20 فبراير بين أحلام لذيذة وكوابيس مفزعة ( حديث بمناسبة حلول الذكرى )

كل الناس حين يخلدون إلى النوم يرون أحلاما تكون إما لذيذة يستمتعون بها ويتحسرون على نهاية لذتها عندما يستيقظون وإما كوابيس يشقون بها ويحمدون الله عز وجل على أنها ليس حقيقة عندما يفيقون من نومهم .

ولا ندري هل 20 فبراير كان حلما لذيذة عند المغاربة أم كان كابوسا مزعجا أم هما معا أم أنه كان عند بعضهم حلما وعند آخرين كابوسا ؟ المهم أن نهاية الحلم اللذيذ تكون كنهاية الكابوس المفزع عند اليقظة من النوم .

كان حلم 20 فبراير اللذيذ هو سقوط الفساد سقوطا لا تقوم له قائمة من بعد ، وكان كابوسه المزعج أن يعود الفساد شرسا كما يعود السرطان القاتل .

وكان الحلم اللذيذ يقتضي أن تكون اللعبة الديمقراطية حقيقة ، وكان الكابوس أن تكون مجرد مسرحية هزلية . وكان الحلم اللذيذ أن تصفد التماسيح والعفاريت في أصفاد سليمان عليه السلام ، وكان الكابوس أن تكسر تلك الأصفاد  لتعيث في الأرض فسادا .و كان الحلم اللذيذ أن يفي بوعيده  من كان يتوعد تلك التماسيح والعفاريت بالويل والثبور وعواقب الأمور ، وكان الكابوس أن يقول لهم عفا الله عما سلف .

وكان الحلم اللذيذ أن يفي بوعده من كان يعد بوعود وردية  عبارة عن زيادات في الرواتب والأجور ، وزيادة في  المناصب القاضية على البطالة ، والتخفيض من سنوات العمل ، والتخفيض من الضرائب ، ورفع الرقابة على حرية التعبير وحرية الرأي ، ومجانية التطبيب والتعليم ، والعيش الخفض والرخاء ، والتفاؤل الواسع العريض ، وكان الكابوس المزعج تجميد الرواتب والأجور، وفرض الضرائب  حتى على التقاعد ، والزيادة في سنوات العمل ، والتعاقد عوض التوظيف ، والزيادة في الضرائب ، والحد من حرية التعبير وحرية الرأي ، والتضييق على القطاعات العامة تعليما وصحة مقابل التوسعة على القطاعات الخاصة ، والزيادة في تكاليف التطبيب والتعليم  والمعيشة الضنك ، والتشاؤم الكاسح .  

لقد كان 20 فبراير عبارة عن أحلام لذيذة في المنام ، لكنها كوابيس مزعجة في اليقظة . ولله الأمر من قبل ومن بعد .

وسوم: العدد 864