إلى السيّد ماكرون (20 - 25)

إلى السيّد ماكرون (20): هجمات باريس الإرهابية: "دفاع استباقي" ، وقائع تمّ التنبؤ بها

باتريك هاولت مارتن

التفجيرات الانتحارية العامة في باريس تشير إلى التناقضات في الدبلوماسية الفرنسية في الشرق الأوسط. في سبتمبر 2007، استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس معمر القذافي ببذخ في زيارة استغرقت خمسة أيام، وسمح بتكريم الزعيم الليبي باقامة خيمته في حديقة المقر الرسمي في ماريجني عندما زار باريس في ديسمبر 2007 ووقع اتفاقيات عسكرية كبرى قيمتها نحو 4.5 مليار يورو. وفي عام 2008، وجهت دعوة شخصية إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، لمشاهدة العرض العسكري احتفالا بيوم الباستيل في 14 يوليو تموز.

هذه الدعوات والعلاقات تتناقض مع النشاط المحموم لصالح التدخل العسكري للإطاحة بنظامي هذين الرئيسين. ونفس الشيء يُقال بشأن التدخل العسكري في العراق، الذي رُفض في البداية من قبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك ، ولكن تنفيذه الآن يتم من قبل الرئيس فرانسوا هولاند (نشر 600 جنديا من القوات البرية وحاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية هي شارل ديغول مع 2500 من مشاة البحرية كجزء من عملية شامال “Chammal operation"، وتم القيام بأكثر من 200 غارة جوية بين سبتمبر 2014 وأغسطس 2015). والآن يأتي التدخل في سوريا، والذي ينتهك القانون الدولي، لأنه لم لم يؤذن به من قبل مجلس الأمن، ولم يُطلب من الحكومة السورية.

رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أضفى الشرعية على هذه الإجراءات من خلال الإحتكام إلى مفهوم الدفاع الوقائي الذي قدّمه الرئيس الأمريكي المجرم جورج بوش الثاني، بعواقبها الوخيمة التي نعرفها جميعا، لا سيما ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL)، وزعماؤها الذين كانوا معتقلين ذات مرة في السجن العسكري الامريكي في معسكر بوكا، في العراق.

الغارات الجوية، بدأت مرة أخرى في سبتمبر 2014، ولكن دون أي قيود من المساءلة أو الرقابة، وقد سبّبت المزيد من الضرر، والوفيات، والأيتام، والأرامل، والكراهية. وفقا لمنظمات غير حكومية، قام "الإئتلاف" فقد تصاعدت الغارات من 1 يناير إلى 20 أغسطس 2015 مما كانت عليه في السنوات الثماني السابقة مجتمعة (3945 غارة اعتبارا من 24 أغسطس 2015).

وقد أدى استخدام العمل العسكري باعتباره جوهر استراتيجية الأمن إلى التطرف في الدول الإسلامية (أفغانستان والصومال واليمن ومالي وباكستان ...). وقد حذّر –علناً - المختصون المعنيون بالأمن في فرنسا، في مقالات نشرت في عام 2013، من نتائج هذه السياسة: "العديد من العمليات العسكرية التي اتخذتها فرنسا في السنوات الأخيرة (أفغانستان، ساحل العاج، ليبيا، مالي) إثبتت أن العمل العسكري لا يزال عنصرا هاما من عناصر أمننا الوطني". لكن الأمن يستمد أولا وقبل كل شيء من التفاوض والوساطة، والتعاون؛ الرد العسكري ليس مناسباً لأنه لا يولد في نهاية المطاف سوى المزيد من العنف. لقد سُجلت (315) ثلاث مئة وخمسة عشر هجمة انتحارية في الشرق الأوسط بين 1980 - 2003 . لكن منذ عام 2003 بلغ عددها الآلاف.

الأمر الواقع؟ نفذت طائرات فرنسية العشرات من الطلعات الجوية على الرقة، ويفترض أنها انتقام لهجمات باريس، ولكن فرنسا قد تسعى ، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، نحو "فدرلة" سوريا.

