أثمانُ الرجال ، وأثمانُ المواقف ، وأثمانُ الأصوات !

في عُرف أصحاب المصالح  : لكلٍّ ثمن ؛ للرجل وللموقف وللصوت ! وما أكثر مايتردّد ، على ألسنة بعضهم : كم ثمن هذا( الصحفي ، أو الكاتب ، أو السياسي ، أو المعارض ..)؟

وتختلف المصطلحات ، باختلاف اللهجات : (دَهْ حِتّة صَحفي ، لا راح ولا جا .. شُقفَة كاتب مَنتوف .. صايِع عامِل سياسي ، نشتريه بقرشين ..) !

(أغرُوه ، أو أنذروه ، أو اشتروه ، أو احبسوه ، أو اقتلوه .. وارتاحوا من الصُداع الذي يسبّبه) !

في هذا الكلام بعض الحقيقة ؛ فما أكثر مَن يُباعون ويُشترَون !

 لكن ، أكُلّ الناس كذلك؟

الأقلامُ المؤجّرة ، والألسنة المُؤجّرة ، اليوم ، بالألوف ، أو بعشرات الألوف ؛ مؤجّرة : لتَخدم .. لتكتب .. لتردّ على الكتابات .. لتناقش .. ولو بألسنة ، أو بأقلام ملوّثة بالزَيف والبهتان .. ولتُناطح ، ولو بقُرون من طين .. ولتُدافع ، ولو لم تعرف، بالضبط  ، عمّ تُدافع ، وعمّن تُدافع ، وهي بلا حُجج واضحة ، تتسلّح بها ، في مواجهة الآخرين !  

فما حال الألسنة المضادّة ، والأقلام المخالفة ؟

أهي مِثلُ نقائضها ؟ أم هي مختلفة عنها ، في شيء ما : في الأخلاق ، أو في الأهداف ، أو في الأساليب ؟

التعميمُ  مَزلقٌ خطير: خُلقياً ، وعلمياً ، وفكرياً ! لكنّ الحديث ، عن الأكثريات والأقليات ، قد يكون فيه شفيع ، لمن أراد أن يَنقد ، أو لم يجد مَندوحة، من أن يَتّهم!

في كلّ الأحوال ، لايملك العاقل ، إلاّ أن يلوذ بنصوص تحفظه ، من أن يُتّهم بتجنّ ، أو افتراء .. يوردها ، أو يشير إليها !

في القرآن الكريم :آيات كثيرة ، تصف المنافقين ، المخادعين لله ورسوله والمؤمنين!

وفي الحديث : الشريف نصوص واضحة ، تُعرّف بالمنافقين ، وتُعرّي نفاقهم ، أمام الناس !

وثمّة نصوص ، عدّة ، تتحدّث عن الصدق والصادقين .. ونصوص ، عدّة ، تأمر بقول الحقّ ، والدفاع عنه .. ونصوص تنهى ،عن أن يكون المؤمن ، خصيماً للخائنين ، أو ظهيراً للمجرمين ! وما نحسبنا في حاجة ، إلى إيراد هذه النصوص ، هنا ؛ فهي منبثّة في كلام الله ، و في كلام رسوله ، يَعرفها كلّ مَن له صلة ، بكتاب الله ، و سنّة رسوله ! أمّا المُنكر لهذه النصوص ، فلا يخاطَب بها ، هنا ، إنّما يخاطَب بالأخلاق السليمة ، التي يتعامل يها أسوياء البشر !

ويظلّ الصراع قائماً ، بين الصادقين وأعدائهم .. و تظلّ الفروق قائمة ، بينهم وبين أضدادهم , إلى ماشاء الله !

وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً .

وسوم: العدد 873