اليابان ..الصين.. تركيا .. ونحن

أعزائي القراء ..

الكثير منا يصاب بالآم الظهر وانا منهم ولدي تاريخ حافل بهذه الآلام وخاصة في القسم السفلي من العمود الفقري زاد عليها آلام في الرقبة والكتف الايسر ، كان لابد من اخذ  تنظير بواسطة   فحص MRI  بطلب من الطبيب ويعني التصوير بالرنين المغناطيسيّ 

(بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، وهو واحد من الاختبارات التصويريّة الشائعة، والتي تُستخدم بهدف تشخيص الحالة من خلال استخدام موجات الراديو، ومجال مغناطيسيّ قويّ، للحصول على صور مقطعيّة مفصّلة للأعضاء الداخليّة في الجسم.

الالة كانت صناعة يابانية ماركة Hitachi 

بل جميع المعدات  والآلات في هذا المستشفى المتقدم كانت هيتاشي او ميتسوبيشي .

وخلال الفحص ، ولكي الهي نفسي عن اصوات الرنين المزعجة بدأت  افكر  داخل قبة هيتاشي بما وصلت اليه اليابان وما وصلنا  اليه نحن العرب ؟ 

اليابان دمر بالحرب العالمية الثانية تدميراً رهيبا بل استعملت ضده قنابل نووية صهرت حتى النقود المعدنية الموجودة في البنوك وحولتها لكتلة معدنية متراصة،  ومن زار متحف الامم المتحدة بنيويورك يجد كتلة متجمعة من العملة اليابانية المعدنية وكأنها قطعة من الصخر .

ثم بدأت اليابان مسيرة بنائها بصمت . لم يخرج لهم رئيس وزراء ليقول لشعبه اعذرونا على تأخرنا وعدم استطاعتنا خدمتكم ، فكل الحق على الامريكان الذين دمروا بلادنا وافقرونا ، لم يقل لشعبه هذا ( العلاك) الذي دأب حكامنا عليه ليبرروا تأخرهم وجهلهم  ونهبهم  وجرائمهم لبقائهم على كرسي (الصمود والتصدي) وزج كل حر ومنتج في السجون  المطورة والمزودة باحدث الات التعذيب .بل قال رئيس وزرائهم لهم : ستشهد اعوام الخمسينات طفرة سنعيد اليابان الى مصاف الدول المتقدمة بالتكنولوجيا ...

 قالوا ذلك وفعلوا.

الشعوب العربية تملك طلاقة علمية هائلة ففي العراق دمروا وقتلوا ٣٠٠٠ عالم  عراقي وفي سوريا قتلوا واعتقلوا ١٠٠٠ عالم سوري وفي مصر كذلك والباقي رحل الى اوروبا وامريكا هرباً من طغيان الحكام  ليستفيد منهم الاخرون .

بعض المصفقين للأنظمة الديكتاتورية يعزون تأخرنا تارة الى الدولة العثمانية وتناسوا  ان الاتراك  غادرونا منذ ١٠٠ عام وتركوا لنا اسواقاً ومؤسسات وابنية مازلت مستغلة كدوائر رسمية حكومية  الى اليوم ، بينما الاتراك اضحوا  اليوم في مستوى الدول العشرة المتقدمة ونحن في ذيلها.

وتارة اخرى يعزون تأخرنا الى الاستعمار الفرنسي وتناسوا ان الاستعمار الفرنسي خرج  منذ ٧٥ عاماً تاركاً  لنا مؤسسات  مازالت تستخدم حتى اليوم.

 اعزائي القراء ..

العالم العربي في ورطة كبيرة بسبب هذه الانظمة المستبدة، فالذخيرة العلمية موجودة ومبرزة ولكنها مغيبة .

 سوريا اليوم ومنذ ٥٠ عاما ً يحكمها جهالها والمصفقين للنظام والحاصلين على شهادات مزورة .

سوريا اليوم يحكمها ٢٠ فرع للمخابرات متفوقين على مخابرات كوريا الشمالية .

في سوريا اليوم معتقلات لاتعرف مكانها وعددها وان غصت بالمعتقلين استخدموا بالصيف فصول المدارس لحشر المواطنين الابرياء فيها، واليوم أنجدتهم كورونا بمزيد من الفصول بسبب اغلاق بعض المدارس .

خرج المستعمر الفرنسي من بلادنا عام ١٩٤٦ 

وقصف هيروشيما وناغازاكي  بالقنبلة النووية كان عام ١٩٤٥  اي تقريبا بنفس التاريخ 

اليابان ولحقتها اليوم الصين تجد منتجاتها في كل مكان 

بينما نجد البراميل والكيماوي والفوسفوري والصاروخي في سماء سوريا وعلى ارضها تلاحق الجنين في رحم امه والطفل في مدرسته والام في بيتها والاب في عمله  وعلماؤنا بين شهيد ومعتقل ومهجر .

اعزائي القراء ..

انتهي الفحص بعد حوالي الساعة  وخرجت من تحت  قبة هيتاشي متفائلاً  ليس بالقضاء على آلام ظهري فحسب،  بل بانتصار ثورتنا الفريدة من نوعها ولكن بشرط وحيد يتمثل في وحدتنا والاستمرار بها  فهي  حلنا المنقذ لنا ولاجيالنا القادمة. بل هي معيار التقدم لنلحق بركب الامم.

وسوم: العدد 900