القائد : يَطلب منه أتباعُه كلّ مايهمّهم، ممّا يتعلق بمنصبه؛ لِما له ، من سُلطة القراروالتكليف !

روي عن الخليفة الفاروق ، قوله : لو أن بغلة زلقت على شاطئ دجلة ، لخشيت أن يسألني الله عنها ؛ لمَ لمْ أعبّد لها الطريق ! حاسَب نفسَه ، قبل أن يحاسَب !

الفرد العادي : لا يكلف إلاّ بما يستطيع ويُحسن ؛ فلا يكلف المهندس ، بأعمال الطبيب .. ولا الطبيب ، بأعمال المحامي .. ولا المحامي بأعمال المهندس .. ولا المقاتل ، الذي لايحسن الكتابة ، بأعمال الكاتب .. ولا الكاتب ، الذي لا يحسن القتال ، أو لا يستطيعه ، بأعمال المقاتل؛ فلكلّ عمله ، الذي يحسنه ويستطيعه ! وسبحان القائل:

(لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها..).

وهو القائل ، جلّ شأنه : ( ولكلّ وِجهَةٌ هو مُوَلّيها فاستَبِقوا الخَيرات..).

وقد ورد في الحديث الشريف : اعمَلوا ؛ فكلٌّ ميَسّرٌلِما خُلق له !

ولو كُلف مَن يُحسن عملاً ، بعمل آخر لايُحسنه ، لا اضطربت الأمور، وعمّ الخراب !

أمّا القائد ، فله سلطات على أتباعه ، ومن حقّه أن يُكلّف كلّ فرد ، بما يستطيعه ويُحسنه ! وهذا واجب عليه ، كما هو حقّ له !

وإذا قصّر القائد ، في توزيع المهمّات ، على أتباعه ، ومحاسبتهم على التقصير في أدائها، لسبب ما ، فهو محاسَب على تقصيره، في الدنيا والآخرة ! وإذا وُجدت حوائل ، تحول بينه ، وبين ممارسة أعماله ، في قيادة أتباعه، وفي تكليفهم بمسؤولياتهم، فعليه أن يعلن لأتباعه، ذلك، ليُعينوه ، في إزاله الحوائل .. أو يَعذروه ، في تقصيره ، أو في عجزه !

كان الفاروق ، فيما روي عنه ، حين ينظر في إمكانيات أتباعه ، لتكليفهم بمسؤوليات معيّنة .. كان يستعيذ بالله ، من عجز الثقة ، وجَلَد الفاجر!

أمّا شَغَب الأتباع على القائد ، وتنصّلهم من مسؤولياتهم ، والضغط عليه ، لتعيين زيد ، في موقع ، لايحسن العمل فيه .. وتنحية عمرو، عن موقع ، يحسن العمل فيه .. أمّا هذا، كلّه، فمِن أسباب الخراب للصفّ ، الذي يتولّى أيّ قائد ، قيادته !

وقد سئل الأمام عليّ بن أبي طالب ، بعد أن صار خليفة ، وكَثر الشغب عليه ، وانشغل بالمشكلات الداخليه ، في صفّه ، عن الأمور الجسيمة ، الملقاة على عاتقه ، والتي يفرضها عليه منصبه .. سُئل عن سبب طاعة الناس ، للخليفتين أبي بكر وعمر، وعصيانِهم أوامرَه ، بل والخروجِ عليه ، كما فعل الخوارج وغيرهم .. فقال للسائل : حين كان أبوبكر وعمرُ خليفتين ، كنّا نحن الرعيّة ، أمّا اليوم ، في عهدي ، فقد صرتم أنتم الرعيّة !

وما نحسبنا في حاجة ، إلى التذكير، بالأيات القرآنية ، والأحاديث الشريفة .. الداعية إلى وحدة الصفّ المسلم ، وإلى طاعة القائد ، الذي اختاره الصفّ ، والتحذيرمن الخروج عليه ؛ فهذا ، كلّه ، ممّا يعرفه كلّ عامل ، في الصفّ الإسلامي !

 *

 هذه القصيدة ، مُهداة إلى كلّ شعب مسلم ، على وجه الأرض ، مازال يستمرئ الذلّ والهوان ، تحت أحذية جلاّديه، الخونة الأنذال !

 مـَطـايـا للمـَطـايـا !

يـَـلـهـو بـهـا .. ولـقـد يـُـوزّعـهـا نـُـذوراً .. أو وصـايـا

وسوم: العدد 857