تركيا تعطي درساً في أخلاقيات الحروب

أخلاقيات الحرب بين تركيا وروسيا

لا يستطيع الإنسان إلا أن يرفع القبعة لقوات الجيش التركي وهو يخوض معركة عادلة تتسم بالقيم والأخلاق، دفاعاً عن شعب مكلوم يواجه نظاماً فاشيا قاتلاً سفاكاً للدماء، فلم نشاهد أو نسمع أو تذكر التقارير الإنسانية أو الإخبارية أو منظمات حقوق الإنسان عن سقوط مدني واحد ولا تدمير مركز طبي ولا مركز ثقافي ولا مدرسة ولا مركز للدفاع المدني ولا دار للعبادة أو مخبز أو سوق أو مرفق من مرافق الخدمة الإنسانية، ويخوض معاركه بحرفية ودقة عالية في مواجهة همجية النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين، ومقارنة مع ما ارتكبته القوات الروسية والميليشيات الإيرانية الرافضية، التي غزت سورية بحجة القضاء على الإرهاب وحماية الأقليات، ودعم النظام حتى لا تتداعى الدولة السورية وتتفكك مؤسساتها.

صناعة الأسلحة العسكرية الروسية منافية لكل المعايير الدولية والإنسانية

روسيا انتهكت أخلاقيات الحرب في سورية، ليس فقط على مستوى الممارسة خلال عمليات الأرض المحروقة التي لا تترك حجر أو شجر أو بشر إلا ودمرته أو أحرقته أو قتلته أو هجرته في سورية، وقد شاهد العالم كل هذه الجرائم البشعة التي لم يسجل لها التاريخ مثيلا، روسيا لم تنتهك أخلاقيات الحرب؛ وإنما أيضا انتهكت أخلاقيات الصناعات العسكرية، التي تنتهك معايير بيئية وأخلاقية تنظمها المعاهدات الدولية.

فهذا القائد السابق للقوات الروسية المحمولة جواً، والذي يشغل الآن منصب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي الجنرال فلاديمير شامانوف يعترف صراحة ويقول: “بينما كنا نساعد أشقاءنا السوريين، جربنا أكثر من مئتي سلاح جديد في سورية أثناء دعم الرئيس بشار الأسد”.

كما أشار شامانوف في تصريح صحافي عام 2018، إلى أنه “بسبب الرياح وعدم وجود نظام تصحيح، بالإضافة إلى قلة التدريب في ظروف مناخية مشابهة، كانت القنابل الروسية تقذف في بعض الأحيان بعيدا عن الهدف بمئات الأمتار”، وكان الشعب السوري هو ضحية أخلاقيات الحرب الروسية القذرة.

روسيا استعملت ضد الشعب السوري كل الأسلحة المحرمة دولياً

لقد اعتمدت القوات الجوية الروسية في غاراتها داخل سورية إلى حد كبير، على القنابل غير الموجهة، التي ادعت موسكو إضفاء تعديلات جديدة عليها لإصابة الهدف بدقة، إلا أن الأمر لم يسر مثلما أراد المسؤولون الروس، وفقا لما قاله بوريس أوبسونوف، رئيس مؤسسة الصواريخ التكتيكية الروسية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن نحو 1700 مدني قد قتل في الفترة بين أيلول 2015، وشباط 2016، جراء الهجمات الروسية، التي استخدمت فيها، القنابل غير الموجهة، والقنابل العنقودية والفسفورية والانشطارية، وحتى القنابل الموجهة المحرمة دولياً.

روسيا أخفقت في تطوير أسلحتها المدمرة

وكما هو معروف فإن قنابل الجاذبية والقنابل غير الموجهة ليست بدقة القنابل الموجهة، إلا أن روسيا أخفقت في تطوير تكنولوجيا متطورة فيما يخص الأسلحة الموجهة، مقارنة بتركيا وأمريكا والدول الأوروبية، ويذهب إلى نفس الرأي الباحث بمركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات بموسكو، أنطون لافروف، الذي قال: “إن مقاطع الفيديو التي تظهر الغارات الروسية في سورية تظهر دقة منخفضة في استخدام الأسلحة غير الموجهة، خاصة في الأيام الأولى للتدخل الروسي”.

ويرى العديد من خبراء الأسلحة افتقار الأسلحة الروسية بشكل عام للدقة، حتى فيما يخص الصواريخ البالستية.

تركيا تعطي روسيا درساً في أخلاق الحروب

لقد عودتنا روسيا من خلال حروبها الظالمة التي شنتها على العديد من دول العالم أنها لا تلتزم بالمعايير الأخلاقية التي تعارفت عليها الأمم عبر كل حروبها، وسورية اليوم المثال الصارخ لقذارة الحرب التي شنتها روسيا وتشنها على سورية منذ ما يقرب من خمس سنوات، واليوم تعطي تركيا الدرس الرائع لروسيا، باحترامها لأخلاقيات الحرب وقيمها من خلال عملياتها الحربية في سورية، وهي تركز على المواقع العسكرية ومصادر النيران العدوة بعيداً عن البشر والشجر والحجر.

وسوم: العدد 866