فيروس كورونا هل هو وباء أم بلاء أم مؤامرة؟

د. ناجي خليفه الدهان

clip_image002_97ca1.jpg

لست أدري من أين أبدأ؟ فالموضوع طويل ويحتاج إلى الكثير من الشرح لكني أحاول الاختصار قدر الإمكان وصولا للغاية التي أبحث عنها، لقد تعددت التحليلات وتضاربت الآراء فيما يتعلق  بمصدر الوباء وطبيعته وآثاره وتداعياته.

لا شك أن موضوع كورونا ليس مجرد أزمة صحية، بل هو أزمة إنسانية على جميع الأصعدة، وسينتج عنها تداعيات اقتصادية دون أدنى شك. فهذه الأزمة؛ أزمة إنسان، أزمة مواطن بالدرجة الأولى. لا سيما أنّ الاقتصاد مبني على جهد الناس. وإذا كان الإنسان هو المتضرّر الأكبر، فسيتضرر بالتالي الاقتصاد. وأكثر فئات من المجتمع تضررا هم أصحاب المشاريع الصغيرة، بما في ذلك مشاريع القطاع الرسمي وغير الرسمي التي تستحوذ أكثر من 85 % من العمالة في العالم العربي. في ظلّ حظر التجول، وإغلاق المحال التجارية وتعطيل الأنشطة الاقتصادية والخدماتية...

قبل الأزمة الاقتصادية هناك أزمة صحية. نحن نتكلم عن القطاع الصحي الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بالقطاع الاقتصادي. وهذا القطاع غير مؤهل لمواجهة الأزمة الصحية التي تعاني منها المنطقة عامة. والاستعداد لما بعد كورونا أمرا في غاية الأهمية لأن ما بعد كورونا ليس كما قبلها فثمة أزمات أخرى ستلقي بظلالها على المنطقة العربية التي تعاني في الأصل من تحديات كثيرة، بما فيها البطالة. فهناك مليون وسبعمئة ألف شخصا متوقفين عن العمل في المنطقة العربية بسبب هذا الوباء فضلا عن البطالة القديمة. وبالتالي فنحن نتكلم عن اشتداد الفقر، وعن قدرة دول المنطقة في تخطي أزمة البطالة.

آثار الفايروس على الخليج العربي

أول التبعات السلبية على الخليج العربي؛ ظهرت في تراجع سعر برميل النفط بمعدل 2 إلى 6 دولارات للبرميل الواحد منذ بداية الأزمة. وهذا يعني تراجع دخل دول النفطية. ومما يزيد الطين بلة؛ تراجع الطلب على النفط بسبب توقف الإنتاج في معظم دول العالم، وتراجع حركة المسافرين والتجارة. كما أن أسواق الدول العربية ستتأثر بتراجع الإنتاج الصناعي الصيني والغربي من السلع الاستهلاكية، فمثل هذا التراجع سيقود إلى قلة المعروض من هذه السلع وارتفاع تكاليف النقل والتأمين عليها بسبب المخاوف الحقيقية والنفسية إزاء التجارة مع الصين والدول الصناعية والدول المجاورة لها. ومن تبعات ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القوة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود والطبقة الوسطى التي اعتادت على استهلاك المنتجات الصينية الأنسب سعرا مقارنة بالمنتجات الأوروبية والأمريكية واليابانية...

الآثار على الاقتصاد العالمي:

كثرت تحليلات الاقتصادين عن الآثار الاقتصادية على العالم لما بعد فايروس كورونا، ولكن من خلال الاطلاع على جلّ هذه التحليلات ننقل بعض الآراء ، حيث لم يكن أداء التجارة العالمية منذ نهاية عام 2018 مبشرًا، وجاءت توقعات الأداء منذ ذلك التاريخ سلبية، فقد انخفض معدل نمو التجارة العالمية إلى 1.2% بنهاية 2019، كما قدرت قيمة التجارة العالمية في نهاية عام 2018 بنحو 19.5 تريليون دولار.

وحديثا صرحت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا بأن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة الركود بالفعل، وفي ضوء أزمة وباء كورونا أتت تصريحات مدير منظمة التجارة العالمية روبيرتو أزيفيدو متشائمة بشأن أدائها في 2020، بعد أن عصفت أزمة كورونا بالاقتصاد العالمي .

وعالميا، تسببت أزمة كورونا في إيقاف العديد من الصناعات، في ضوء اعتماد السياسات الاقتصادية والتجارية على ما يعرف بسلاسل الإنتاج، حيث تعذر نقل مستلزمات الإنتاج أو قطع الغيار، مما أربك حركة العمل والتصنيع، وهو ما سيدفع الدول إلى التركيز على إقامة حلقات التصنيع الكامل داخل حدودها.

