سوريا الغد بحاجة لنا جميعاً

اعزائي القراء.. 

كل مشروع هندسي له طريقة خاصة بالتعامل معه  وهذا علينا ان ندركه جيداً  في مرحلة  بناء سوريا والتي هدمها مجرم واعوانه واستعان على هدمها معه مجرمون اتى بهم من أقاصي الارض .

بناء سوريا من جديد ليس لعبة اعلامية في اقنية المجرم  الفضائية  يضحك بها المجرم على الشعب السوري وعلى الشعوب الاخرى .

 قد يظن المجرم ان اسلوب البناء  يطابق اسلوب حكمه الديكتاتوري الهزيل حيث يأمر ببناء معتقلات جديدة فاذا الحفارات تنبش الارض وتبني غرف تحتها واُخرى لممارسة التعذيب وينتهي الامر في أسابيع  . هذا هو تفكير المجرمين في بناء سوريا .

اعزائي القراء 

 لدي خبرة هندسية معقولة في البناء والتعمير بعد عمل استمر ٤٩ عاماً قضيتها في بلدي وفِي دول عربية وأوروبية واخيراً في  امريكا ، وتعاملت مع مشاريع متميزة ، حيث كل دولة لها طريقة تناسبها وأكثر من ذلك كل مشروع هندسي له اسلوب خاص يجب مراعاته .

لدي امثلة كثيرة على ذلك ،

ًوكمثال : عندما عهدت الي ادارة التصاميم والإنشاءات في نيويورك متابعة تصميم والاشراف على بناء مختبرات كشف الجريمة ومكافحة الارهاب في عام ١٩٩٧ وهو ثاني اكبر مختبر في العالم بعد مختبرات كاليفورنيا ، اصبت  بتوتر في بادئ الامر ، فالمشروع استثنائي بل هو مشروع سياسي يبني عليه بعض المسؤولين في ولاية نيويورك مستقبلهم السياسي ، وقالوها لي صراحة عندما استلمت إضبارة المشروع وضعت نصب عيني هدفين الاول انجاز المشروع وفق المواصفات الفنية  والهدف الثاني هو الالتزام بالزمن المحدد وهي مهمة شاقة جداً حيث يعمل بتنفيذ المشروع عدة مقاولين بحيث يصبح الانسجام والتنسيق فيما بينهم صعباً جداً،  واذا أضفنا الى ذلك الاجتماعات الأسبوعية مع جنرالات الشرطة والمسؤولين والطلبات الإضافية لهم ، لعرفنا اي مشروع معقد هذا الذي أوكل الي .

المسؤولون يهمهم مدة التنفيذ وكانوا خلال اجتماعاتهم يصروا على ان يزيد المقاولون من عمالتهم ، 

لم اكن أوافقهم الرأي ، فكنت اعلم ان طوابق المشروع قد ازدحمت بالعمال وان اي زيادة في اعدادهم سيكون لها نتائج سلبية وتعقيدات جديدة في التنسيق فزيادة العمال ليس دائماً هو الحل لانهاء المشروع بسرعة.  فكنت اصر على ان اخذ وقتي لكل أعيد تنظيم العمل بنفس العمالة للاستفادة من طاقتهم بصورة كامله وكنت اعتبر ذلك هو سبب التأخير .

واعتمدت الخطة ودرست مع المقاولين برمجة العمل بشكل يجري بسلاسة ، العمل كان شاقاً ولكن النتيجة كانت مذهلة ، والنجاح كان تاماً وانجز المشروع في زمن قياسي  وكوفئت على عملي من محافظ نيويورك بشهادة تقدير اعتز بها.

اخواني

بناء سوريا التي دمرها المجرم ليست قلي بيضتين ، سوريا تحتاج لكل نسائها ورجالها تحتاج لكل المثقفين والعمالة الماهرة 

تحتاج للمهندس تماماً كما تحتاج لرجل الأمان الذي يمسك علماً احمر بيده ويضع قبعة صلبه على رأسه لتنظيم المرور امام المشروع لتلافي الحوادث .

سوريا الغد بحاجة لنا جميعاً.

مع تحياتي ..

وسوم: العدد 839