زمن الخواء

في زمن الخواء، خوف مهيمن ورجفة تسري في جسد البوح فلا يكاد يشهق بغير الهراء

تكثر القشور تترامى على زَبَد السراب

وتلفظ السنابل بقايا قمحها على أرض اليباب ..

جوع شرس ينهش ما تبقّى من ضئيل الفتات

وروح تعرج في مدارج حلمها متعثّرة بمثيلات لها تتوسّد خدّ انتظارها لما هو آت

بين مواقد الجمر ومعابر الجليد .. قلب يتقلّب على لسعة حارقة وعقل تزلّ خطاه في دروب الصقيع

تغيب الرؤى ويضلّ المدى وتفقد النظرة المتبصّرة كل هدى

تغدو خيام اللجوء والتشرّد صنعة رائجة في أسواق حاذقة تتقن تصويب السهام

فوضى منزوعة الرحمة وقساوة تتبلّد في قلوب الكبار الصغار ودمعة من اللاجدوى تشقّ طريقها في زحمة العابرين ولا معين!

وعلى مرمى الرصاص.. بقايا حرّيّة تحاول الاحتفاظ برمقها الأخير .. ومشجب أنيق يتعلّق به جسد لإنسانية مهترئة تعلك ترّهاتها وتلفظها في جوف الواقع المتخبّط الضّرير

رشد ضالّ في دهاليز الضباب وأرتال من النفوس المتدافعة تقتنصها شِباك المكر والحيلة وتجعلها فريسة الحراب

من ينتزع ريشة جامحة من يد مجنونة لا تتقن سوى رسم لوحات الخراب؟!

وسوم: العدد 884