وتضررت الأسهم العالمية، كما تعرضت صناعة الطيران لأضرار بالغة، مع تراجع حركة الطائرات، وخفضت شركات الطيران الرحلات الجوية ، وانخفض الإنتاج الصناعي والمبيعات والاستثمار، وتوقفت مصانع كثيرة وتم تسريح  الكثير من اليد العاملة.

ونتيجة للتداعيات السلبية من وقف حركة التنقلات الداخلية والخارجية، والحد من حركة وسائل النقل العالمية، اتجهت بعض الدول أخيرًا لاتخاذ قرارات من شأنها أن تؤثر على حركة التجارة العالمية، بما في ذلك من تداعيات سلبية على وضع الغذاء في العالم.

فقد أعلن جاكوب روتشيلد، عضو مجلس إدارة مجموعة روتشيلد البنكية، عن بدأ المؤسسة شراء كميات كبيرة من الذهب محذرا المصرفيين والعملاء بالأسواق المالية العالمية من خطورة الوضع الاقتصادي والمالي وعن ضرورة استبدال الدولار بالذهب للوقاية من خطر انهيار اقتصادي في المستقبل.

وفي إطار السيناريوهات المفتوحة لأزمة كورونا، فلا يمكن التوقع على وجه الدقة عن مدى قدرة الدول في السيطرة على الوباء، والانتقال إلى الأداء الطبيعي للنشاط الاقتصادي.

هل نظرية المؤامرة حقيقة أم مجرد تكهنات؟

غالبا ما تجد عقب كل الأحداث الغامضة والشائكة والمعقدة التي يصعب على العقل البشري تفسيرها وإيجاد الأجوبة الدقيقة والمقنعة لها مثل الاغتيالات السياسية والكوارث الطبيعية والعمليات الإرهابية والفضائح السياسية التي تمر بها بلد معينة باتخاذ قرارات خاطئة تعود على المجتمع بالضرر. يلجأ بعض الأشخاص إلى إعطائها طابعا أسطوريا خياليا كنظرية المؤامرة التي انتشرت في بداية الأمر بالعالم الأمريكي والغربي تحديدا وبدأت تتسرب بعد ذلك إلى العالم العربي والإسلامي شيئا فشيئا.

نظريات المؤامرة من السمات السائدة الذي يتهم بها العرب أنهم موهمون بها، حيث تتجلى بوضوح في ثقافتهم وسياساتهم خاصة في موضوع معاداة الغرب للعالم العربي، ومن خلال الأحداث والصراعات والحروب في المنطقة وعدم الاستقرار فيها.

ولا نندهش لنظرية هاردن، حين نعلم أن روربرت مكنمارا وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، قال في خطاب له أمام نادي روما عام 1979، إن الارتفاع الصاروخي لعدد سكان العالم، يشكل أكبر عائق أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي، ولهذا ينبغي منع وصول عدد سكان الأرض إلى عشرة مليارات، ورأى أن ذلك يتحقق بطريقتين: الأولى تخفيض معدل الولادات، والثانية رفع معدل الوفيات، والأخيرة يمكن تحققها بسهولة في العصر النووي، حيث يمكن للحروب أن تؤدي الغرض، إضافة إلى المجاعات والأمراض.

كما أصدر مجلس الأمن القومي برئاسة هنري كيسنجر، مذكرة اعتمدتها الرئاسة عام 1975، تفيد بأن زيادة سكان العالم هي التحدي الأكبر أمام أمريكا، وبأنها ستؤدي إلى ظهور جيل معادٍ للإمبريالية، مقترحا في المذكرة استخدام الغذاء كسلاح لمواجهة زيادة السكان.

فهذه المقدمة الطويلة يمكن أن تشق الطريق أمام الحديث عن العقلية الاستعمارية، التي لا تتوانى في إلحاق الدمار بالبشرية من أجل حساباتها الخاصة، وهو ما يجرنا إلى الجدل الثائر مع تفشي وباء كورونا، ووصوله إلى هذا المنعطف الخطر، بشأن تعاظم الصراع بين أصحاب نظرية المؤامرة، وأصحاب الحساسية الشديدة من نظرية المؤامرة، وحول ما إذا كان الفيروس نتاجا للحرب البيولوجية الباردة وسباق التسلح، وهو الأمر الذي صارت احتمالاته زئبقية، تتباين قوتها من يوم لآخر. فالصين اتهمت الولايات المتحدة بأنها قامت بتصنيع هذا الفيروس، واستهدفت به الصين، والغول الاقتصادي الذي بدأ يهدد عرش الولايات المتحدة التي اتهمت الصين بأنها صنعت الفيروس، ولا يزال ترامب يسميه «الفيروس الصيني»، في حين نجد أكثر البحوث والدراسات تشير إلى تورط أمريكا بتطوير الفايروس.

