وجوه شائهة .. وقلوب تائهة !

كتب بعض العلماء ، عن رمي النبيّ ، قبضة التراب والحصى ، في وجوه المشركين ، في بدر وحنين .. مايلي :

تصرّح الآية الكريمة (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) بنصّها القاطع ، وبتحقيق عموم المفسرين العلماء ، وائمّة الحديث: أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم، أخذ، في غزوة بدر، قبضة من تراب وحصيات ، ورماها في وجوه جيش الكفّار، وقال: "شاهت الوجوه   ! فدخلت تلك القبضة من التراب ، الى أعين كلّ المشركين، مثلما وصلت كلمة : "شاهت الوجوه" ، الى آذان كلٍّ منهم، فصاروا يعالجون عيونهم من التراب، ففرّوا، بعدما كانوا في حالة كرٍّ على المسلمين.

* ويروي الامام مسلم: أن الكفّار، في غزوة حنين ، عندما كانوا يصولون على المسلمين، أخذ النبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، قبضة من تراب ، ورمى بها ، في وجوه المشركين ، وقال: "شاهت الوجوه" ! فما من أحدٍ منهم ، الاّ ملأ عينيه - باذن الله – تراباً ، كما سمعتْ اذنُه هذه الكلمة ، فولّوا مدبرين.

والسؤال ، اليوم ، هو عن الكفرة الفجرة ، أحفاد العقيدة والسلوك - وربّما النسَب- لذوي الوجوه الشائهة ، وعن المنافقين ، عقيدة وسلوكاً ، وعن أذناب الكفَرة الفجَرة ، التي تسبّح بحمدهم ، وتزكّي عدوانهم ، على الأمّة ، التي يذبحون أطفالها ونساءها وشيوخها.. السؤال ، اليوم ، هو: هل أصحاب القلوب التائهة ، من أحفاد أصحاب الوجوه الشائهة .. هل يَقتلون أتباع محمد ، ثأراً منه ، أم تلبية لأعدائه ، من بني صهيون ، وحلفائهم الصليبيين ؟ وإذا كانت عيون الأوّلين ، قد ملئت حصىً وتراباً .. فبمَ ملئت عيون الآخرين ، الذين سخّروا إمكانات دول ، لمحاربة الإسلام والمسلمين ، مع أنهم يدعون الانتماء ، إلى الأمّة ، التي يُعدّ أبناؤها ، من أتباع الدين الذي يحاربونه؟ فإذا لم تكن عيون أصحاب القلوب التائهة، أحفادِ أولئك، أصحابِ الوجوه الشائهة..إذا لم تكن ملئت تراباً وحصىً ، فما الذي أعماها ، حتى حقدت ، كلّ هذا الحقد الأسود ، على الإسلام وأهله ؟ هل أعماها بريق الكراسي ، التي تجلس عليها ؟ أم أعماها بريق الذهب ، الذي تسرقه، من قوت شعوبها؟ أم أعماها عجز شعوبها، عن إسقاطها، أو صبر هذه الشعوب عليها؟ أم أعمتها قيودٌ قيّدها بها، الأجنبي الذي رهَنت، لديه، كلّ شيء ، في بلادها، مقابلَ أن يبقيها، على كراسي الحكم ؟

أمّا كون قلوبهم وعقولهم ، شائهة تائهة ، فلا نحسب أحداً ، يماري فيه ! لكن السؤال ، الذي طرُح ، آنفاً ، يظل قائماً ، وهو: ماالذي ملأ عيونهم ، حتى عميتْ ، عن واقعها ، وواقع أمّة ، هي محسوبة عليها ؟

وفي كلّ حال ، لايملك العاقل ، سوى تذكر الآية القرآنية الكريمة :( فإّنها لاتَعمى الأبصارُ ولكن تَعمى القلوبُ التي في الصدور) !

وسوم: العدد 861