تسألني عن سبب أحزاني

تسألني عن سبب أحزاني بالرغم من أني (نجوت وأهلي )من أيام الثمانينات .

ولهذه المشغولة بنا-

رغم كل الدموع التي ذرفتها عبر السنين  ومع مايعتصر قلبي من الألم والأسى ومع تعاطفي مع شعبي الجريح الطيب الكريم -أقول :

لقد قرر النظام القاتل أن يمحوني  عن الوجود وأنا صغيرة بعد لم أفهم لماذا !! قالوا لي حينها مو ضروري تصلي فرائضك بالمدرسة !

ثم بعد مدة قالوا موضروري تتحجبي اتركيه لتكملي دراستك !

  وكل يوم  تشرق فيه الشمس يتشاور الناس ليحموا أنفسهم من غضبة النظام لأن البيضة لاتحتمل الجمل ،ولأن الحيطان لها آذان ؛ولأننا مالنا القدرة عليهم !

وهكذا تبادل كثير من الناس خبراتهم لتغيير  كل شئ إلا حاكمهم .

غيروا من دينهم مايتماشى مع رغبات الحاكم ولم يُرضوه ، وغيروا من حلال أموالهم وضخوها في جيوب المنتفعين باسم حاكمهم حتى انتفخت أوداجهم من الحرام ولم يُرضوهم ولم يشبعوهم ،وغيروا شعاراتهم وأشواقهم ولم يُرضوهم وتغيروا إلى النفاق والمراء والتملق و لم يحمهم كل ذلك من أن يقصفهم بالطائرات والمبيدات المحرمة دولياً ويرميهم بجرر الغاز عليهم وعلى بيوتهم التي اثاقلوا في الأرض لأجلها ولأجل أمنهم المزعوم ،حتى ضاعت البلاد والعباد وتبخر الحلم بالأمن والأمان .

تقول لي :وهل تشمتين بهم اليوم ؟؟

لا والله لاشماتة

وكيف أشمت وهم أهلي وشعبي ؟؟

ولكن ذلك لايمنعني  عن مساءلتهم : أين كانت مشاعرهم عندما غُيب أكثر من مائتي ألفاً من خيرة شبابنا في السجون وأُخفي غالبهم عن الوجود بغيرأبسط وثيقة مدنية اسمها شهادة وفاة ؟؟

أين كانت مشاعرهم عندما حوصرت المدن وقامت فيها المجازر كمدينة حماة مثالاً ؟؟

أين كانت مشاعرهم عندما توزع المظليون ليجردوا الناس في المناطق الشعبية من ملابسهم ويذلّوهم باستعراضهم مقيدين مشوهين في الشوارع الرئيسية في المدن ؟؟

أين كانت مشاعرهم عندما سحل خيرة شباب سورية بالدبابات وهم أحياء يتبولون عليهم ويبصقون ويسبون الله ورسالاته بأشنع العبارات وأقذع الألفاظ جهاراً نهاراً ؟؟

لم أسمع من الكثير منهم إلا التخاذل والطعن بالضحايا والصمت عن الإجرام وأهله .

أما نحن

فإننا لم ننقطع عن إمداد شعبنا ومقاسمتهم كل ماكنا نكسبه- رغم بساطته -ولم نترك يوماً أطفال السجين وأهل الشهيد وحزن المحزونين وآلام المكلومين حتى فاضت الكأس وصار ماكنا نخشاه ولانتمناه  وهو تغيير كل شئ إلا الحاكم الفاجر القاتل .

    بقلم :مهاجرة عزيزة

              رفاه مهندس

وسوم: العدد 884