التَأزّمُ الحَضَارِيُّ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

إنَّ مِنْ أبْرَزِ وَأخْطَرِ مُسَبِبَاتِ التَأزُّمِ الحَضَارِيِّ البَشَـرِيِّ اليــَــوْمَ ..هُو أنَّ التَقَـارَبَ والتَواصُلَ بَيْـنَ الأفرادِ والمجتمعاتِ والدُولِ.. خَطَا خُطُـــــواتٍ أكْثَـــرَ بِكَثِيـــرٍ جِداً مـِـــنَ التَقَـــارُبِ والتَواصُلِ بَــيْنَ الأذْهَــانِ وَالضَمَائرِ والأفْكَارِ وَالفُوهُمِ والقِيَمِ .. الأمْرُ الَذِي حَالَ ويَحُولُ دُونَ تَحْقِيقِ التَعَارُفِ والتَفَاهُمِ ..مِمَّا يَنْبَغِي ألَّا يَسْتَمِرَ عَلَى هَذَا النْحَو الجَارِي المُدَمِرِ .. فَالأزْمَةُ تُنْذِرُ - لا سَمَحَ اللهُ - بِانْفِجَارٍ اجْتِمَعيٍّ كارثيٍّ مَا حِقٍ.. مِمَّا يَتَطَلَبُ مِنَ النَّاسِ كُلِّ النَّاسِ عَمَلاً دَؤوباً , وِبجْدٍ ومسؤوليَّةٍ عَالِيِةٍ عَلَى تَقَارُبِ الأذْهَانِ , وَتَآلُفِ الضَمَائِرِ, وَاتِسَاقِ المَفَاهِيمِ وَالَتوجُهَاتِ .. مِنْ أجْلِ بِنَاءِ ثَقافَةٍ بَشَرِيَّةٍ رَاشِدَةٍ مُشْتَرَكةٍ ..تُحَقِقُ العَدْلَ والأمْنَ والمَصَالحَ وَالسْلامَ لِلجَمِيعِ.. ولَكِنْ كَيْف ..؟ هَذَا هُو التَحَدِيِّ الأخْلاَقيِّ والحَضَارِيِّ الأكْبَرُ والأصْعَبُ.. فَهَل نَحْنُ قَادِرون علَى النُهوضِ بِمَسْؤولِيَاتِ هَذَا الأمرِ الجَلَلِ الأجْلِّ ..؟ نَسَألُ اللهَ تعالى العَونَ, وَهُو سُبْحَانَهُ الهَادي إلى سَواءِ السْبيِلِ.

وسوم: العدد 886