كان في بيتنا عيد !!

- قبل سنوات  كانت فرحة  انتظار الأعياد ،  كفرحة وصول الغيّاب ، كلاهما احتفال  حقيقي..

- كما كان لتكبيرات العيد نغم  ، كانت لعودة الغائبين طعم !

-  لكلاهما ، كنا نفرش الطرقات  بالشوق ، نكنس البيوت من الأحزان ،  نغسل الادراج من الهموم  .نخبّىء موالح العودة في خزانة الاشتياق ، ونكدّس الكرابيج والحلويات في نملية الامل ..

- لم تكن الهواتف الذكية متاحة  ..لذا كانت دقات  القلوب هي الساعة ، وحجم الشوق هو الهاتف ، كنا  نجلس طويلاً من المغرب  حتى منتصف الليل..نحصي على هلال العيد  حركاته ..ونحسب زمن وصولهم بتسارع دقات القلوب !! 

- كما كان لأذان العيد صوت شجي ، كانت للغربة رائحة عطرة ، كانت رائحة عرق العمّال المتعبين.. رائحة حقائب الحجّاج الراجعين، وعبق طلاب النجاح  العائدين .فيها مزيج بين الزمان والمكان..فيها خليط أشواق وأمنيات، فيها ريح الوطن الذي لا تشبهه رائحة على الإطلاق..

- كانت  الغربة بقسوتها ودموعها وطول ساعاتها أجمل..فقد كان في وصول الغيّاب عيد ، وفي وداعهم أمل ..

  - العيد لم يتغير، والغيّاب لم يتبدلوا، حال الوطن هو من تغير .. فنفخ الحزن على شمعة الفرح في ديارنا ..فأطفأها..!!

- فصار العيد همٌ ، وعودة الغائبين وهمٌ !

وسوم: العدد 835