الدول والأفراد والمجتمعات : بين الأوتاد والمثبّتات ، المادّية والمعنوية !

الأرض : ثبّتها الله بالجبال ، وسمّاها أوتاداً ، كيلا تميد الأرض ، بمن فيها، ومافيها!

الخيام : تثبّتها الأوتاد ، التي تغرس في الأرض ، مشدودة بحبال موصولة ، بأطراف الخيمة ، فإذا قُلعت الأوتاد ، سقطت الخيمة ، أوطارت ، من فوق رؤوس ساكنيها !

الأوتاد والمثبّتات ، التي تثبت الدوّل : ثمةّ أوتاد ومثبّتات ، مادّية ومعنوية ، للدول !

الدولة كيان ضخم ، يضمّ عناصر شتى ، من البشر والمؤسّسات والمباني .. وهي كيان معنوي مادّي ، معاً ، ومثبّتاته عناصر مادّية ومعنوية ، معاً !

من أهم العناصر المادّية ، المثبّتة للدولة : الحكماء والعقلاء ، من البشر، الذين فيها، حكّاماً ومحكومين ؛ فهؤلاء ، هم الذين يمنعون كيان الدولة ، من الانهيار؛ إذ يحافظون ، على المؤسّسات والقيَم والقوانين ، التي تضبط كيان الدولة ، وتحميها من الفساد والانحراف ، والضعف والدمار!

ومن أهم العناصر المعنوية ،التي تحمي الدولة ، وتثبّتها :العدلُ ، بذاته ، ومقتضياته؛

 ففبه قوام الدولة ، أيّة دولة ، وبه تحافظ ، على استمرارها واستقرارها ! ومن مقتضياته : حُسن إدارة الدولة ، ومافيها من مؤسّسات ، ومن فيها من بشر!

مثبّتات الأفراد : ثمّة أنوع ، عدّة ، من المثبّتات ، لأنواع ، عدّة ، من التثبيت !

التثبيت البدني : تقوم به قوى الجسم وأعضاؤه ..  والتثبيت الفكري : تقوم به عناصر التربية والتلقين..والتثبيت الربّاني : خاصّ بالله ، جلّ شأنه ، فهو الذي يثبّت الذين آمنوا، بالقول الثابت! وقد أمر ملائكته ، بتثيت المؤمنين ، في معركة بدر!

مثبّتات القبائل والأحياء والأحزاب: العناصر الرشيدة الفاعلة ، التي تحفظ تماسكها، وتحميها من الزيغ والانحراف والفساد ! وهذه العناصر، هي التي سمّاها الشاعر القديم : السَراة ، حين قال :

لايَصلح الناس فوضى ، لاسَراةَ  لهمْ   ولا سَراةَ ؛ إذا جُهّالهم سادُوا

تُلفى الأمورُ، بأهل الرشد ، ماصلحتْ   فإنْ تَولّوا ، فبالأشرار تَنقادُ

إذا تَولّى سَراةُ القوم أمرَهمُ             نَما على ذاك ، أمرُ القوم ، فازدادوا

وسوم: العدد 869