ذلك أنّ مصر لا يتوقع أن يكون لها أيُّ دورٍ في القرن القادم  بل ستظل في موقع التبعية لغيرها كما كانت في القرن الماضي، لكن في القرن الجديد لن تكون الهيمنةُ على مصر أمريكية أو روسية فحسب، بل قد تكون تركية.

***********************************************

ان شاء الله ستشرق شمس الخلافة الاسلامية من جديد

كما ورد في الحديث

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت.

وسوم: العدد 835