الاستمتاع بالحياة

يبحث جميع الناس عن البهجة ويغذون السير في تحصيل أسباب السعادة، لكن بعضهم يجهلون خارطة الاستمتاع بالحياة.

ومن يتأمل الخارطة التي رسمها الإسلام لتحقيق السعادة سيجد أنها تتمدد في جانبين:

الجانب الداخلي: ويختص بتصفية الجوانح من الأقذار والأكدار، وذلك بتنقية القلوب من الحسد والأحقاد وتزكية الأرواح بالإيمان وتحليتها بالتقوى، بعيدا عن القلق النفسي والجفاف الروحي، والارتقاء بالنفوس في مدارج الإنسانية وتخليصها من آثار التراب وأوضار الطين.

وبعد التنقي من الأقذار لابد من الإيمان بالأقدار حتى لا يأسى المرء على ما فاته ولا يقتل نفسه هماً في التفكير بما سيأتي.

ومن اللازم التدرع بالصبر للاحتماء من سهام النوازل التي لا تخلو منها الحياة، ولا بد من التحلي بزينة الشكر لاستمطار المزيد من سحب النعم.

الجانب الخارجي: ويتعلق بالسير في الأرض والنظر إلى آيات الله في الآفاق كمِنن ربانية وآلاء رحمانية، وتذوّق مكامن الجمال واكتشاف أكمام الدهشة والروعة فيها.

وبجانب ذلك لا بد من مد أيدي المساعدة للمحتاجين، حيث صاغ الله قلوب البشر بطريقة تُمكّنها من تذوق طعم السعادة بقدر ما يمد صاحبها يد العطاء للآخرين، وكأن هذا يدخل ضمن قوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.