وَكَشَفَت عَن سَاقَیهَا

لماذا سجّل القرآن هذه الحركة لملكة سبأ ؟؟؟..

الملكة كشفت عن ساقيها لأنّها حسِبت العرش الذي بناه سليمان من قوارير شفّافة وأجرى تحته الماء ..حسبته لُجَّة أو بحرًا

بحركةٍ عفويّةٍ كشفت عن ساقيها دون أن تشعر ..وذلك لشدّة الانبهار  بالعمل الهندسيِّ الرائع ...

والقرآن الكريم سجّل لها هذه الحركة العفويّة  لأنّها كانت ملكةً محتشمةً ..جاءت إلى سليمان بعقلها لا بجسدها  ... جاءت إليه بعَرضها السياسي لا بعِرضها الأخلاقي ...... جاءت اليه تفاوضه من قوّةٍ ...وليس لتغريَه بأنوثتها

غابت عنها الأصول التي تؤمن بها للحظة بسبب الانبهار ...فكشفت عن ساقيها

فلمّا قيل لها أنّ هذا صرحٌ ممرَّدٌ من قواريرَ ...أدركت عظمة هذا الإنسان وقوّته وقدراته ... وأدركت أنّها أمام نبيٍّ لا شكَّ في ذلك .. فقالت إنّي ظلمت نفسي إنّي أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ....

في لحظة انبهارٍ بالهندسة الرّائعة .... كشفت لا إراديًّا عن ساقها ، لكنّها آمنت بقيَّة عمرها

وللأسف الشديد كثيرٌ من نسائنا كشفن عن سيقانِهنَّ في الشوارع والأسواق  ، والسبب هو الانبهار أيضًا ... لكن بأمواج التعرّي القادمة من الحضارة  الغربية

خلعن الإيمان وخلعن الحياء ... وخلعن الاحتشام ... وخلعن العقل والتفكير

وسِرْن كالعمْيَاوات خلف حضارة التعرّي والرّذيلة ...

ولو سألتهن لماذا ؟ لما وجدن جوابا على سؤالك سوى أنّ هذا شيْءٌ جميل وأنّ هذه موضة وأنّ هذا هو الدارج اليوم

والحقيقة التي يجب أن تُقال بكل صراحةٍ  في وجوههنّ هي أنّهُنّ فعلن ذلك للفت الأنظار ....

كلُّ امرأة تكشف عن أجزاء في جسدها وتمشي في الشوارع  هي امرأة تريد إغواء الرجال ..

ومن الطبيعيِّ جدًّا أن يكون لهذا الفعل ردَّةُ فعل

فالعيون الجائعة ...والنفوس التائهة .... والغرائز الملتهبة ... والقلوب المريضة ... والذئاب البشرية.... تنتظر  مثل هؤلاء النساء لتنقضّ عليهنّ بالنظر أو بالتحرّش أو ........

ويدّعون الحيرة في كيفية التخفيف من هذه الاعتداءات

والجواب واضح وضوح الشمس في كتاب الله :

[[  ذَ ٰ⁠لِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَۗ ]]

إن لم يكن بالحجاب وهو فرضٌ  وعبادةٌ  .. فبالاحتشام وهو من  الأخلاق ....

وسوم: العدد 855