كيف حل " شارلي إيبدو" محل "هارا كيري" وللحكاية بقية ؟

أكبر شاهد بعد الله عز وجل و بعد الكرام الكاتبين الموكلين بالشهادة على البشرية، علم التاريخ ما لم يعبث به العابثون أويزوره المزورون ، وشهادته تفك كل لغز محير يحتار الناس في أمره زمنا طويلا ثم يكشف التاريخ  عن سريته ، فتعرف حقيقته .

ومن المعلوم أنه لكل موجود مهما  كان حكاية وجود إلا رب الوجود سبحانه فهو واجب الوجود ، ولهذا من طبع الإنسان وفضوله  أن يسأل عن بداية كل موجود.

ومما أثار فضول الناس في البلاد العربية والإسلامية خصوصا المحل الإعلامي في فرنسا الذي يحمل اسم " شارلي إيبدو " والذي استرعى الانتباه بسبب نشره صورا كاريكاتورية مسيئة لنبي ورسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وماسة  بمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في المعمور .وقد تلت حادثة الإساءة إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أحداثا درامية ولا زال لها تداعيات الله  وحده يعلم إلى ما ستؤول إليه ؟

هذا المعمل الإعلامي المتخصص في صناعة الصور الكاريكاتورية الساخرة له حكاية يجهلها  كثير من الناس في العالم ، وإن كان أغلب الفرنسيين على علم  ودراية بها ، وعن هؤلاء تسربت عبر وسائل إعلامهم ، ودلنا عليها أحد الفضلاء مشكورا .

حكاية " شارلي إيبدو" ينطبق عليها المثل العربي الشهير الذي ضمنه الشاعر المتنبي بيتا من شعره قال فيه :

فمن مصيبة حلت بمنبر إعلامي يدعى " هارا كيري " كانت فائدة " شارلي إيبدو" حيث ورث تركته وحل محله بعد مرور أسبوع واحد  من وضع نهاية له  بسبب تجريمه بتهمة المساس بقداسة الجنرال "شارل ديغول" حين ذكر موته يوم مات بعنوان اعتبره وزير الداخلية الفرنسي يومئذ " رايموند مارسولان "  مستفزا ومسيئا إلى شخصية وطنية لها قداستها . وحكاية المنع سببها انتقاد " هارا كيري " طريقة تعامل السلطات الفرنسية مع حادثين ، الأول هلاك 146 شاب وشاية في حفل راقص بسبب حريق اندلع في مستودع حوّل إلى مرقص ، واستعملت في إعداده مواد قابلة للاحتراق الشديد دون مراعاة شروط السلامة ، وهو ما كان يومئذ حادثا مؤسفا له ما بعده ، وقد صار عبرة تعتبر في دروس مراكز تكوين الإطفائيين إلى يومنا هذا لفظاعته . وتزامنت هذه الفاجعة  التي طوي خبرها بين عشية وضحاها مع موت الجنرال " شارل ديغول " ، الذي نشر خبره " هارا كيري " بعنوان يستشف منه أنه يريد الإشارة إلى ما بين الحدثين  موت 146 شاب وشابة حرقا وموت الزعيم وكانت الإشارة " هي " موت أحد " . وشتان بين هلاك 146حرقا وموت واحد على فراشه .

ولقد عدّ وزير الداخلية  يومئذ نقل الخبر بهذه الطريقة مساسا بقدسية جنرال الحروب ، فقرر إغلاق محل " هارا كيري " وإسكاته إلى الأبد ليحل محله " شارلي إيبدو " الذي لا زال حيا يرزق ، الذي اكتسب شهرة عالمية بالتجاسر على شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بتصويره كاريكاتوريا بغرض السخرية .

وهكذا حاولت بلاد الأنوار طمس كارثة هلاك 146 من شبابها وشاباتها في حريق مرقص ، وفي المقابل غضبت للمساس بقداسة جنرالها المحارب، فعاقبت المنبر الإعلامي الذي أساء إليه باعتبار تقديرها لطريقة الإخبار بموته ، وأنشأت محله مصنعا لصناعة الرسوم الكاركاتورية  ليصير في يوم من الأيام مصدر إساءة إلى الدين الإسلامي من خلال الإساءة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ومن خلال ذلك الإساءة إلى مشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في المعمور تحت ذريعة حرية الإعلام التي أعطيت لشارلي إيبدو و صودرت من " هارا كيري" . فكيف تثور ثائرة بلاد الأنوار بسبب المساس بقدسية جنرال حرب  الله وحده أعلم بعدد الضحايا الذين قضوا بسبب الحروب التي خاضها في البلاد التي كانت تحتلها ، ولا ترى بأسا في المساس بقدسية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله عز وجل رحمة للعالمين ؟  فما هذا  يا بلاد الأنوار ؟

وسوم: العدد 900