الثورة الرومانية ...... الثورة الأضحوكة

في عام 1989 ثار الشعب الروماني ضد الطاغيه تشاوشيسكو حاكم رومانيا في ذلك الوقت , وانحاز الجيش الروماني للشعب ورفض مساندة الطاغيه , وظل الشعب الروماني مشتعل وغاضب .. في كل مره كان يخرج تشاوشيسكو بخطابته مشيراً الي وجود ” قوي محركه خارجيه ” للاضطرابات القائمه في ارجاء البلاد

اللإعلام الحكومي ودوره في ( التضليل الاعلامي )

ظل الاعلام الروماني يعتم علي احداث رومانيا , ويبعد انظار الشعب عن الثوره – واخذ هذا الاعلام بالتمادي في خداعهم بأن هذه الاحداث السبب فيها ” قوي واجندات خارجيه ” تستهدف امن واستقرار البلاد

ونظراً لهذا التعتيم فقد لجأ الشعب الي تتبع اخبار ثورة بلدهم عبر الاذاعات الغربيه كإذاعة اوربا الحره واذاعة صوت امريكا

خروج مؤيدين للطاغيه تشاوشيسكو

في يوم 21 ديسمبر 1989 تم استدعاء انصار النظام ورغم قلتهم الا ان وسائل الاعلام الرسميه صورته ووصفته بأنه ” تحرك شعبي كاسح ” لمؤازرة تشاوشيسكو

سقوط الطاغيه

حاول تشاوشيسكو ان يفر هارباً هو وزروجته “إلينا” من العاصمه علي متن طائره هليكوبتر – ولكن امر الجيش في ذلك الوقت ان تهبط الطائره

وتم القبض علي تشاوشيسكو وزوجته وتقديمهم للمحاكمه

الفتره الانتقاليه

تولى السلطه في الفتره الانتقاليه احد مساعدي تشاوشسكو وكان اسمه ” إيون اليسكو ” وهذه كانت بداية نهاية الثوره الرومانيه

إمتدح اليسكو الثوره , واحتفي بها في البدايه – ثم حدث انفلات امني رهيب في رومانيا تبين فيما بعد انه كان من تخطيط ” اليسكو ” بدات مجموعات من الاشخاص المجهولين يهاجمون الناس والمنشاَت الحيويه وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتي اصبحت رومانيا ميدان حرب

وبالطبع تسبب ذلك في حاله من الذعر والهلع للمواطنين – وتم افتعال الازمات وارتفعت الاسعار بجانب الانفلات الامني المتعمد

* لعب الاعلام الحكومي الذي لم يتحرر بعد الثوره دوراً كبيراً في نشر الذعر بين المواطنين عن طريق اطلاق الشائعات الكاذبه من ناحيه , ومن ناحيه اخري راح يشوه في صورة الثوار

التشكيك والتخوين

توالت الاتهامات لمن قاموا بالثوره بأنهم خونه وعملاء ومأجورين , ويقبضون اموالاً من الخارج من اجل اسقاط الدوله , وتخريب الوطن

وبالطبع وسط الازمات وحالات الانفلات الامني المفتعله .. تأثر المواطنون بحملات التشويه الشرسه علي الثوره والثوار , وبداو يصدقون فعلا ُ ان الثوار عملاء وخونه

حينها احس الثوار بأن اليسكو وعصابته يسعون لإجهاض الثوره – فنظموا مظاهره كبيره تحت شعار ” لا تسرقوا الثوره “

الانفاس الاخيره للثوره الرومانيه

هنا استخدم اليسكو مكيدة النداء علي ما اسماهم ” بالمواطنين الشرفاء ”

حيث قام بتوجيه نداءاُ في التليفزيون علي ” المواطنين الشرفاء ” وطالبهم بالتصدي للخونه والعملاء , في نفس الوقت قام اليسكو سراُ باستدعاء الاف العمال من المناجم وسلحهم ليعتدوا علي الثوار – وبالفعل قتلوا منهم اعداداً كبيره .. وبهذه الطريقه انتهت ثورة رومانيا

حيث قام اليسكو بالترشح لمنصب الرئاسه وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين في انتخابات مزوره

” ايليسكو” حليف الديكتاتور المخلوع قام بتعيين رجال الصف الثاني في الحزب الحاكم في جميع مرافق الدوله .. وبالإعلام الموجه تم تشويه وتخوين ثم تصفية كل من يقف ضد النظام الجديد وبهذا اصبحت ثورة رومانيا ” اضحوكه ” للعالم كله بعد ان تحدث العالم عن عظمة هذه

الثورة

هل تذكرك تلك الثورة بشيء

وسوم: العدد 846