حار عقلي و أنا أجيل طرفي في هذا البهاء

حار عقلي و أنا أجيل طرفي في هذا البهاء

فهل أبدأ بالسوق أم بالأعناق؟

لقد أحسن الله إلى هذا الفنان فرسم لوحة تفيض بالجمال و الكمال، ولا عجب في ذلك إذا كان لفظ الجلالة ( الله ) يزين وسطها.

إن اللون الاحمر للفظ الجلالة يعبر عن منبع الرزق الغزير كما أن موقعها في مركز الدائرة دليل القوة و المنعة  و أن الرزق ينتشر من المركز إلى خارج الدائرة يسيل كما الأمواج إلى العباد نافذاً لا تؤخره كثافة الحروف حول لفظ الجلالة ، بل رزقك أيها العبد آتيك بطرق ييسرها الله كيف يشاء. 

كما أن رسم الكلمات على شكل دائري يوحي لطالب الرزق أنك أيها العبد من أي جهة جئت ربك سبحانه لتقرع بابه تجده تجاهك  فالمسافات قريبة كلها متساوية عن ذاته العلية 

و كذلك يدل لفظ الجلالة على الرزاق دائم الوجود بينما يفنى آكلُ الرزق خارج الحمى فلا يقدر الوصول لرازقه ليراه فكثافة الحروف تمنع الرائي من وصول بصره ليرى الله سبحانه إلا إذا شاء سبحانه وسمح بذلك

????كما أن عدد المرات الستة لكلمة ( الرزاق ) يذكرني بالعبارات الستة الواردة في الحديث القدسي : (ياابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وتكفلت برزقك فلا تتعب ، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، و إن فتك فاتك كل شيء ، و أنا أحب إليك من كل شيء  )

????و استخدام اللون الأحمر للفظ الجلالة ( الله ) له في لغة الألوان مدلول على القوة و الحب ،  فلا يرزق غير القوي ولا يجود غير المحب. 

واللون الأحمر يعبر عن الطاقة غير المحدودة للذات الإلهية سبحانه ، كما يقوي اللون الأحمر روح الانتماء "ياعبادي فاتقون."

????و بالانتقال قليلاً خارج مركز الدائرة لنسعد برؤية كلمة ( هو ) سبحانه ذات اللون الزعفراني ( البرتقالي ) و هو دليل على التواصل بين الله و العباد و تكرارها تأكيد على التحديد و الإصرار أن لا رازق سواه فهو المتفرد بالرزق المانع اذا شاء و المعطي إذا شاء

و استخدام الألوان تعبر عن تنوع أرزاق العباد ما بين مالٍ و ولدٍ و علمٍ و صلاح ذرية أو دين أو ......

و تكرار اللون البرتقالي دليل على النشاط و الاستمرار

???? إن دوران الحروف بشكل دائرة من اليمين الى اليسار بحركة في عكس جهة الطواف حول الكعبة و هو مخالف لجهة الدوران الطبيعي للأرض أو الكواكب أو الأشياء التي هي موافقة لجهة دوران الطواف حول الكعبة ما هو إلا دليل على أن الله يجلب الرزق بمشيئة و من عنده على غير قوانين البشر و معرفتهم ، فيخرق العادة و يرزق العبد من حيث لا يحتسب

???? و نصل إلى المستوى الأخير من اللوحة لنجد كلمة ( الرزاق ) 

و هو الذي يعطي الرزق لعباده ولا ينتفع به سبحانه و يقربه لهم فلا يشقون في الحصول عليه كما أن وجود كلمة الرزاق على محيط الدائرة و بعدها عن كلمة لفظ الجلالة الكائنة في مركزها دليل على أن الله يرزق عبده حتى لوتكاثفت الموانع و يغدق على السائلين بلا عناء منه سبحانه و بكيفية يراها و يعلمها قبل خلق الخلق 

و في نظرة عامة على تتالي الالوان في صعود و نزول تعبير عن توالي النعم و تعاقبها بلا انقطاع طالما أن الله الواسع المتين موجود أبد الدهر . 

جزاك الله خيراً لإتاحة الفرصة لي بالمشاركة في هذه اللوحة التي لا يمل من روعة جمالها المادي و المعنوي .

وسوم: العدد 835