الرُعْبُ وَ التَّرْعِيِبُ

حامد بن أحمد الرفاعي

غَالِبُ المُجتمعاتِ الدَوْليَّةِ اليَوْمَ- للأسف- غَارِقَةٌ بِالدِمَاءِ, يتنافسُ أهلُها في صِنَاعةِ الموتِ علَى حِسَابِ صِنَاعَةِ الحَيَاةِ .. النَّاسِ يَعيِشُونَ في رُعْبٍ ورَهَبٍ.. الرُعْبُ يُكَّدْرُ صَفَو عَيْشِهِم ويُسَمِّمُ غَذاءَهم , ويُلّوثُ مَاءَهم, ويُفْسِدُ هَواءَهم.. بلْ ويُدمِّرُ صُرُوحَ حَضِاراتِهم.. شُعُوبٌ تُذْبَحُ وتُسْلَبُ أرْزَاقُهَا بِحُجَّةِ تَحْرِيرِهَا.. وأخْرَى تُنْهَبُ كُنُوزُ تُرَاثِها وتُمْسَخُ حَضَارَتُها وتُطْمَسُ هُويتُهَا بِذَرِيعَةِ اسْتِرْدَادِ كَرَمَتِهَا.. وَشُعُوبٌ تُتَهمُ بِالإرْهَابِ لِأنَّهَا تُدَافِعُ عَنْ وجُودِهَا وكَرَامَتِها.. وفي المُقَابِلِ يُوصَفُ مَنْ يَذْبَحَهم ويَسْتَولِى علَى أرْضِهم.. ويَهْدِمُ بيُوتَهم ويُحَرِّقُ أطفَالَهم أحْيَاءً.. أجلْ يُوصفُ مَنْ يَفعلُ كُلَّ هَذِه الجرَائمَ بِأنَّه رَجُلُ سَلَامٍ ويُمْنحُ جَائزةُ نوبل للسْلَام !!؟ أجلْ أيَّها النَّاسُ.. إنَّ الرُعْبَ اليَوْمَ يُحْكِمُ قَبْضَتَهُ علَى ثَقَافَةِ أجيَالِكُم .. فَها هو يُحوّلُ قَاعَاتِ الدَرْسِ ورَدَهَاتِ المَدَارِسِ إلى مَيادِين حَرْبيَّةٍ.. هَذَا لَيْسَ كلامٌ إنشائيٌّ ولا رِوَايَةٌ خَيَالِيَّةٌ.. هَذه حَقيقَةٌ حَدَثَتَ وتَحْدُث في أكْثَرِ مِنْ مَكَانٍ في العَالَم (بَيْرُوتُ حَلَقَةٌ مِنْ مُسَلْسَلِ شَلاَّلاتِ الدَمِ المُتَدَفِقِ). وَلَكِنْ لِمَاذا ..؟ إنَّها نَزْعَةُ الظَمَأ الدَمَوْيِّ المُتَصَاعِدِ .. إنَّها ثَقَافَةُ التَصْحُرِ الوِجْدَانيِّ والجفاف الأخْلَاقيِّ التي نُشئَّت عَليها الأجْيَالُ .. إنَّهَا ثَقَافَةُ العَرْبَدَةِ الصَهيْونِيَّةُ ، إنَّها ثَقَافَةُ الدِيَانَةُ المَجُوسِيَّةُ الفَارِسِيَّةُ الدَمَوْيَّةُ ..أجَلْ أيُهَا النَّاسُ لَا خَلَاصَ ولَا نَجَاةَ لَكُم ولِمُجْتَمَعَاتِكُم.. إلا بِبِنَاءِ ثَقَافَةِ رَفْضٍ لِلعَرْبَدَةِ الصَهيُونِيَّةِ المُدَمِرَةِ ، وبِبِنَاءِ ثَقَافَةِ مُحَارَبَةٍ لِحَمَاقَاتِ اعْتِقَادَاتِ المَجُوسِيَّهِ الفَارِسِيَّةِ الدَمَويَّةِ.. أجَلْ مِنْ تَطْهِيِرِ العَقْلِ والوِجْدَانِ البَشَرِيِّ مِنْ شُرُورِ سِيَاسَاتِ التَحَالُفِ الصَهيُونِيِّ - الفَارِسِيِّ نِبْدَأ. واللهُ المُسْتَعَانُ سُبْحَانَهُ

وسوم: العدد 890