راتب المعلم من منظور الاقتصاد الإسلامي..

《 دستور الاقتصاد الاسلامي

*- أساس تقدير راتب المعلم ؟؟؟

من المعلوم ان بيت المال يضمن ( مجانا 100 % دون اي اجرة او رسوم او تكاليف اخري )

اشباع جميع  الحاجات الاساسية للفرد والجماعة لكل المقيمين على ارض الدولة مسلمين وغير مسلمين

*- والحاجات الاساسية للجماعة ثلاثة :

( الرعاية الصحية الشاملة والتعليم بكافة مستوياته والامن العام في الداخل والخارج )

*- اما الحاجات الاساسية للفرد فهي ثلاثة ( المأكل والملبس والمسكن )

وبما ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وان رزق العباد كافة قد تكفل به الخالق سبحانه :

*- ( وفي السماء رزقكم وما توعدون )

*- ( وقدر فيها اقواتها ) فلا وجود لخرافة الندرة الراسمالية ...

ومعلوم بالضروة ان الاسلام قد حث على العمل والانتاج الصناعي والزراعي والتجاري ... وجعل عرق العامل قي سبيل عياله يوزن بدم الشهداء يوم القيامة ... وحث على بذل اقصى الجهود لتحصيل الرزق حتى لو : اذا قامت القيامة على احدكم وفي يده فسيلة من نخل فليغرسها ...

وقد تبنى دستور الاقتصاد الاسلامي : ان الاساس الذي يقوم عليه تقدير اجرة الأجير العام كالمعلم والمهندس والطبيب والجندي في الجيش والشرطي في الامن العام هو على اساس :

١ - مدى منفعة العمل

٢ - ومدى حاجة العامل

وبالمثال يتضح المقال :

*- راتب المعلم :

يقدر راتب المعلم على اساس مدى منفعة عمله في بناء فرد ومجتمع وامة فمنفعة التعليم هي التي تكون المعلم والطبيب والمهندس والقاضي والسفير والوزير والخفير  والمستشار القانوني  والجندي والشرطي والحاكم والمحكوم والذكر والأنثى . ولا يوجد انسان يستغني عن تعليم معلم ابتداء ودواما مع التعليم المستمر مباشرة او عن بعد نظريا او تدريبا اوتعليما .

اذن : فرسالة التعليم هي اساس تكوين الفرد والمجتمع والامة .

وبناء عليه : فان راتب المعلم هو من اعلى الرواتب في المجتمع - ان لم يكن يتساوى تماما مع راتب الطبيب  ... ولا يجوز تقدير الراتب على اساس منفعة الشهادة او المعلومات

ومثال ذلك : 

لان الجهد الذي ( كنت  ابذله انا كمعلم ابتدائي عام ١٩٦٨ أكثر ثلاث مرات من الجهد الذي كنت أبذله وانا بروفيسور في تعليمي لطلاب دكتوراه الاقتصاد الإسلامي في جامعة اسطنبول IZU - 2017-2014 م )

*- كان راتبي كمعلم ابتدائي عام ١٩٦٨ { 300 جراما من الذهب عيار 24 }

لطفا : لا تضحكوا ... هذا هو النظام الراسمالي العفن الذي دمر الامة ورمى بها في مزبلة التاريخ منذ ١٩٢٤/٣/٣م

وتقديري كمفكر اقتصادي اسلامي لتحديد راتب ( معلم المدرسة ) وبغض النظر عن مستوى شهاداته ... في المجتمع الاردني عام 2019 م قياسا على مراعاة :

- مستوى الاسعار

- وانخفاض القوة الشرائية للدينار

- وازدحام انواع  الضرائب بما يلي :

اولا : بناء على منفعة التعليم : اقدر منفعة التعليم ب 700 دينار اردني راتبا مقطوعا لاي معلم ( من محو الامية حتى الدكتوراه ) - مع مراعاة استثناء بعض اساتذة الجامعات في بعض كليات العلوم الطبية فلهم تقدير منفعة لعملهم اعلى قدرا ... فيبدأ كادرهم من 2000 دينار لمنفعة العمل فقط + مدى حاجة العامل .

