أنفاس القرية

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

قرية الطاحين :

 وتحركنا من الخرطوم جنوباً حيث تقع هذه القرية الهادئة الوادعة علي ضفاف النيل الازرق والسالك لهذا الطريق تتملكه الدهشة وهو يري القري المتناثرة علي جانبي الطريق ولا يخلو من الخضرة لا سبما وهو يمر بمحازاة النيل الازرق عبر أرض زراعية والعين جبلت علي الخضرة والجمال. والتفت الي مرافقي فوجدته هو الآخر يمعن النظر وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث عنة هذه القرية أي قرية البطاحين ومن اسم القرية تدرك ان أهلها ومواطنيها هم من أبناء قبيلة البطاحين وقلت لمرافقي أن افراد هذه القبيلة نعلم انهم يقطنون ارض البطانة وكذلك منطقة شرق النيل ومركزهم ابودليق , ولكن لا نستطيع الاسهاب في هذا الجانب حتي نجلس البهم ونتجاذب معهم أطراف الحديث لنعلم متي استقروا هنا ولماذا أختاروا هذه المنطقة والحديث عن أهلنا البطاحين يحلو ويطول والمساحة تحول دون ذلك وتطوف بخاطري هذه الأبيات واردد مع القائل ديل الرجال اهل الدرق والسيف .... ديل المابهمو بي حساب الخريف والصيف ..... ديل البكرمو الضيف وهكذا عرف أهل السودان أهلنا البطاحين بالكرم والشجاعة وحسن المعشر والتعايش مع الآخر وهم أهل النمة والدوباى وناس العرضة والصقرية والشاشاى. ونحن الآن علي مشارف القرية وعند مدخل القرية تشاهد مدرسة الفريق / محمد عبدالله عويضة إبن القرية البار والذى عرفه أهل السودان له التحية والتجلة, واستقبلونا بكرم اهل البطاحين المشهود وبشاشة معهودة عرف بها أهلنا البطاحين وهم يستقبلون ضيوفهم بكل اريحية وترحاب خاصة وقد حشدوا لنا نفرٌ كريم من اقاربهم من منطقة شرق النيل حلة كوكو, المايقوما, دردوق وأم ضريوة وفرقة البطاحين والنحاس وقد ازدان المجلس وأكتمل الحشد بتوافد الحضور والأهل من قنب الحلاوين ,العك , الكديوة , ابوفروع , الصداقة, وأربجي , وبعد الكرم الفياض حيث تباروا في إعداد وتقديم الطعام للضيوف علي طريقتهم الخاصة في مثل هذه المناسبات حيث نحروا عدداً وافراً من الذبائح , ثم جلسنا بعد ذلك نستمع اليهم , وأدار هذه الأنس والمجلس الأستاذ / عوض علي سعيد ومن الوهلة الأولي ومن نبرات صوته وكلمته الرصينة التي رحب فيها بالضيوف والأهل تحس أنك أمام متحدث بليغ وخطيب ذرب اللسان وعلمنا أنه معلم بالمعاش حيث طوف بنا متحدثاً عن نشأة هذه القرية وتأريخها وعلاقتهم بأهل المنطقة ومؤسس هذه القرية هو الشيخ سعيد محمد عوض ود تكيت وهو من بطاحين قيلي (البطانة) فرع العسافاب وأستقر به المقام هنا في الجزيرة في منطقة الحلاوين وقد كانت في الماضي تسمي أم سوتيب وكانت بها غابة كثيفة وطاب له المقام هنا والمنطقة ذات طابع صوفي مميز وتتلمذ الشيخ سعيد علي يد الشيخ القرشي ود الزين والبطاحين كما هم أهل كرم وشجاعة عرفوا عبر تاريخهم الناصع بالورع والتدين ومنهم الشيخ فرح ودتكتوك صاحب الحكمة والورع والشيخ عبدالباقي أبشام والشيخ الحسن محمد طلحة وقدمت البطاحين للسودان الناظر والبرلماني المميز الشيخ محمد صديق طلحة له الرحمة والمغفرة ونتمني التوفيق لحفيدة محمد المنتصر الشيخ خالد في نظارته وقيادته لقبيلة البطاحين. وتميزت قرية البطاحين بخلق علاقات واسعة وطيبة مع قري وأهالي المنطقة وقد استطاع الشيخ سعيد محمد عوض وأبنائه أحمد وعلي ومحمد والشيخ الفكي يوسف محمد عوض من إقامة علاقات مميزة وممتدة مع الناظر دفع الله إمام ناظر عموم الحلاوين والعمدة البشير والشيخ الهادي محمد جبارة بقرية ابوفروع. والحمدلله قد توسعت القرية الآن وبها خدمات مميزة حيث بها شبكة المياة والكهرباء وبها مدرسة الأساس بأسم الفريق محمد عبدالله عويضة وهو صاحب المجهود الأوفر في توفير هذه الخدمات للقرية وصاحب اسهامات كبيرة ليس علي مستوي القرية والقبيلة فقط بل علي إمتداد الوطن كله حفظه الله واطال عمره وألبسه ثوب العافية وقبول العمل والمثوبة والأجر, وبها مسجد عتيق تعهد الإمامة والخطابة فيه الشيخ /عبد الرحمن أحمد سعيد نسأل الله ان يمتعه بالصحة ويبارك فيه وهناك أيضاً خلوة لتحفيظ القرآن. ومن ابناء القرية اللواء / أحمد محمد سعيد ,اللواء مهندس/ أبراهيم عمر أحمد ,وعقيد ركن/ موسي عمر أحمد , ملازم أول /علي عوض , ملازم اول / خالد محمد أدم, ودكتور حسن محمدعلي سعيد بجامعة الخرطوم ودكتور طه عمر محمد الفكي والاستاذ / الطيب الفكي يوسف له الرحمة والاستاذ أحمد محمد علي والأستاذ / الصديق آدم علي سعيد. وبعد هذا الحديث والسرد لتاريخ هذا القرية من الأستاذ عوض علي سعيد والذي أجاب فيه علي الأسئلة التى كانت تدور في ذهننا ونحن في الطريق اليهم فله جزيل الشكر ونود في خاتمة الزيارة أن نتقدم بجزيل الشكر لعموم أهلنا البطاحين المنتشرين في مدن السودان ونجوعه وبواديه والي أهلنا بقرية البطاحين نهديكم التحايا التحايا المعطرة نهديها لصاحب الدعوة  لدعوته لنا ولكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال ...

هذا أنموذج من نماذج قرى السودان والتى تعتبر شاهد على العصر من حيث النشأة والتطوير إلى مدينة تعج بها كافة أصناف الحياة والتبشير بألق ذاك الفجر الضحوك حيث أن كثير من شباب المثقف قد جلب للقرية أشكال من صنوف المدينة الحديثة من كافة أصقاع الدنيا فالسودانيين يعيشوا فى كافة أرجاء المعمورة !!!