واقع المسلمين ودور الشباب المسلم

قال الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال " ( الرعد : 11 )

ويقول الأستاذ العلامة سعيد الأعظمي الندوي : للاعتراف بالواقع قيمة كبيرة في بناء المستقبل .. ولا شك  أن نظرة متأنية  في واقع المسلمين اليوم تعطينا صورة لما تعانيه الأمة الإسلامية في ميادين مختلفة من حياتنا من تخلف وتمزق وشتات.

ونوجز في هذا المقام أهم مواصفات واقعنا ثم نبين الدور الذي يترتب على الشباب المسلم في إصلاح هذا الواقع وترشيده .

أولاً: واقع المسلمين

1- الوهن والغثائية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وقد نزع الله مهابتكم من قلوب أعدائكم وألقى في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ([2]).

2- الفرقة والذلة.

فرقة بين الحكام، وفرقة بين الشعوب بالحزبية والوطنية والعنصرية ، وفرقة بين الدعاة إلى الإسلام لقلة الوعي وضعف التربية الصحيحة ، وفرقة بين كل فريق مع الآخر، كلها آثار لضعف التربية الربانية التي يجب أن تتربى عليها الأمة.

3- فقد الشعور بحال الآخرين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ([4]).

فأين نحن من أحوال المسلمين في العالم  أفغانستان ، لبنان ، الشام وغيرها .. ؟

4- التبعية للغرب أو الشرق والانبهار بهم وفقد الأصالة الإسلامية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتتبعن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن([6])، والمسلم خليفة في الرض ومهمته عمارتها بالحق والعدل، فالشباب يجب أن يتطلع دائماً إلى عزة أمته ونصرتها وكرامتها وحريتها ولا يبقى حبيس التفكير في المادة والشهوة والمصالح الشخصية.

4- التحرق لحال المسلمين وواقعهم المرير ومتابعة أخبارهم ومعرفة طرق كيد أعدائهم وتآمرهم عليهم.

5- المنهج الواعي.

ولا بد للشباب المسلم من رسم منهاج واضح وواع يسيرون عليه ويقدمون للإسلام التضحيات الصادقة والمخلصة من أوقاتهم وأموالهم وأرواحهم حتى يعيدوا للبشرية انسانيتها وكرامتها، وحتى يحققوا الآمال المعلقة عليهم، وحتى يرضوا الله عز وجل أولاً وآخراً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كانت تلك خلاصة محاضرة ألقيت بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بأبها على مرحلتين ، واقع المسلمين محاضرة .. ودور الشباب محاضرة .. وهي مسجلة في شريط كاسيت .

([2]) رواه الحاكم في المستدرك ج4 ص361 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.

([4]) رواه المنذري في الترغيب والترهيب ج3 ص1274.

([6]) رواه الطبراني في المعجم الأوسط ج3 ص210

وسوم: العدد 872