ثانيا : بناء على مدى حاجة العامل :

١ - المعلم الاعزب : ( ان كان بعيدا عن مسكن اسرته ) فيحتاج الى اجرة مسكن  200 دينار

*- ( فراتبه 200+700 دينار )

٢ - المعلم المتزوج 200 علاوة زوجة واحدة ( لا تعمل )

*- فراتبه ( 200+700)

٣ - المعلم وعنده اولاد 3 فلكل ولد 100دينار

*- فراتبه ( 300+200+700)

٤ - المعلم وعنده زوجة وولد وابوان شيخان عاجزان .

*- فراتبه : 400+100+200+700 راتب خادمة ( لابويه المقعدين )

فيكون راتبه 1400دينار

٥ - راتب معلم ثانوي بعد 25 سنة خدمة وعنده 3 زوجات ( منهن زوجة مبتلاة بمرض باركنسون )  و 10 اولاد + وابوان في عمر فوق ال 80 عاما يكون راتبه :

700 لمنفعة التعليم ثابتة

600 دينار ل 3 زوجات

1000 دينار ل 10 اولاد

400 راتب خادمة لابويه + زوجته المريضة .

------------

المجموع : 2700 دينار راتب شهري ولن يوفر فلسا واحدا بل ربما يستدين من زميله الاعزب .

هذا هو شرع الله تعالى في دستور الاقتصاد الاسلامي

ولقائل ان يقول : ومن اين كل هذه الرواتب :

فيجيب الاقتصاد الاسلامي :

اولا : من اموال واردات بيت المال ... فان عجزت ؟

ثانيا : من اموال الملكية العامة وملكية الدولة ( عائدات وأرباح الموانئ البحرية وشركات الطيران والبوتاس والاسمنت والفوسفات والأراضي الاميرية ... وغيرها )  ... فان عجزت ؟

ثالثا : تفرض ضرائب على جميع الامة مما هو فوق نصاب الزكاة ( 2500 دينار )

مثلا : تفرض 5 % ... فان لم تكف ... يفرض 10% ... فان لم تكف يرفع ولي الامر الضرائب بما يكفي لتغطية جميع رواتب القطاع العام .

5 مليار دينار ... ( فهل تم فهم الحل الاقتصادي الإسلامي )

*- ولقائل ان يقول : فان لم تكف الضرائب

فيجيب الاقتصاد الاسلامي :

اذن : آن الأوان ان ندرك ان هناك خلل في السياسة الاقتصادية للدولة واننا لم ناخذ بالاسباب الربانية في النظام الاسلامي لعمارة الارض ... ولا اخذنا بما هو في نظريات علم الاقتصاد التي اثبتت نجاعتها عالميا :

فننظر الى استخراج النفط والغاز  والنحاس وتصنيع الفوسفات والبوتاس واموال استثمارات الملكية العامة للامة التي يحرم شرعا خصخصتها  :  كالموانئ البحرية  والمطارات وشركات الطيران واستثمار اراضي الملكية العامة ...

وبهذا : ليس فقط تدفع الرواتب ... لا ... بل ستغطي واردات بيت المال كل ما تحتاجه الامة والدولة من تصنيع وتجارة وزراعة وصناعات حربية وتعليم وتطبيب  ... وبعد ذلك ستفيض الأموال في صندوق الأجيال القادمة بعد ان :

*- لا يبقى فقير واحد على ارض الدولة

*- لا يبقى عزب في الامة

*- لا تبقى امرأة عانسا

*- لن تجد من يمد يده لاخذ الزكاة

*- ولن تجد عاطلا واحدا عن العمل

《وعلى ما سبق تقاس رواتب الاطباء والجنود والشرطة والامن والدرك والدفاع المدني والمهندسين وبقية موظفي الإدارة العامة》

《هذا هو دستور الاقتصاد في الاسلام  ... ايعقل : ان تعلمونه في جامعاتكم ... وتعطلونه في حياتكم  !!!》

قال الله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم )

فهل انت مستجيبون ... ؟

اللهم اني قد بلغت ...

فاشهد يا الله .

وكتبه : بروفيسور أ.د.م.خ.