الشباب المسلم (من بلجيكا، فرنسا، الدنمارك، ألمانيا، كندا ...) يقوم بالانضمام إلى الجهاد في الصومال والجزائر وسوريا. أنهم يتحولون إلى إرهابيين باسم أحد الأسباب التي سوف تستمر لتحفيز الأتباع طالما أنها لا تزال تبدو مشروعة ودون بديل في عيونهم. يتم تضخيم هذه القضية من خلال تزايد الخوف من الإسلام (الإسلامفوبيا) والتمييز والتهميش في المجتمع المسلم، وخاصة الشباب، واستمرار مأساة الفلسطينيين. ان هذه الاعمال تؤججها العمليات العسكرية المتكررة على الأراضي الإسلامية، وخاصة ضربات الطائرات بدون طيار، والموت العشوائي للأبرياء الذين تمطر عليهم السماء حمماً بسبب الغارات التي تترك في أعقابها الغضب من الظلم والإذلال. الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية في البنتاغون اللفتنانت جنرال مايكل كلين ( (2012-2014، يعترف الآن بأن الطائرات بدون طيار تولد المزيد من الإرهابيين أكثر مما تقتلهم.

الدولة الإسلامية – الإبادة الجماعية

العنف الشديد من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) قد يبدو أقل عسراً على الفهم إذا وضعنا ذلك في سياق بعض الإحصائيات الشاقة، والبيانات الكاشفة: ان ما يقدر بـ 600000 مدني عراقي قتلوا في أعقاب غزو واحتلال العراق. توفي 500000 طفل عراقي بين عامي 1991 و 1998 نتيجة للعقوبات المفروضة ضد نظام صدام حسين.

في أفغانستان، منذ عام 2003 قٌتل أكثر من 250000من المدنيين . وأصيب بالعوق أكثر من 130000 شخص، وذلك بسبب الألغام الأرضية بصورة رئيسية، بما في ذلك 40000 من مبتوري الأطراف بين السكان المدنيين وفقا لمصادر حكومية أفغانية، وهذه الأرقام تُعتبر أقل من التقديرات الرسمية بشكل كبير وفقا للأمم المتحدة، وعدد الأطفال الأفغان والنساء الافغانيات الذين قتلوا في النصف الأول من عام 2015 زاد بنسبة 13٪ و 23٪ على التوالي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2014. هناك ما يقدر بـ 5 ملايين يتيم في العراق. و 2 مليون في أفغانستان حيث 20٪ من الأطفال لا يعيشون لرؤية عيد ميلادهم الخامس وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي. في 30 نيسان 2015، في قرية سورية هي "بير محلي" في محافظة حلب، على الضفة الشرقية لنهر الفرات - قرية فيها السلام والضيافة ، قُتل أكثر من 50 مدنيا في قصف لقوات "التحالف"، بما في ذلك 31 طفلا و 19 امرأة. بعض المنظمات غير الحكومية انتقدت البنتاغون بحدة حول هذه الأخطاء المميتة. ويجب أن نضيف أيضا مقتل 18 مدنيا في حارم في 5 تشرين الثاني، و 50 في الباب في 28 ديسمبر 2014. و 70 مدنيا في الحويجة بتاريخ 2 يونيو، و 13 في كفر هند يوم 28 يوليو، و 11 في قطمة في 11 أغسطس عام 2015. مع 449،2 من الهجمات الجوية في سوريا بين سبتمبر 2014 و 20 أغسطس 2015، كانت وفيات المدنيين الوحيدة التي اعتُرف بها علنا من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (القيادة المركزية) في 21 مايو 2015 هو مقتل فتاتين صغيرتين تبلغان من العمر 5 سنوات. فرنسا لم تهتم حتى بالتعليق على هذه المأساة.

