متعة العطاء أسمى ، لدى النفوس النبيلة ، من متعة الأخذ !

قال زهير بن أبي سلمى ، يمدح أحدهم :

تَراه - إذا ماجئتَه - متَهلّلاً    كأنّكَ تُعطيه الذي أنت سائلُهْ !

والعطاء أنواع ، منها :

عطاء المال : والمدح فيه كثير، لدى الشعراء ، وهو أهمّ مايَحرص عليه المادحون، عامّة !

عطاء النفس ، قال أحد الشعراء :

يجود بالنفس ، إنْ ضنّ الجَواد بها    والجودُ بالنفس ، أقصى غاية الجودِ !

عطاء الوقت: وقت الإنسان ، هو عمره! ويضنّ الكثيرون بأوقاتهم ، لكثرة أشغالهم! بَيدَ أنّ بعض الخيّرين ، يعطي من وقته الكثير، لمَن يحتاج هذا الوقت! وأجود الناس، في هذا ، وغيره ، رسول الله ؛ إذ كان يسير مع الطفل ، حتى يوصله بيت أهله .. ويقف مع المرأة العجوز، ومع ذي الحاجة ، حتى يقضي له حاجته ، أو يساعده في قضائها !

عطاء الجهد : بعض الناس منحهم الله ، قوّة بدنية كبيرة ، فبعض الخيرين منهم ، يوظفون هذه القوّة ، في خدمة الضعاف ، والمحتاجين لهذه القوّة ، مثل حمل بعض المتاع ، أو المساعدة ، في عبور نهر، أو غيرذلك !

عطاء العلم : العلماء ، عامّة ، هم المندوبون ، لعطاء العلم ؛ فالكثيرون منهم ، يخصّصون أوقاتاً ، لتعليم الناس ، في المساجد ، أو البيوت ، أو دور العلم ..!

عطاء الأدب : الأدب ، بشعره ونثره ، يهذّب النفوس ، ويسمو بها - بحسب الأصل- ويصقل الأذواق ، ويحفز الأريحيات ، لعمل الخير!

عطاء الفكر: أصحاب الفكر النيّر العميق ، قلة بين البشر، عامّة ، وقد سمّاهم بعض الناس: المفكرين ! وهؤلاء محطّ أنظار بعض الناس ، ليشرحوا لهم، بعض المسائل، أو يقدّموا لهم حلولاً، لبعض المشكلات! وقد يسمّى بعض هؤلاء المفكّرين : حكماء؛ إذا اشتهروا بالحكمة ! والحكمة ضالّة المؤمن ، كما ورد في الحديث الشريف ! والحكماء نادرون ، بين البشر، منهم لقمان الحكيم ، الذي وهبه الله الحكمة ! وقد قال تعالى : ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً . 

عطاء المشاعر: مثل مشاعر الحبّ والحنان والعطف! وهذه يحتاجها الناس ،عامّة، لاسيّما الضعفاء ، من : أطفال الرجل وأسرته ، والضعاف من البشر، الذين يمرّون بظروف صعبة ، ويحتاجون ، إلى من يبذل لهم ، من مشاعره ، مايخفّف من إحساس كلّ منهم ، بوطأة المآسي والأحزان والهموم !

وسوم: العدد 886