كورونا لم تأت لتقتل

معالي احمد خليفه السويدي

كلمات تقشعر منهاالأبدان وتلين منها القلوب .

"كورونا" لم تأت لتقتل وتبيد ،

"كورونا" جاءت  لتحيي .

نعم ، جاءت لتحي ضمير اﻷمة ،

جاءت لتوقظنا من غفلتنا ،

جاءت لترينا صغر حجمنا  ﻷننا عجزنا أن نرى جرثومة استطاعت أن تهدد الكون بأكمله رغم صغر حجمها التي تكاد لا تذكر ، جاءت لتقول لنا أن هناك ربّاً غفلنا عن ذكره وهو القادر على استبدالنا في عشية وضحاها ، ذرة لا تكاد ترى بالعين المجردة أوقفت العالم بأسره ولم تقعده ، شلت أركان دول وأمم ، اهتزت لها منصات العالم ، وتحركت باسمها منظمات وجمعيات

سمعت صرير أقلام الكتاب والفلاسفة ، كنا نظنها مجرد فايروس ابتلي به أقوام لم يعرفوا اﻹيمان والتحصين والتوكل على الله ، كنا نردد : تسلطوا  على اﻷقلية المسلمة في بلادهم  فسلط الله عليهم جندا من جنوده ،  الذي لا يعلمها إلا هو ، أوقفت على إثرها مدارسهم و معابدهم ومصانعهم ،

أما نحن ماذا حل بنا ؟

فقد أوقفت "كورونا"  أقدس مقدساتنا عن بكرة أبيها ، أوقفت أطهر بقاع اﻷرض عن السنة التي فطرها الله عليها ، والله إنه لمصاب جلل ، تهتز له القلوب وتقشعر له اﻷبدان ،

هل أدركنا عظم مصابنا ؟

لو كان لكورونا فقط أنها أوقفت الطواف لساعات لكفى بنا من ألم ، مع كل هذا لم تدمع أعيننا ولم تهتز مشاعرنا ، أمسينا ونحن نتبادل اﻷخبار عن إغلاق الحرمين وإيقاف الطواف والزيارة في الروضة وكأننا نتحدث عن إغلاق مول تجاري ﻷمر طارئ ساعات وسيتم فتحة ، "كورونا" ليست وباء للبشرية ، والله لنحن الوباء على هذه اﻷرض إن لم نستغفر ونتوب إلى الله ، والله سيستبدلنا وسيأتي بأقوام يستغفرون ويتوبون إليه .

"كورونا" إن لم توقظنا من غفلتنا ولَهونا عن ديننا ، والله سنستيقظ  على ويل شديد ، نستيقظ وقد سُلب منا ديننا وقيمنا ، هي مجرد فايروس أخافتنا وأرعبتنا وضجت مضاجعنا ، فكيف برب هذا الفايروس ؟

ألا يستحق أن نخافه ونتضرع إليه وتضج مضاجعنا ليرحم ضعفنا .

"كورونا" إذا  ذهبت  ولم  توقظ  ضمير  اﻷمة ،

فتأكدوا  أننا  نحن الوباء  على هذه اﻷرض .

  *(( فاعتبروا  يا أولي  اﻷلباب ))*

وسوم: العدد 868