الفساد الخُلقي والفساد العَقَدي .. بين الإكراه والاندماج !

عاش مع المسلمين أناس ، من عقائد شتّى ، من أهل الكتاب ، ومن غيرهم .. فما أكرهوا أحداً ، على ترك عقيدته ، واعتناق عقيدة الأكثرية ، التي يعيش بينها ! حتى أهل الكتاب ، الذين كانوا يدفعون الجزية للمسلمين ، في دولة الإسلام ، مقابل حمايتهم .. كان المسلمون يُسقطون عنهم الجزية ، إذا عجزوا عن حمايتهم ! بل ، كان المسلمون يدفعون لهم ، من بيت المال ، في حال فقرهم ، وعجزهم عن دفع الجزية ؛ كما فعل الخليفة ،عمربن الخطاب ، حين رأى يهودياً يتسوّل ، فسأله عمّا ألجأه إلى هذا ، فأجابه ، بأنّ كِبرَ السنّ ، والفقر،  والجزية .. كلّ ذلك دفعه ، إلى سؤال الناس ! فقال الخليفة : والله ما أنصفناك .. ثمّ أمَر، له ولأمثاله ، بنصيب من بيت المال ! 

  حين استولى النصارى على الأندلس ، باتوا يلاحقون المسلمين فيها ، ويُكرهونهم على اعتناق النصرانية ! وقد أنشئت ، لذلك ، محاكم خاصّة ، سُمّيت محاكم التفتيش ، للقبض على كلّ مسلم ، محافظ على دينه ، وتعريضه للعذاب وللقتل ، حتى يترك دينه ، ويعتنق النصرانية ! فقُتل الكثيرون من المسلمين ، واضطرّ بعضهم ، إلى اعتناق النصرانية ، وهاجر كثيرون من الأندلس ، إلى بعض دول المغرب ، وغيرها .. فراراً بدينهم ! 

الاضطهاد الديني ، في العصر الراهن : 

مارست دول كثيرة ، الاضطهاد الديني ، ضدّ المسلمين ، مثل : روسيا ، ويوغوسلافيا ، والصين ، ومينامار..! وما تزال بعض الدول تمارسه ، حتى اليوم ، بحجج شتّى ، منها : حجّة مقاومة الإرهاب ! 

الاندماج الغربي : 

  أهمّ ماتطلبه الدول الغربية ، من المسلمين ، وتفرضه عليهم ، هو: الاندماج ! فماذا يعني الاندماج؟ 

الاندماج: هو أن تعيش مع الناس ، كما يعيشون ، وتلتزم بعاداتهم وتقاليدهم ، كما يلتزمون!  

وإذا غضوا عنك النظر، في بعض الأمور، فإنهم لايغضّون النظر، عمّا يفعله أبناؤك في مدارسهم ، وما يمتنعون عن فعله ، من : أكل وشرب ، وسباحة ، وتعليم .. ونحوذلك ، ممّا يفعله زملاؤهم ، من أبناء البلاد ، المتحللين من أكثر القيم الخُلقية ، التي يُربّى عليها  الوافدون ، من أبناء المسلمين ، خاصّة ! ومن يمتنع ، من أبناء المسلمين ، عن الاندماج ، أيْ : عن فعل مايفعله زملاؤهم ، يُسأل هذا الممتنع ، عن سبب امتناعه ! فإذا عَرف المشرفون على المدرسة ، أن أهله سبب الامتناع ، انتُزع من أهله ، ووضع في أحضان أسرة ، من أهل البلاد ، تعلّمه كيفية العيش في البلاد، مع زملائه ونظرائه ، من أبناء البلاد! 

هذا عن الأبناء ! أمّا الكبار، من زوج وزوجة ، فلهم أساليب أخرى في التعامل ؛ إذ تَفرض القوانين ، على كلّ منهما ، ما هو خارج عن عاداتهم وتقاليهم ، وأحكام شريعتهم ، في التعامل .. وفي قوانين الطلاق ، ونحوها !  

كلّ ذلك لايدخل ، في باب الإكراه الصريح المباشر، لكنه يُدخل المسلمين ، في مضمون بيت الشعر: ألقاهُ في اليمّ مَكتوفاً ، وقال له :    إيّاكَ إيّاكَ ، أنْ تَبتلّ بالماء !  

وسوم: العدد 903