رسائل دولة الفقيه العدوانية

إيران تقيم قاعدة بحرية عدوانية على مرمى حجر من حدود عُمان والإمارات

افتتح الحرس الثوري الإيراني قاعدة عسكرية بحرية جديدة في مدينة سيريك المطلة على مضيق هرمز من جهته (الشرقية)، على مساحة تصل إلى 31 هكتارا.

وقال القائد العام للحرس الثوري اللواء، حسين سلامي، خلال مراسم الافتتاح، إن القاعدة تقع في أهم نقطة استراتيجية في المنطقة بمجال الشؤون الدفاعية والهجومية في المياه الخليجية ومضيق هرمز.

وأضاف أن القاعدة تعد نقلة نوعية في مجال تنفيذ العمليات القتالية وعمليات الاستطلاع في المياه الخليجية، حسب تعبيره.

وأكد أن إنشاء القاعدة بدأ منذ عام 2014، بهدف الرقابة الكاملة على تحركات السفن ودخولها وخروجها عبر مضيق هرمز والمياه الخليجية وبحر عمان.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق، انضمام 188 طائرة مسيرة ومروحية محلية الصنع إلى أسطول القوات البحرية التابعة للحرس.

وقالت قيادة القوات البحرية في الحرس الثوري إن هذه الطائرات ستوفر إمكانية رصد التحركات البحرية في منطقة وجود قوات الحرس، واستخدامها في العمليات التي تنفذها بحرية الحرس الثوري.

وأضافت أنه تمت إزاحة الستار عن 3 طائرات مسيرة قادرة على الإقلاع والهبوط عموديا، وطائرة مسيرة أخرى تسمى "مهاجر"، وهي قادرة على قطع مسافة تتخطى 200 كيلومتر، وتنفيذ مهام في ظروف جوية صعبة.

رسائل إيران العدوانية

رسالة إيرانية عدوانية جديدة توجهها إيران لمحيطها العربي السني، وهذه الرسالة ليست الأولى من نوعها، فقد دأبت إيران منذ تسلم الخميني مقاليد السلطة في طهران؛ على توجيه الرسائل العدوانية التي تريد استئصال العرب السنة، حيثما تمكنت يدها العدوانية من الوصول إليهم، وما يجري على الأرض في العراق وسورية واليمن ولبنان والبحرين ومجمل دول الخليج العربية؛ هو عملية تقطيع أوصال الدول العربية واستئصال العرب السنة منها، وتهجير من يتبقى إلى خارج حدود أوطانهم، وملء هذا الفراغ البشري بقطعان ميليشياتهم الرافضية التي جندتها لهذا الغرض منذ العام 2003 عندما سهلت للأمريكان احتلال العراق وقبضت الثمن بالتهام العراق وأهله.

الدستور الإيراني العدواني

هذا التهديد الذي تشكّله إيران اليوم متغلغل في جذور النظام الإيراني، فالدستور الإيراني يدعو إلى نشر الثورة الإيرانية في العالم ويسمي ذلك جهاداً، ومنذ أيامه الأُوَلى؛ حض الخميني أتباعه على غزو الأراضي ذات الغالبية الإسلامية السنية، وتوج هذه الدعوة بشنه الحرب على العراق التي دامت ثماني سنوات، ولما يأس من الانتصار على العراق الذي تصدى له باقتدار، أعلن وقف إطلاق النار وتجرع السم –كما قال إمامهم الخميني-.

وفي عام 2015؛ أعلن اللواء محمد علي جعفري، رئيس الحرس الثوري الإيراني أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعيش أفضل أيامها. فالثورة الإيرانية تنتشر بسرعة خارج حدود الجمهورية، وتفتح بذات السرعة جبهاتٍ أخرى للثورة، محققة بذلك أهداف الخميني". هذا التصريح صدر خلال فترة التفاوض للوصول للاتفاق النووي وتزامنا مع انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وهو ما يشير الى حقيقة النظام الذي لا يحترم القانون والأعراف الدولية وبشكل خاص اتفاقياته مع المجتمع الدولي.

