حقيقة ما جرى للطائرة الأوكرانية ...!!!

وتحت ضغط نصوع الأدلة ، وقطعيتها ، وتوجس العالم .. اعترفت " قم " بإسقاط الطائرة الأوكرانية ، وأن صاروخا من صواريخ حرسها الثوري قد أسقط الطائرة عن طريق الخطأ..

ولم تنس " قم " أن تحمل ، حليفتها ، الولايات المتحدة المسئولية العامة عن جريمة إسقاط الطائرة ، التي راح ضحيتها قرابة مائتي إنسان . بغض النظر عن الهويات . وقال بيان قيادة الأركان الإيرانية : إن إسقاط الطائرة قد تم في أجواء اغتيال سليماني ، وزحمة التهديدات الأمريكية ، وحركة الطائرات المتكاثرة في المنطقة ، وكذا بسبب اقتراب مسار الطائرة الأوكرانية من مقرات الحرس الثوري ..كل أولئك أدى إلى حدوث خطأ بشري ، والإطلاق على الطائرة المنكوبة وإسقاطها . وقتل قرابة مائتي إنسان بكبسة زر.

وتقدمت قيادة الأركان الإيرانية بالتعزية - وفي هذه التعزية يكمن لغز إسقاط الطائرة المنكوبة ، تقدمت قيادة الأركان الإيرانية بالتعزية - لشهداء الشعب الإيراني وقتلى الدول الأخرى !!!

لقد جاء إسقاط الطائرة - في رأيينا - فعلا متعمدا مع سبق الإصرار والترصد كرد فعل أولي على مقتل قاسم سليماني . إن الأمر الذي لا نستطيع الجزم به في هذا السياق هو: هل اتخذ قرار إسقاط الطائرة على مستوى الدولة والمؤسسات العليا ، أو على مستوى قيادة الحرس الثوري ، التي يزعم بيان الأركان إنه أي الحرس الثوري شعر في بعض مواقعه بالتهديد - تذكروا نحن نتحدث عن طائرة مدنية ، تقلع من مطار مدني - أو أن القرار كان شبه فردي على مستوى وحدة صغيرة من التي تمتلك الحق في إطلاق الصواريخ . وهذه الحقائق في دوائر احتمالاتها الثلاث هي التي ستناور " قم " طويلا دون الإفصاح عنها .

وبشكل ما فإن على الولايات المتحدة وكل دول الغرب التي تماهت طويلا مع ازدواج الخطاب - الموقف من السياسة الإيرانية ، هذا الازدواج الذي بات مقبولا عند تأسيس التوليفة الإيرانية - الأمريكية منذ عهد ريغان ، لا بد أن تؤتي ثمارها المرة ، ولاسيما بعد أن أوكلت الولايات المتحدة إلى متطرفي " قم " أمر تطويع المسلمين في سائر العالم وكسر شوكتهم .

ازدواج الخطاب مع الموقف لا يطلع عليه رجل الشارع الموالي للولي الفقيه وهو يتغذى كل يوم على شعارات الوعيد بالموت ، والوعيد بالثأر للحسين وزينب والطفل الرضيع .

في ثقافتنا العربية نقول : أول الغيث قطر ثم ينهمر ..

وستكون عملية إسقاط الطائرة الأوكرانية أول الارتجاعات المقيتة لثقافة الكراهية التي عُبئت بها ملة الولي الفقيه ، والتي استوفت الكثير من أجساد أطفال الأفغان والعراقيين والسوريين ..!!

تذكروا هذا ولا تنسوه : قيادة الأركان الإيرانية تعزي بركاب الطائرة المنكوبة ؛ الإيرانيين بشهدائهم والآخرين بقتلاهم ..

وربما الذي لم يعرفه الذين استهدفوا الطائرة ، مع أنها أوكرانية !! أن أكثر ركابها كانوا من الشهداء المقربين !!

نحن سمعنا كثيرا : يالثارات الحسين .. وأظنكم تسمعون اليوم : يالثارات سليماني !!

وعندما تتحد المدخلات تتحد المخرجات لو كنتم تعلمون .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 859