"الرأي والرأي الآخر" مقولة ناقصة

اتخذت بعض القنوات الفضائية والإعلامية مقولة "الرأي والرأي الآخر" شعاراً لها، وأصبحت مقولة رائجة في مختلف الأوساط الثقافية، وعنواناً لحرية الرأي، وجاءت هذه المقولة تعبيراً عن الثقافة الليبرالية في الحضارة الغربية التي تؤله الإنسان وتجعله مرجعاً لكل شيء، فتلك المقولة تعني أن كل إنسان هو المرجعية النهائية لرأيه في مواجهة الإنسان الآخر.

وأعتقد أن هذه المقولة ناقصة من خلال منظارنا الحضاري العربي الإسلامي، وكمالها بأن تصبح "الرأي والرأي الآخر والحق".

فعندما يتواجه رأيان من أجل الوصول إلى اتفاق، أو إلى مدى صوابية أحدهما، لا بد من الاتفاق على مرجعية من أجل حسم أي الرأيين أصوب، وهناك لا بد من الاتفاق على المرجعية وهي "الحق".

وإذا لم يتم الاتفاق على المرجعية فسيبقى كل صاحب رأي هو المرجع النهائي، وهذا سيؤدي إلى عدم الالتقاء بحال من الأحوال، وعند الرغبة في التفصيل نوضح بأن عماد "الحق" هو "الحق النقلي" الذي جاء به الشرع الحكيم، ويمكن أن نلحق به "الحق العقلي" الذي يتفق في النهاية مع "الحق النقلي" ولا يمكن أن يتعارض معه بحال من الأحوال، كما قال ابن تيمية "لا بد أن يتوافق العقل الصريح مع النقل الصحيح".

وسوم: العدد 872