نعم العنصرية نتنة

أخ أفغاني عزيز علينا أرسل لنا رسالة عتاب، وكان عتابه على حلقات كتبتها تحت عنوان (العنصرية الفارسية) معترضاً فيها على العنوان يقول فيها: "عنوان المقال غير موفق، وأن العنصرية نتنة سواء عربية أو فارسية، دعوها فإنها نتنة".

ويضيف قائلا: "بهذا العنوان الضيق العنصري تدفعون ما لا يقل عن ستين مليون من السنة في أفغانستان وطاجيكستان وإيران يتكلمون باللغة الفارسية تدفعونهم دفعاً إلى جبهة فارس".

أخي الحبيب بداية أتفق معك على أن العنصرية كيف كان لونها أو شكلها فإنها نتنة، كما أسعدتني بقولك "إن هناك 60 مليون مسلم سني من أصول فارسية ،وهذا شيء مفرح، يضاف إلى رصيد مؤيدي قضيتنا الذين يُضيّقُ عليها من قبل قوى عالمية تشارك المجرم بشار الأسد في ذبحنا وتهجيرنا، وفي مقدمتهم إيران ومشروعها الفارسي الشيعي وميليشيات التي أعدتها تدريباً وعتاداً وتسليحاً ومغريات مالية لا حدود لها، إضافة إلى قوات دولة عظمى هي روسيا التي كان تدخلها بكل ما تملك من ترسانة عسكرية متطورة للحؤول دون سقوط مجرم الحرب بشار الأسد، أمام صمت العالم ولا مبالاته؛ بكل ما يجري في الشام من قتل وتدمير وتهجير وسجن واعتقال، وكما تعلمون أننا كشعب سوري لم نفوت يوماً فرصة لدعم ومساعدة إخواننا في محنهم من جاكرتا حتى نواكشوط.

واليوم ونحن أحوج ما نكون لمد العون إلينا لم نجد أحداً وللأسف الشديد وكأن أمة الجسد الواحد لا وجود لها ، وكأن إخواننا لم يسمعوا بالآية (وما جزاء الإحسان إلا الإحسان).

أخي الحبيب إن الذي فعلته إيران الصفوية الفارسية بنا وبأوطاننا على مدى عقدين من الزمن في سورية والعراق واليمن وقبلها بعرب الأحواز لتقشعر لهوله الأبدان، حتى ليحسب البعض إذا ما شاهد أحد فديوهات أفعال مجرمي إيران الرافضية الفارسية لا يصدق ما يرى لبشاعتها وهولها.

أخي الحبيب الإيرانيون يحاربوننا في سورية لأن حربهم على الشعب السوري هي حرب على الكفار، كما يقول مرشدهم خامنئي وقادته العسكريين، الإيرانيون وأتباعهم من روافض لبنان وأفغانستان واليمن وباكستان يحاربون في سورية والعراق واليمن ولبنان؛ لأن طريقهم إلى تحرير القدس يمر عبر بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، الميليشيات الإيرانية الصفوية كلما دخلوا قرية أو مدينة سورية ذبحوا الأطفال وبقروا بطون النساء وجزّوا رقاب الرجال ودخلوا المساجد ورفعوا رايات الشرك والضلال، وحولوها إلى حسينيات يشتمون فيها صحابة رسول الله ويطعنون بعرضه.

أخي الحبيب أنت تذكر ولا شك ماذا قال القائد الإنجليزي اللنبي عندما دخل القدس، قال: (الآن انتهت الحروب الصليبية)، وتذكر أيضاً عندما دخل القائد الفرنسي غورو دمشق توجه إلى قبر صلاح الدين وركله بجزمته العسكرية وقال: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)، وأضيف، حتى تعذرني إذا ما استشاط قلمي غضباً، فقد فعلت ميليشيات الموت الإيرانية نفس الشيء؛ عندما دخلت إلى مسجد خالد بن الوليد في مدينة حمص نبشوا قبر الصحابي البطل الذي أطفأ نار الفرس المجوس ومثلوا برفاته قائلين: (ها قد عدنا يا ابن الوليد)، وحتى قبر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز لم يسلم من عنصريتهم فنبشوه ودمروه، وكذلك فعلوا بقبر البطل المجاهد مسلمة بن عبد الملك الذي حاصر القسطنطينية مرتين، وكذلك الحال بقبر ابن تيمية والعديد من قبور الصحابة الأجلاء الذين حوت رفاتهم بلاد الشام، وهذا القليل القليل مما يفعله الإيرانيون في بلادي ولا يزالون ماضين في إجرامهم، التي خلفت بحار من الدم، ولا يزالون يفعلون ذلك في العراق واليمن وسورية ولبنان.

أخي الحبيب أستميحك العذر فقلبي ينزف دماً منذ تسلقت العصابة الأسدية الصفوية ذات الأصول اليهودية جدران السلطة في سورية؛ في عتمة ليل السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970؛ ولا تزال هذه الفئة الباغية تتحكم في رقابنا حتى اليوم، وقد زف شعبنا على مدار هذه السنين العجاف، أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، وأكثر من سبعة ملايين مهجر يجوبون آفاق الأرض بحثاً عن الأمن والأمان، ومثلهم فرض عليهم نمرود الشام بشار الأسد النزوح من ديارهم؛ ليبيتوا في العراء، يفترشون الأرض؛ ويلتحفون السماء، ويأكلون من حشاش الأرض وورق الشجر، ويشربون من المياه الآسنة. ناهيك عما أجرموا ومثلوا بأهلنا في بلاد الرافدين واليمن .

لدي الكثير والكثير أخي الحبيب فاعذرني فلا زال جرحي ينزف، وبكاء اليتامى وعويل الأرامل والثكالى وأنين المعذبين في معتقلات الأسد وسجونه يثقل مسمعي؛ منذ ما يزيد على خمسين عاما ولا يزال!!!

أخي المسلم السني من أصولٍ أفغانية فكما أعلم أن من القومية الفارسية منهم المسلمين السنية والشيعة، ومنهم اليهود والمسيحين والزرادشتيين ،ففي مقالاتي أكتب عن مشروع فارسي قديم جديد يستهدف عقيدتي وعقيدتك ووجودي ووجودك بل يستهدف أمتنا الإسلامية وحضارتها حاضرها وماضيها ومكوناتها القومية العربية والكردية والفارسية والبلوشية والتركية ووو....

وكما تعلمون أن كُتب السيرة والحديث والتاريخ تتكلم وتتناول كلمة الفرس والأعراب بعيداً عن التعريض بالفرس المسلمين أو العرب كقوميات.

وسوم: العدد 879