إن أيديولوجية النظام الإيراني تعتمد على مبدأ ولاية الفقيه، وأن يكون النظام السياسي مبنياً على وصاية هذا الوليّ، حيث يتوجب طبقاً لهذا المبدأ أن يدين الشعب بولائهم لفقيه ديني يصبح أيضًا القائد الأعلى، بغض النظر عن جنسيات من يفترض ان يتبعوه أو دولهم أو نوع حكوماتهم، وتهدف هذه العقيدة التي تتخطى حدود الدولة الوطنية إلى تقويض نفوذ الحكومات الشرعية، وهو مبدأ لا يعترف بالنظام الدولي أو مفهوم الدولة الحديثة، ولكن هل مبدأ ولاية الفقيه هو مبدأ ديني بالفعل كما يدعي النظام الايراني؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يخرج لنا ولي فقيه من المراكز الدينية في العراق ويطالب الشعب الإيراني بالولاء له في المقابل؟

أربعة عقود من ممارسات إيران العدوانية

بعد قرابة أربعة عقود من ممارسات النظام الإيراني العدائية؛ أصبحنا نعرف قواعد اللعبة الإيرانية، فإيران تعزز الطائفية في المجتمعات لشقّ الصفوف بين أبنائها، وهذا يؤدي الى اضعاف وتفكك مؤسسات الدول، وحينها تتحكم إيران بهذه الدول عبر الميليشيات التابعة لها.

لقد قرأنا ما صرح به عضو البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني، المقرّب من القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حينما تفاخر بأن صنعاء قد أصبحت العاصمة الرابعة التي تدخل في سيطرة إيران. أما العواصم الثلاث التي يشير لها زاكاني فهي بيروت وبغداد ودمشق. ظهر ذلك التصريح المشؤوم مباشرةً بعد أن احتل الحوثيون، بمساعدة إيران، العاصمة اليمنية صنعاء في انقلابهم على الشرعية، وقال زاكاني أيضًا إن "الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن فحسب، بل أنها ستمتدّ بعد نجاحها لتصل للأراضي السعودية. وستساعد الحدود اليمنية - السعودية الشاسعة في تسريع وصولها نحو عمق الأراضي السعودية".

ردات فعل العرب تجاه الرسائل العدوانية الإيرانية

لم تكن ردة فعل دول الخليج وبعض الدول العربية بحجم ما تحويه الرسائل العدوانية الإيرانية، فقد جاءت باهتة جوفاء لا قوة ولا عزيمة فيها، بعيدة كل البعد عن تطلعات شعوبها، فقد ارتمت بعض هذه الحكومات في أحضان العدو الصهيوني واختارت التطبيع معه والاعتراف به كدولة ذات سيادة لها الحق في العيش بسلام في محيطها العربي، الذي ذاق لنحو سبعين سنة العذابات والآلام على يدها، والاستيلاء على فلسطين المقدسة وأجزاء من مصر والأردن وسورية ولا يزال يطمع بالاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية، فعقيدته تقول (دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات).

لقد ظنت بعض أنظمة الخليج والعربية الأخرى أن الارتماء في أحضان الصهاينة سيحميها من عدوها إيران، وأن الكيان الصهيوني سيقدم لها الحماية ويمنع عدوها من الاقتراب من حدودها، وهذا قمة في السذاجة والسطحية، فكل من طهران وتل أبيب عدوان يسعيان لتمزيق دول المنطقة، ودافعهما العداء لأهل السنة والجماعة، والقضاء عليهم وتهجير من يتبقى، واقتسام الكعكة بعد أن تنضج، بعيداً عن هدر نقطة دم رافضية أو صهيونية، فالثمن لنضوج الكعكة سيدفعه العرب من دمائهم وثرواتهم وأراضيهم، فاستفيقوا يا عرب فهذا الخطب قد اقترب!

المصدر

*الشرق الأوسط-23/7/2018

*العرب-2020/6/23

*الجزيرة نت-24/9/2020

نون بوست-29/7/2017