سيّدنا الصديق.. الأحقّ بالخلافة

كلّما قرأت عن سيّدنا الصديق رحمة الله عليه ورضوان الله عليه إلاّ ووقفت على وجه آخر من أوجه عظمته ومنها: أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم سيّدنا الصديق أن يصلي بأسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم وظلّ 3 أيام يصلي بالنّاس وفي حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

السؤال المطروح: لماذا تعتبر صلاة الصديق بالمسلمين وفي حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبأمر منه من عوامل العظمة والدرجات التي تقدّمه على غيره في الخلافة ومن النقاط التي ترفعه وتقدّمه على غيره ودون استثناء. وللإجابة على ذلك كانت هذه الأسطر وتليها فيما بعد المقارنة:

1.   تعامل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع سيّدنا الصديق على أنّه رئيس الدولة والقاضي الأعلى والقائد الأعلى للقوات المسلّحة ولذلك منحه شرف إمامة المسلمين انطلاقا من هذه الخصائص.

2.   الصلاة أمر عظيم وجلل ولا يتقدّم الإمامة إلاّ كبير عظيم كسيّدنا الصديق.

3.    يتقدّم للإمامة من تتوفّر فيه الشروط ولو لم يكن الأخ والابن والعم والصهر والقريب فالصلاة صلة بين العبد وربه أوّلا ولا علاقة لها بعائلة ولا قربى.

4.   من السنن التي يتّبعها الأئمة في المساجد والزوايا أنّهم يختارون أفضل التّلاميذ وأحسننهم قراءة وفقها وعلما وأخلاقا وسيرة لينوب عنهم في الصلاة إذا غابوا وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم اختار الصديق لأنّه تتوفّر فيه كلّ شروط الإمامة.

5.   صلى الصديق بأسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا في حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وامتثالا لأمره الشريف.

6.   في المقابل أقرأ باستمرار أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يطيل في السجود حتّى ينزل عن ظهره الشريف أسيادنا الحسن والحسين رحمة الله عليهما ورضي الله عنهما وكان ينزل من منبره الشريف وهو يخطب حين يرى أسيادنا الحسن والحسين. وهذا المقطع يستحق الشرح التّالي:

7.   تعامل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع أسيادنا الحسن والحسين رضوان الله عليهما انطلاقا من كونه جد وأب وهو أمر عادي جدّا يمارسه كلّ أب وكلّ أم وكلّ جدّ وكلّ جدّة وهذه طبيعة يمتاز بها كلّ البشر ومع أبناء أعدائهم فكيف بأبناء أبنائهم وفي المثل الجزائري: "عٙزّْ الابْنْ ابْنْ الابْنْ".

8.   إذن، تعامل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع سيّدنا الصديق في أمره بالصلاة بأسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا كرئيس دولة وكخليفة قادم وأنّه أحقّ من غيره بالخلافة لأنّه ولاّه وفي حياته على أعظم ركن في الإسلام وهو الصلاة بينما تعامل مع أسيادنا الحسن والحسين رضوان الله عليهما في مسألة السجود والمنبر معاملة الأب الحنون والجدّ العطوف وهي مسألة تتعلّق بما يطلق عليه الجزائري بـ "الكٙبْدٙة" التي لايستطيع أن يتحكم فيها صاحبها من أب وأم فهي إذن مسألة أبوية عاطفية لا يمكن بحال الاعتماد عليها كأداة من أدوات الحكم والخلافة.

9.   لو وضع أسيادنا الخلفاء الراشدين رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا في صفّ واحد وبدرجات متساوية لتفوّق عليهم سيّدنا الصديق لأنّه تفوّق عليهم بنقاط كثيرة لايمكن بحال تداركها وهي إمامته للمسلمين بأمر من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبطلب منه وفي حياته ولمدّة 3 أيام وهذه الميزة لوحدها دون غيرها من الميزات كفيلة أن تجعله الخليفة الأوّل عن جدارة واستحقاق ودون منافس من أحد ومن أيّ كان لأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم تعامل معه كرئيس دولة سيخلفه في شؤون الدولة وليس زميل ولا صاحب ولا صهر ولا أحد أفراد العائلة.

وسوم: العدد 861