لماذا يستهبلون شعوبهم وسائر الشعوب؟

الناظر في تصرفات السفلة والاوغاد من المتحكمين العرب والمسلمين يجد أن ثمة خيطا يربطها بعقد غير فريد , ألا وهو استهبال الشعوب واستغباؤها، ويتضح هذا الخيط أكثر ما يتضح عند تعامل السفلة والأوغاد مع العدو الاسرائيلي والتطبيع معه.

ويظهر السفلة والاوغاد ان أيما فعل تطبيعي اقترفوه او تعاطوه ( بادئ الأمر ) :

1 : كان محض صدفة .

2 : يصب في المصلحة الوطنية لمخترته غير العامرة .

3 : يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق .

4: لن يؤثر في سياسة المخترة المعنية وأن مواقف المخترة ثابتة ولن تتغير والمخترة مع حل الدولتين .( وهو الحل الذي مات وشبع موتا ) .

ثم تتوالى أفعال الانكشاف ليتبين ان الامر كان مخططا له , وأن الامر ليس محض صدفة , وأن الأمر مرعي من طرف مخترة داشرة هنا او هناك .

ولعل المثال الأخير وليس آخرها ما تم من قبل الوبش السوداني الغبي عبد الفتاح البرهان .

ولعل في مسلك حكومة السودان ما هو مخز تماما كما هو مخز مسلك ما يسمى برئيس مجلس السيادة السوداني البرهان .

حاولت الحكومة بادئ الامر ايهام السودان وغيرهم انها لا علم لها ( وقد يكون ذلك صحيحا من حيث التوقيت وليس النهج ) , وهو أمر تكشف عطبه الايام اللاحقة وتصريحات العسكر السوداني وناطقيهم أخرسهم الله جميعا .

ولعل في تصريحات البرهان لجريدة الشرق الاوسط لندنية موقع الصدور يوم الجمعة 14 شباط 2020 ما يوضح ان لقاء البرهان نتنياهو في عنتيبي كان نتيجة حراك تطبيعي انطلق من شهور ( ليس أقل من ثلاثة شهور ) .

ويستطيع الباحث أن يجد مثل هذا السيناريو ينطبق على كل من اندلق على العدو في العقود الثلاثة الاخيرة على الاقل.

وقبل ذلك بكثير , تعود بي الذاكرة الى التاسع من اكتوبر 1977 يوم كان الحاكم المصري آنذاك انور السادات يخطب في مجلس الشعب المصري وصرح بشكل درامي لتمرير التمثيلية أن اسرائيل ستدهش مما سيقوله : "أنه مستعد للذهاب للاسرائيليين الى الكنيست ( مقر برلمانهم ) ذات نفسه كي يفاوضهم ..." , وجرى بعد ذلك ما تعلمون .

ولم يكتف السادات بالاداء الدرامي في اخراجه تصريحه بل أخذ يتخوث وهم خارجون من القاعة طالبا من اسماعيل فهمي وزير خارجية مصر المحترم آنذاك أن يجد مخرجا لزلة اللسان تلك .

وتبين لاحقا ان الامر معد له ومخطط منذ شهور ومتفق عليه وعرابوه ملك المغرب وقتذاك الحسن الثاني وطاغية رومانيا شاوشيسكو وقتذاك وضابط مخابرات مصري ( التهامي ).

وقل الامر ذاته عندما صافح شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي في نوفمبر 2008 بمؤتمر الاديان في نيويورك الرئيس الاسرائيلي وقتذاك شمعون بيرس مدعيا انه لم يكن يعرفه .

والامثلة كثيرة وعديدة ولا يجمعها الا افتراض فاعلها الجبان والخائن الغباء بالشعوب وضعف ذاكراتهم ؛ والمطلوب , من الشعوب العربية والاسلامية ولا سيما المتنورين منهم والمثقفين ( الانتلجنتسيا )غير المبيعين لهذا الفاسق او ذاك او هذه المخترة أو تلك , فضح اولئك العملاء وتذكير الناس بأفعالهم الدنيئة والخيانية بل تضمين هذه الافعال المشينة مقررات الدراسة للناشئة في رياض الاطفال والمدارس والجامعات , هذا إن أردنا تحريرا لفلسطين وغير فلسطين وأن أردنا التحرر من الاحتلال والاختلال في المخترات العربية كافة .

وسوم: العدد 864