حاربنا الفرنسي المحتل وليس المسيحي، ونحارب الصهاينة لا اليهود

 

  1. لمعرفة جريمة التطبيع مع الصهاينة على القارئ المتتبّع أن يقف مطوّلا عند الاستدمار الفرنسي في الجزائر طيلة 132 سنة من الاحتلال، والنهب، والسّطو، والاغتصاب، والنسف، والحرق، والإهانة، والتدمير، والتعذيب، والعنصرية، والتفريق بين الجزائريين، والكراهية، والحقد، والتجويع، وفرض الجهل، والعري.
  2. لسنا ضدّ اليهود بل ضدّ الصهاينة المغتصبين المحتلين. وبالتّالي لاداعي للتّبرير للتطبيع بالقول أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم التحق بالرفيق الأعلى ودرعه مرهون عند يهودي. وأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبرم معاهدة صلح الحديبية مع اليهود.
  3. لاأحد ينكر مافعله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع يهود المدينة. وما يجب ذكره في هذا المقام أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يترك درعه مرهون لمحتل مغتصب، ولم يبرم معاهدة مع يهود مغتصبين محتلين لوطنه، وشعبه، وممتلكاته. والصهاينة اليوم ليسوا اليهود في شيء، وهم المحتلون، والمغتصبون لفلسطين، وللأراضي العربيو. وبالتّالي فإنّ إبرام العلاقات معهم من الجرم والخيانة، والتبرير للتطبيع باسم الدين لصهيوني مجرم، ومغتصب، ومحتل هو الجرم، والخيانة.
  4. الجزائريين لم يحاربوا الفرنسيين طيلة 132 سنة لأنّهم مسيحيين بل لأنّهم محتلون، ومجرمون، ومغتصبون. ويكفي الإشارة إلى أنّ الجزائر حفظت وما زالت تحفظ فضل مساعدة الفرنسيين للثورة الجزائرية، وأطلقت أسماءهم على شوارع في قلب العاصمة كموريس أودان[1]. وقد قرأت اليوم أنّ الرئيس عبد المجيد تبون أعطى الجنسية الجزائرية لبيار أودان ابن موريس أودان طبقا لمرسوم رئاسي مؤرخ في 6 محرم عام 1442 الموافق 25 أوت ، عرفانا بموقف أبيه المشرف تجاه الثورة الجزائرية. وقد تعرّض للتعذيب، وللإعدام من طرف المظليين المجرمين الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين سنة 1957. وأعادت الجزائر دفن الفرنسي Pierre Chauletفي الجزائر لما قدّمه من مساعدة للثورة الجزائرية[2].
  5. إذن، محاربة الجزائري للاستدمار الفرنسي ليس لأنّهم مسيحيين بل لأنّهم مجرمون، ومحتلون، ومغتصبون.
  6. مقاومة المحتل في أيّ زمان ولو نطق المحتل بالشهادتين، وصلى، وصام، وحج، وأخرج زكاة ماله. ومن الخيانة حينها التبرير للمحتل بكونه مسلم لأنّ المحتل مجرم، ومهما كان دينه.
  7. نفس الشيء ينطبق على فلسطين المحتلة. فالفلسطيني يحارب صهاينة مغتصبين ولا علاقة لهم باليهود. ولا داعي إذن للتبرير للتطبيع، وللصهاينة عبر السيرة النبوية، وعبر مواقف كانت مع اليهود يومها وليس مع الصهاينة المحتلين حاليا.
  8. ممّا وقف عليه صاحب الأسطر منذ 10 أيام، أنّ مخالفة اليهود لاعلاقة لها باليهود إنّما لها علاقة بمكر اليهود، وخداعهم، وكذبهم، ومحاولة قتل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والتعاون مع العدو ضدّ الوطن، والمجتمع، والعهد المبرم في غزوة الأحزاب.
  9. أعترف أنّي تأثّرت Mohamed Chawichبنظرة زميلنا الفلسطيني  للموضوع، وأقف معه في نظرته الفاعلة المتمثّلة في كوننا نحارب الصهاينة لكونهم محتلين ولا نحارب اليهود. وأنصح بمتابعته في هذه النقطة التي قمنا بتفصيلها، وإضافة نظرتنا للاحتلال الفرنسي كتدعيم للموقف الفلسطيني تجاه الاحتلال الصهيوني وليس لليهود.
  10. خلاصة، يدافع المرء عن فلسطين لأنّها محتلة منذ سنة 1948 من طرف الصهاينة وليس اليهود. ويظلّ يدافع عنها، ويحارب أيّ محتل، وبغضّ النظر عن دينه. فالاحتلال لادين له، كما سبق أن واجه الجزائري الاستدمار الفرنسي لأنّه محتل، وليس لأنّ الفرنسي مسيحي.

 

[1] للزيادة حول موريس أودان وابنه بيار أودان ، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: "موريس أودان كما قرأت عنه عبر ابنه وجنرالات فرنسا الجلاّدين السّفاحين"، وبتاريخ: السبت 6 جمادى الثانية 1441 هـ - الموافق لـ 1 فيفري 2020.

[2]  للزيادة حول مساهمة Pierre Chaulet في مساندة الثورة الجزائرية. راجع من فضلك الكتاب الذي أنا الآن بصدد قراءته، وهو: Commandant Azzedine «ON NOUS APPELAIT FELLAGHAS», Editions Stocks, France, 4trimestre 1976, Contient 349 Pages.

وسوم: العدد 893