علماني يصدق عليه المثل القائل : "رمتني بدائها وانسلت"

نشر العلماني المدعو سعيد لكحل مقالا على موقع هسبريس تحت عنوان : " بنكيران ورقصة الطائر المذبوح " حمل فيه على بنكيران ، واتهمه بالتطاول على شخص الملك  من خلال اتهام أعضاء اللجنة المكلفة  بصياغة التقرير الخاص بالنموذج التنموي بمعاداة الدين .

وبعيدا عن أي تعاطف مع بنكيران أو حزبه أو حركته، لأنني لست من شيعته ولا من عدوه ، ولا حزب لي ولا جماعة ، وإنما أنا مواطن تغنيني مشاركة أبناء وطني المواطنة عن أي انتماء آخر ، سنناقش هذه التهمة التي أسسها هذا العلماني وفق منطق لا يستقيم ولا يجيزه عقل سليم ، ذلك أن انتقاد أعضاء لجنة كلفها الملك بمهمة لا يمكن أن يستنتج منه  قطعا التطاول على شخص جلالته ، لأنه لا يتحمل مسؤولية من يكلفهم بمهام .

 فلو سلمنا جدلا باستنتاج هذا العلماني لكان الحكم الذي حكم به على بنكيران ينطبق عليه هو الآخر ،لأن بنكيران كلفه الملك أيضا بمهمة رئاسة الحكومة ،  ولم يسلم منذ أول يوم كلف فيه بهذه المهمة من النقد العنيف ، ولم يقل أحد يومئذ أن انتقاد رئيس الحكومة  هو تطاول على شخص الملك أو هو تشكيك في اختياره ، كما أن الملك كلف غيره بمهام وزارية وغيرها من المهام  المختلفة ، وكان بعضهم موضوع انتقاد شديد، ولم يقل أحد لمنتقديهم لقد تطاولتم على شخص الملك وشككتم في اختياره وموافقته على بروفيلات من اختارهم .

والعلماني لكحل  من خلال هذا المقال يصدق عليه المثل القائل : " رمتني بدائها وانسلت " والذي يضرب حين يحاول شخص ما التملص من شيء فيه وينسبه لغيره ،ومثله المثل العامي القائل  : " الذئب لا يحكي إلا عن مغامراته " .

 ونحن نسأل لكحل ما الذي يفعله حين يهاجم الإسلام  من خلال  مطالبته بحرية الجنس أو بحرية العلاقة الجنسية الرضائية ، و بحرية الإجهاض الناتج عن الزنا  ورفع التجريم عن كل هذا ، و بحرية الإفطار العلني في رمضان ، وبتغيير نصيب الإرث الخاص بالأنثى ... إلى غير ذلك مما تشهد به عليه مقالاته وتصريحاته المسجلة ألا يستنتج من هذا التطاول على شخص الملك باعتباره أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين ؟ 

ويشهد كلام هذا العلماني  في مقاله  هذا الذي هاجم فيه بنكيران على تشجيعه على الكفر حيث قال  بالحرف : "  ولا شك أن الإسلاميين درجوا على مهاجمة كل المبادرات التي لم يكونوا شركاء فيها. وغايتهم من العضوية  في اللجان التي يشكلها الملك ليس دعمها وإثراء عطاءها، ولكن كبحها وخفض مستوى نتائجها مثلما كان الحال بالنسبة إلى اللجنة المكلفة بصياغة الدستور التي ضغط فيها التيار الإسلامي  حتى لا تتم دسترة حرية الاعتقاد وتجريم التكفير" .

 إن الذي يقصده صاحب هذا الكلام  بدسترة حرية الاعتقاد واضح لا غبار عليه ، وهو تشجيع  على الخروج من  الاعتقاد الإسلامي المنصوص عليه في دستور البلاد  إلى غيره  من المعتقدات بما فيها اعتقاد الكفر ، ويدل على ذلك قوله: " تجريم التكفير  " لأنه وفق توجهه العلماني لا يسمج بتجريم التكفير كما أنه لا يسمح بتجريم الزنا وفاحشة قوم لوط ، والإجهاض ...

وفي الأخير نختم بالقول إذا كان لكحل قد وصف خرجة بنكيران  الأخيرة برقصات الطائر المذبوح التي لا تحميه ولا تعيد إليه روح ، فإنه هو كالتي رمت ضرتها بدائها وانسلت . 

وسوم: العدد 856