لقد اكتشف طبيب العيون (لي وين ليانغ) في مستشفى ووهان المركزي عندما أرسل تحذيراً إلى زملائه المسعفين في 30 ديسمبر2019، يحذرهم من فيروس يشبه "السارس" الذي أدى الى وباء عالمي في عام 2003، وحاولوا التعتيم على قتل الطبيب الذي قيل مات متأثر بفايروس كورونا ونقل العدوى لإيهام العالم، وفي ألمانيا خرجت تباشير أن الدكتور رضوان كمون تونسي الجنسية تشكره على إيجاده علاجا لكورونا، وكذلك فجأة قتل، وأعلنت المستشارة ميركل أن سبب الوفاة كان الجلطة، وهل يعقل مستشارة ألمانيا تخرج لتعلن عن سبب وفاة دكتور بنفسها إلا إذا كان في الموضع شيء مريب، والقصة لم تنته، فقد جاء خبر انتحار ثلاث أطباء في روسيا رموا أنفسهم من طوابق العمارة بسبب الضغط النفسي، ولكن الفيلم لما ينته ففي أمريكا، وجدوا العالم الصيني الذي يعمل في أبحاث تتعلق بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة  مقتولا في أربع رصاصات، وانتحر مهاجمه في حادثة قالت الشرطة المحلية: إنها نجمت عن خلاف بشأن "علاقة عاطفية" في مسلسل درامي. فقد كان على وشك يحقق نتائج مهمة جدا لفهم الآليات الخلوية الكامنة لعدوى سارس-كوف-2 والأساس الخلوي للمضاعفات التي تنجم عن المرض». فهل يعقل أن أمريكا صاحبت هوليود التي تجعل من ممثل لا يساوي شيئا بطلا عظيما، لا يوجد فيها مخرج يخرج المسرحية بشكل مقبول؟!!!

ولابد هنا من طرح الأسئلة التي تدور في الذهن، ما هو سر كورونا؟ وما سبب  قتل كل  طبيب يقترب من التوصل إلى علاج؟ أو كشف معلومة عنه ؟ ومن الذي يحكم العالم من بعد كورونا؟

هل هناك دولة سفلية هي من تقتل العلماء، وتجعل الاقتصاد العالمي ينهار، وتجوع الشعوب، وتتلاعب بأسعار النفط، وتعمل على إفلاس شركات الطيران، وإغلاق المصانع، وانهيار الأسهم، ما هي القصة؟ وهل هناك من يتأمر على العالم لنهب ثرواته، وإيصال  الشعوب الى ادنى مستويات الفقر؟!!!

هل يوجد من يفعل كل هذا سوى الصهيونية، والماسونية، واليمين المتطرف، وأصحاب الأموال الكبيرة والمرابين، الذين يحاولون تدمير العالم ليسيطورا عليه؟!!!   

فعمليات الاغتيال التي حدثت في أكثر من دولة، لا يمكن أن تقوم بها دولة واحدة، كيف يتم اغتيال العلماء المتخصصين في شأن كورونا في أمريكا، وألمانية، والصين، وروسيا؟!!! وإذا كانت الصين هي السبب في انتشاره كما يشاع!!! فهل يعقل أنها تذهب للاغتيال في روسيا، وألمانية، وأمريكا؟!!!

فالقضية تبدو أكبر من ذلك بل هل هي الدولة العميقة التي تشير هذه الدولة إلى الزعماء التابعين لها لنشر الرعب في العالم، أليس من الواجب التحليل في هذه الجرائم التي وقعت في دول مختلفة في ثلاث قارت، وفي تخصص واحد!! فهذه الجرائم تترك علامة  استفهام كبيرة، هل يعقل أن تكون محض صدفة؟

لقد بداءت تتكشف أسرار جائحة كورونا، ولقد زرعوا الرعب والخوف في نفوس البشر، فهذا (بيل غيتس) ومنظمة الصحة العالمية ومخططهم للسيطرة على كل البشرية بخلق حكومة عالمية واحدة الكترونية، إن العالم كما هو معروف تحوّل من الردع النووي إلى الردع الإلكتروني والردع البايولوجي، ولكن هل بدات علامات الردع البايولجي ضمن الحرب الاقتصادية الدائرة في السيطرة على اقتصاد العلم.

للأسف هذه هي آخر خطوات الخطة الشيطانية الماسونية من قبل القلّة التي تدير العالم من وراء الستار، وسكان العالم مازالوا نائمين وغير مصدقين للحقيقة أو في حالة إنكار لها لبشاعتها!!!

وسوم: العدد 879