هل نشهد عودة حميمية للعلاقات بين السعودية وتركيا؟

حملت وكالات الأنباء نبأ ساراً أثلج صدورنا وأفرح قلوبنا؛ وكنا ندعو الله لحدوثه، فجاء يحمل البشرى التي نرتقبها بعودة العلاقات الحميمية بين المملكة السعودية وتركيا، والتي كم تمنيناها منذ زمن.

فقد أجرى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اتصالا هاتفيا، الجمعة، بأخيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن الطرفين تباحثا حول الجهود المبذولة ضمن أعمال قمة العشرين التي تستضيفها السعودية يومي 21 و22، بجانب بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

واتفق أردوغان والملك سلمان على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتطوير العلاقات الثنائية وإزالة المشاكل، بحسب بيان أصدرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وقال البيان إن الرئيس أردوغان والملك سلمان "اتفقا على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتطوير العلاقات الثنائية وإزالة المشاكل".

والسعودية وتركيا عضوان في المجموعة الاقتصادية التي تضم أكبر 20 اقتصاد في العالم.

ومن المقرر أن تستضيف المملكة "افتراضيا" قمة مجموعة العشرين يومي 21 و22 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وتسلمت السعودية رئاسة المجموعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 لمدة عام، بعد انتهاء القمة التي عقدت في اليابان.

وهناك توقعات بمشاركة قادة تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والهند وغيرها من الدول إلى جانب دول أخرى مثل روسيا والصين.​​​​​​​

وكان العاهل السعودي قد أمر قبل أسبوعين بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى تركيا لصالح المتضررين من الزلزال الذي ضرب ولاية إزمير غربي تركيا نهاية الشهر الماضي.

وتأتي المحادثة بين الملك سلمان والرئيس أردوغان في ظل توتر يشوب العلاقات بين أنقرة والرياض منذ سنوات، وذلك بسبب عدة ملفات تخص السياسة الخارجية، فضلا عن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

وتحدث بعض التجار السعوديين والأتراك خلال الأشهر الماضية عن فرض السعودية مقاطعة غير رسمية للبضائع التركية، وفي الشهر الماضي حثت مجموعات تمثل شركات تركية كبرى سلطات المملكة على تحسين العلاقات التجارية بين البلدين.

وفي وقت سابق وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة مهمة لدول المنطقة بعد فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وأكد أردوغان على “ضرورة فتح قنوات الدبلوماسية والمصالحة على مصراعيها من أجل إزالة الغموض الذي ظهر في المنطقة بعد الانتخابات الأمريكية”.

وشدد الرئيس التركي خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية على رغبة بلاده في التحرك مع “كافة دول المنطقة التي نعتبرها صديقة ونعتبر شعوبها شقيقة”، وقال أردوغان: “نحن في تركيا، على استعداد كامل للقيام بما يقع على عاتقنا من أجل إرساء السلام والاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة”، حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وأضاف الرئيس التركي: “نحن كدول المنطقة، من الممكن أن نحتل المكانة التي نستحقها في النظام السياسي والاقتصادي العالمي الجديد الذي يتسارع تشكيله مع جائحة كورونا، وذلك من خلال حل نزاعاتنا بسرعة والتحرك سوية”.

وقال أردوغان: “وفق هذا الفهم، سنواصل تعزيز وجودنا في الميدان وتفعيل القنوات الدبلوماسية بشكل كبير. وفي المرحلة المقبلة، نرغب في التحرك مع كافة دول المنطقة التي نعتبرها صديقة ونعتبر شعوبها شقيقة”.

وأضاف: “ليس لدينا تحيزات خفية أو معلنة، أو عداوات وحسابات غامضة ضد أي أحد. وبكل صدق ومودة، ندعو الجميع للعمل سوية من أجل بناء مرحلة جديدة في إطار الاستقرار والأمان والعدل والمحبة والاحترام”.

وتأتي تصريحات الرئيس التركي وسط مؤشرات على وجود تقارب بين السعودية وأنقرة وخاصة عقب مبادرة الملك سلمان الأخيرة بعد زلزال أزمير المدمر.

وكان العاهل السعودي وجه أوامر إلى مركز “الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” بإرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإيوائية العاجلة للمتضررين من الأشقاء في تركيا، جراء الزلزال الذي ضرب بحر إيجه مؤخرًا مخلفًا أضرارًا مادية بالغة بولاية أزمير التركية، وفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء السعودية “واس”.

والأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة نشرتها صحيفة “أكشام” التركية: إنه “يجب تحسين علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية”.

وفي وقت سابق بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، قضايا من شأنها تسريع وتيرة العلاقات بين البلدين.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الزعيمين، بحسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال التركية.

وقدم أردوغان تعازيه للشعب البحريني وأقرباء رئيس وزراء المملكة الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة، متمنيا الرحمة للفقيد.

كما أعرب عن ثقته بإمكانية إيجاد إسهامات إيجابية لحل العديد من المشاكل المشتركة التي تواجهها المنطقة، وتعزيز العلاقات المبنية على الروابط الثقافية والإنسانية والتاريخية المتجذرة بين تركيا ودول الخليج.

وقد رحب العديد من المغردين على وسائل التواصل بهذا الاتصال الذي جرى بين العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس رجب طيب أردوغان، متمنين أن يفتح الطرفان صفحة جديدة من العلاقات الودية والاحترام المتبادل وتبادل المنافع التي تصب في مصلحة الشعبين السعودي والتركي، والتي بالتالي تصب في مصلحة العرب والمسلمين، وفي المقابل تغيظ العدوين اللدودين بني صهيون وبني صفيون، نضرع إلى الله أن تحمل لنا الأيام القابلة ما يثلج صدورنا، ويفرح قلوبنا، ويغيظ أعداءنا.

المصدر

*الحرة-20/11/2020

*الجزيرة مباشر-6/11/2020

*الشرق الأوسط-21/11/2020

*سوشال-20/11/2020

*العربي الجديد-20/4/2016

وسوم: العدد 904