# هذه ترجمة لمقالة:

The Paris Terrorist Attacks: “Pre-emptive Defense”, A Chronicle Foretold

Patrick Howlett-Martin

Global Research, November 24, 2015

إلى السيد ماكرون (21): هجمات باريس: المهاجرون حصان طروادة للإرهابيين

واين مادسن

amakron9040.jpg

(شرطة قرب برج إيفل)

بعد يوم الجمعة مباشرة تقريبًا حيث وقعت هجمات الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) الإرهابية في باريس التي خلفت 129 قتيلاً و 352 جريحًا - 100 منهم لديهم إصابات بالغة – أعلن جورج سوروس George Soros المُيسّر الرئيسي للتدفق الهائل للمهاجرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أوروبا بمن فيهم الجهاديون "عملاء نائمون sleeper agents" ، أعلن أن إلقاء اللوم على الهجمات كان أمرًا شائنًا في وقت كان الناس بحاجة إلى الحداد. كانت وسائل التواصل الاجتماعي وعناصر الدعاية التي تمولها شبكة جورج سوروس العالمية من جبهات المنظمات غير الحكومية وراء حملة تشجيع المهاجرين السوريين بشكل أساسي في تركيا على اقتحام أوروبا من مراكز اللاجئين في تركيا.

كان إعلان أسف عصابة جورج سوروس حول إلقاء اللوم على أي مهاجرين في الهجمات الإرهابية محاولة ساخرة لتحويل الانتباه عن حقيقة أن مجموعات سوروس هي التي مكّنت الإرهابيين من دخول أوروبا عن طريق دمج أنفسهم كخيول طروادة داخل مجرى المهاجرين. في اجتماع عُقد مؤخرا في اسطنبول ، دعا سوروس إلى إنفاق 10 مليارات يورو لتسهيل حركة أكثر من مليون من العالم الثالث واللاجئين المسلمين أساسا إلى أوروبا.

amakron9041.jpg

(جورج سوروس)

في حين أن معظم اللاجئين ، وخاصة النساء والأطفال الذين يرغبون في دخول أوروبا هم مهاجرون سياسيون واقتصاديون شرعيون يستجيبون لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشاملة ، فقد استخدمت منظمة سوروس بسخرية قضية المهاجرين لتعزيز أجندتها الخاصة.

تمّ دمج إرهابيي داعش الذين كانوا يعتزمون تنفيذ نوع الهجمات الإرهابية الذي شهدته باريس تمامًا في الكتلة البشرية للاجئين التي اجتاحت رأس جسر البلقان. ومع ذلك ، في عرض للجرأة المطلقة واستخدام مهارات الاستقطاب المشينة وتقنيات "فرّق تسد" ، قال نشطاء سوروس إن أيّ شخص يلقي باللوم على المهاجرين هو شخص عنصري وكاره للأجانب. رداً على ذلك ، من المهم أن نذكر أن سوروس وعملاءه الذين مكّنوا مباشرة من خلق أسوأ أزمة للاجئين في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، ليسوا أكثر من مساعدين ومُحرّضين على الإرهاب الجهادي. بفضل أساليبهم غير المسؤولة المتمثلة في إغراق أوروبا بتيارات المهاجرين التي لا يمكن السيطرة عليها ، وبالتالي تحطيم آليات الأمن الأوروبية ، فإن أيدي عملاء سوروس المنافقة ملطخة بدماء الضحايا الأبرياء لهجمات داعش.

حتى بعد أن قرّرت السلطات الفرنسية أن أحد الإرهابيين القتلى في باريس كان ، في الواقع ، أحمد المحمد ، وهو لاجئ سوري من إدلب دخل أوروبا من تركيا في 3 أكتوبر عبر جزيرة ليروس اليونانية بجواز سفر سوري ، طالب عملاء سوروس بأن يستمر تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا بلا هوادة على الرغم من انهيار حدود أوروبا الخارجية وأمنها الإقليمي. انتقل أحمد المحمد من اليونان إلى مقدونيا وصربيا وكرواتيا والمجر والنمسا ثم إلى ألمانيا ثم إلى فرنسا في نهاية المطاف. إحدى هذه النداءات للحفاظ على الوضع الحالي للهجرة جاءت من مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش ، بيتر بوكيرت Peter Bouckaert. يجب التأكيد على أن سوروس قد «استأجر» هيومن رايتس ووتش في عام 2010 بـ 100 مليون دولار على مدى فترة عشر سنوات. منذ ذلك الوقت ، خدمت المنظمة غير الحكومية مصالح سوروس العالمية ، بما في ذلك تقويض حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتلفيق تقارير إخبارية مزيفة حول «القنابل البرميلية» وهجمات الأسلحة الكيميائية التي شنّها الجيش السوري. ادّعى بوكيرت أن جواز السفر السوري الذي عُثر عليه على المهاجر الإرهابي الميت كان مزيفًا. ثم تبيّن أن ادعاءه خاطئ.

