من يعادي الربيع العربي يخدم المشاريع المناهضة لنهضة شعوب المنطقة

من يعادي الربيع العربي

يخدم المشاريع المناهضة لنهضة شعوب المنطقة

م. شاهر أحمد نصر

[email protected]

* يؤكد البحث العميق في التناقضات، والمظالم الداخلية في المجتمعات العربية، وفي التناقض الكبير بين البنى السياسية الحاكمة ومتطلبات تطور مجتمعاتها، من جهة، وبينها وبين متطلبات عصر المعلوماتية، من جهة ثانية، تؤكد وصول تلك التناقضات إلى حالة تناحرية وأن هذه المجتمعات حبلى بالثورات وبالبراكين...

* وصلت صيغتا الحكم الرئيسيتان اللتان طغتا على معظم دول العالم في القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين؛ ألا وهما: صيغة الحكم الشمولي، وصيغة الحكم الديمقراطي الليبرالي، إلى درجة من التناقض مع متطلبات المجتمع في عصر المعلوماتية، عصر التنوع والتعدد والحرية والتغيير المستمر، مما يستدعي البحث عن صيغة جديدة للحكم وإدارة شؤون الدول...

 * يؤكد سير الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والتي دشنها الشعب التونسي، وسار الشعب المصري وشعوب المنطقة على خطاه؛ تجسد محاولة لولادة جديدة للتاريخ، جعلت من بلدان المنطقة مراكز لثورات ذات بعد عالمي تعبر عن ضرورة معالجة التناقضات التناحرية، والخلل الاجتماعي السياسي على مستويين: المستوى المحلي الداخلي، والمستوى الدولي العام في صيغ الحكم المهيمنة، تلك التناقضات التي تعبر عن حاجة الشعوب لصيغة حكم جديدة تعالج التناقضات الداخلية في المجتمع...

* تضع هذه التطورات الشعوب العربية أمام تحديات كبيرة ستترك آثارها على مستقبل ومصير هذه الشعوب والدول، وأساس هذه التحديات: إبداع وابتكار صيغة حكم جديدة تستوعب تجارب الحكم الديمقراطي المعروفة وتعالج مشاكلها والثغرات فيها، وتركز على حقوق الإنسان وحريته وكرامته إلى جانب العدالة الاجتماعية... في إطار مشروع نهضوي متجدد تستفيد منه مختلف شعوب العالم... 

*عند الحديث عن المشروع النهضوي، ومحاولة شعوب المنطقة العربية إبداع صيغة حكم جديدة تجعلهم فاعلين في التاريخ العالمي، من الضروري عدم تجاهل حقيقة وجود مشاريع أخرى في هذه المنطقة، تعادي المشروع النهضوي في الدول العربية، وتسخر قوى ومراكز كثيرة للعمل الدؤوب لإجهاض أي مشروع نهضوي، أو ربيع عربي...

* تقوم القوى المناهضة للمشروع النهضوي العربي بالعمل الحثيث لإجهاض الربيع العربي، ومن هنا جرت محاولات لتثبيت فكرة حكم الإخوان كاستمرار لحكم الحزب الواحد قي مصر، واستنفرت المجموعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة، ودفعت إلى الواجهة، لإضاعة البوصلة، مع بذل جهود حثيثة لتشويه سمات الربيع العربي والحراك الشعبي السلمي، لتبيان وكأن قوى التطرف والإرهاب المخترقة من قبل أعداء العرب والمسلمين هي المسببة والمستفيدة من التطورات في المنطقة العربية، لتحويل المشهد في العالم العربي، من ربيع يحلم العرب في الوصول إليه، إلى مشهد عنف دموي، وتصوير العرب والمسلمين بكافة طوائفهم ومذاهبهم على أنهم دمويون ومتوحشون...

*من هنا يتبين أن من يشوه ويناوئ الربيع العربي يخدم المشاريع المناهضة والمعادية لنهضة العرب...