حين يصير (الكَذَوات) هم : (الذَوات) !

الذوات : هم الشخصيات البارزة ، في المجتمع ! وكلمة ذوات ، هي جمع لكلمة: (ذات) ، والمقصود بها : الشخص المُميّز في مجتمعه ، الذي حقّق لنفسه ، عبر جهد طويل، نوعاً من المجد الذاتي ، الذي يدعو الناس ، في مجتمعه ، إلى احترامه وتوقيره !  

ومصطلح الذوات : رائجٌ ، في عدد من الأقطار العربية ، كما هو رائج ، مصطلح (أبناء الذوات) !

أمّا مصطلح  (كذا) ، فهو رمز للسوء ، وكناية عنه ! وهو شتيمة ، لدى مَن يتعفّفون عن الشتائم ، بألفاظ نابية أو بذيئة ! وتُجمع كلمة (كذا) ، على (كَذَوات) ، لدى من يستعملها ، لبعض الأهداف المذكورة ، المعبّرة عن حقيقة الشخصية ، أو عن نظر الناس إليها !

ولعلّ أقلّ (الكَذَوات) سوءاً ، هم أولئك ، الذين ورد ذِكرهم ، في الحديث الشريف، حيث قال النبيّ : ويتكلّم في الناس الرُوَيبضة ! وحين سئل عن الرُوَيبضة ، قال : الرجل التافه ، يتكلّم بأمر العامّة !

نماذج من الكذوات ، الذين صاروا هم الذوات :

النموذج الأول : عسكري مجهول ، لدى شعبه ، يَختطف السلطة ،بانقلاب عسكري ، يؤازره فيه بعض المغامرين ، من العسكر المغمورين ، فيصبح هؤلاء، جميعاً ، من الذوات ؛ لاستلامهم المناصب الحسّاسة والعليا ، في الدولة .. ويبدأ ضعاف النفوس ، بالتزلّف إليهم !

النموذج الثاني : لصّ محترف ، يسطو على أموال مؤسّسة يديرها ، فيصبح من الأثرياء ، ويُحسَب ، لدى الناس ، من الذوات .. وكان ، مَن يعرفه ، من أبناء مجتمعه، يدعوه: ( كَذا) !

وكثيراً ماينطبق ، على هؤلاء الكَذَوات ، قول الشاعر:

فمَن أنتمُ ، إنّا نَسينا مَن انتمُ     وريحُكُمُ مِن أيّ ريح القبائلِ ؟

وينطبق ، على بعض هؤلاء ، في بعض البلدان ؛ لكثرة ما ينهبون ، من المال العامّ، ومن أموال الناس .. ينطبق عليهم قول الشاعر:

نامَتْ نَواطيرُ مصر عن ثَعالبِها     فقد بَشِمْنَ ، وما تَفنى العَناقيدُ !

وسوم: العدد 871