amakron9042.jpg

(بيتر بوكيرت)

بسبب ضغوط من جماعات مثل هيومن رايتس ووتش ، ومنظمة العفو الدولية ، والمنظمة الدولية للهجرة ، وغيرها من الأدوات الجيوسياسية التي يموّلها سوروس ، خفّفت الحكومة السورية من سياساتها الصارمة الخاصة بتجديد جوازات السفر بعد انتقادها لعدم قيامها بأي شيء لمساعدة السوريين الذين فرّوا بسبب الحرب الأهلية التي تجتاح البلاد. في أبريل 2015 ، سُمح للسوريين في الخارج ، حتى أولئك الذين غادروا البلاد بشكل غير قانوني ، وأعضاء جماعات المعارضة في المنفى ، والسوريون الذين تهرّبوا من الخدمة العسكرية ، بتجديد جوازات سفرهم السورية في القنصليات السورية في تركيا واليونان ولبنان والإمارات العربية المتحدة. كان هذا تنازلاً مباشراً من الأسد للمعارضة السورية قبل بدء محادثات السلام في جنيف.

في اليونان ، صدر جواز السفر السوري الطارىء لإرهابي هجمة يوم الجمعة الثالث عشر في باريس ، والذي فبركت هيومن رايتس ووتش خبر أنّه جواز سفر مزيف. هل تحاول هيومن رايتس ووتش صرف الانتباه عن حقيقة أن الإرهابيين يحصلون على جوازات سفر صالحة لدخول أوروبا؟

مجموعتان أخريان يموّلهما سوروس وسهلت دخول اللاجئين الجهاديين إلى أوروبا وهما W2EU (مرحبًا بكم في الاتحاد الأوروبي) و MigrationAid Hungary. زودت W2EU المهاجرين بكتيبات «دليل تقريبي Rough Guide » مكتوبة باللغة العربية تُوجِّه المهاجرين ، المعروفين الآن بتضمينهم إرهابيين ، حول كيفية السفر إلى ألمانيا والنمسا وطلب اللجوء والطعام والسكن واستحقاقات البطالة. من الواضح أن مجموعات سوروس عملت جنبًا إلى جنب مع المستشارة ميركل التي صاحت من مقرها في برلين ليأتي جميع اللاجئين إلى ألمانيا. حتى عندما أُبلغت بوجود جهاديين بين صفوف اللاجئين ، أمرت ميركل بأن تظل الحدود الألمانية مفتوحة. هي وحكومتها الائتلافية من الديمقراطيين المسيحيين والديمقراطيين الاجتماعيين تشاركوا أيضا في إلقاء اللوم على مذبحة باريس يوم الجمعة 13. كما استخدم سوروس منظمات غير حكومية مثل البرنامج الأوروبي للتكامل والهجرة (EPIM) للضغط من أجل تخفيف القيود على الهجرة من قبل الاتحاد الأوروبي.

amakron9043.jpg

(الرسام جان جوليان)

amakron9044.jpg

(.. وشعار السلام الذي صمّمه بعد هجمات باريس)

بعد دقيقة واحدة من التقارير الإخبارية الأولى لهجمات الجمعة يوم الثالث عشر ، ادّعى رسام كاريكاتير مقيم في لندن يدعى "جان جوليان Jean Jullien " أنه صمّم رمز السلام مع صورة برج إيفل. أصبح الرمز العلامة التجارية لإحياء ذكرى الهجوم. كما هو الحال مع هجمات شارلي إيبدو Charlie Hebdo ، تم نشر الصور التسويقية الباهرة على الفور. في حالة عملية شارل إيبدو ، ظهرت علامات جديدة تعلن «أنا شارلي Je suis Charlie» في جميع أنحاء باريس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في غضون دقائق بعد الهجوم. في الهجوم الأخير ، انتشر رمز السلام في برج إيفل على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة فيروسية ، ولم تنتشر العلامات التي تعلن عن «أنا باريس Je suis Paris» على الإنترنت فحسب ، بل بدأت تظهر في جميع أنحاء فرنسا على الفور تقريبًا. وكما تمّ تجربته مع حملات الثورة التي صمّمها كبير خدم سوروس ، جين شارب ، أصبح الإنتاج الإعلامي المتميز للرموز والشعارات المحملة بالعاطفة جزءًا لا يتجزأ من حملات الاضطرابات الاجتماعية المرتبطة بسوروس.

