المحاضنُ البَشرية : ليست مَداجنَ ، ولا حظائرَ ، إنها مصانعُ ، لعقول البشر، وقلوبهم !

قال رسول الله : كلّ مولود ، يولد على الفطرة ، فأبَواه : يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه!

وللفطرة معانٍ ، ذكرها العلماء ، منها : الخَلق الأوّل للأشياء .. ومنها : السلامة والاستقامة..! وذكَر بعضُهم ، أن الفطرة ، هي دين الإسلام ! ولكلّ حججه وبراهينه ! غير أن مايعنينا ، هنا ، هو المحضن ، الذي ينشأ فيه الطفل ، ويعتقد العقيدة ، التي يغرسها أبواه ، في قلبه ! لذا؛ سيكون تركيزنا ، على الحديث عن المحاضن ، التي ينشأ فيها الأطفال ؛ فهي التي تجعل منهم ، مؤمنين أو كفّاراً !

أنواع المحاضن ، حسب العقائد :

يهودية.. نصرانية.. مجوسية ..إسلامية.. محرّفة عن الدين الإسلامي.. وثنية (والوثنيات أنواع ، منها : عبادة الحجر والشجر.. ومنها : عبادة البشر والبقر.. ومنها : عبادة الشمس والقمر..!

أنواع المحاضن ، حسب الطباع والأخلاق :

محضن كرم .. محضن شجاعة .. محضن شُحّ .. محضن جُبن ..محضن استقامة وتقوى.. محضن فسوق وانحلال ..!

أنواع المحاضن ، حسب العلم والثقافة :  

محضن عِلم .. محضن جهل .. محضن وعي و ثقافة .. محضن قلة وعي ، وقلة ثقافة !

أنواع المحاضن ، حسب البيئات :

 محضن مدني .. محضن ريفي ،، محضن بدوي .. محضن متحضّر.. محضن متخلّف

وفي سائر المحاضن ، يصحّ التمثّل بالحديث النبوي ، الوارد أعلاه ، بنسب متفاوتة !

نموذج :

وصفَ الله الأعرابَ ، الذين يعيشون في البوادي ، ولا يتلقّون شيئاً من العلوم والثقافات، ولايعرفون شيئاً ، عن الدين وأحكامه ، بمايلي :

(الأعرابُ أشدّ كفراً ونفاقاً وأجدرُ ألاّ يَعلموا حدودَ ما أنزلَ الله على رسولهِ والله عليمٌ حكيمٌ).

وقد ورد ، في تفسير الآية ، لدى علماء التفسير، مايلي :

الأعراب أشدّ جحوداً لتوحيد الله ، وأشدّ نفاقاً من أهل الحضَر، في القرى والأمصار! وإنّما وصفَهم ، جلّ ثناؤه ، بذلك ، لجفائهم ، وقسوة قلوبهم ، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير! فهُم ، لذلك؛ أقسى قلوباً ، وأقلّ علماً ، بحقوق الله !

وورد في الحديث الشريف : مَن سَكنَ البادية جَفا !

ولا بدّ من التذكير، بأن التصنيفات الواردة أعلاه ، هي للاستئناس بها ، لا لجعلها قوالب جامدة، والتعامل معها على هذا الأساس !

فلا يغيب عن الذهن ، مثلاً ، أن في الأعراب مؤمنين ، كما أن فيهم كفرة ومنافقين !

كما لايغيب عن الذهن ، أن ثمّة أناساً وُلدوا وتربّوا ، في محاضن إسلامية ، وانحرفوا عن الإسلام وأخلاقه ..  وأن ثمّة أناساً وُلدوا وتربّوا ، في محاضن يهودية أو نصرانية ، أو في بيئات يهودية أونصرانية ، هداهم الله إلى الإسلام ، فصار منهم دعاة كبار، يدعون إلى الإسلام !

وسوم: العدد 861