amakron9045.jpg

amakron9046.jpg

(لاعب كرة سلة أمريكي رسم شعار "أنا باريس" على رأسه الحليق)

amakron9047.jpg

كما يقع اللوم أيضا على عاتق مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند ، وهي أداة المحافظين الجدد لبنيامين نتنياهو واللوبي الإسرائيلي ، اللذين سحقا اليونان بسلسلة من تدابير التقشف الاقتصادي المزعزعة للاستقرار. لقد قوّضت نولاند حكومة مقدونيا بمحاولة «ثورة ملونة» على الطراز الأوكراني. من خلال اليونان ومقدونيا تم إطلاق غزو اللاجئين لأوروبا. لم يكن أي من البلدين في وضع يسمح له بالدفاع عن حدوده البحرية والبرية.

كما يتضح من هجمات تشارلي إيبدو الإرهابية في باريس ، فإن نخب نتنياهو الصهيونية حريصة مرة أخرى على كسب رأس مال سياسي من أي عملية جهادية. يمتد الدعم العسكري والمخابراتي الإسرائيلي المباشر للجماعات الجهادية السورية والعراقية ، بما في ذلك جبهة النصرة والقاعدة ، كقواسم مشتركة بين الهجومين الجهاديين الرئيسيين في باريس في عام 2015.

قبل يوم واحد فقط من الهجوم الذي وقع يوم الجمعة 13 ، شدد باراك أوباما على أن داعش لا تحتاج إلى القضاء عليها ، بل إلى مجرد "الاحتواء" في سوريا والعراق ، ومن الواضح أن أوباما قد أَبلغ فقط عن رغبات مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان ، الذي قد يكون بالفعل «الجهادي جون» الفعلي. بالمناسبة ، زعمت الولايات المتحدة أنها قتلت «الجهادي جون» الموثق بالفيديو في اليوم السابق لهجوم باريس الأخير. كالعادة في مثل هذه التبجّحات الصاخبة ، وكما رأينا سابقًا في "مقتل" أسامة بن لادن ، فشلت الولايات المتحدة مرة أخرى في تقديم أي دليل قوي على أنها قتلت داعية داعش «الجهادي جون».

amakron9048.jpg

(مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان)

إن احتضان أوباما وبرينان لداعش قد مكّن "الخلافة الإسلامية" المعلنة ذاتياً من قتل مئات الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق والمنطقة الكردية واليمن وليبيا ونيجيريا وسيناء ولبنان وتايلاند وبنجلاديش وأفغانستان وتونس وفرنسا وتركيا.

في قمة العشرين حاول أوباما التنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة محاربة الدولة الإسلامية. ومع ذلك ، إن موقف أوباما كان ضعيفًا ومتأخرًا. إن أي خطة ذات مغزى لمحاربة الجهادية بالتنسيق مع روسيا وفرنسا والصين وإيران ومصر وغيرها من الدول ، ستلزم بضرورة طرد برينان من إدارة وكالة الاستخبارات المركزية وتطهير وكالة الاستخبارات من العناصر الداعمة لإسرائيل.

*واين مادسن:

صحافي استقصائي ، مؤلف وكاتب عمود. لديه ما يقرب من عشرين عاما من الخبرة في القضايا الأمنية. بصفته ضابطًا بحريًا أمريكيًا ، أدار أحد أول برامج أمان الكمبيوتر للقوات البحرية الأمريكية. لقد كان معلقًا سياسيًا وأمنيًا متكررًا على قناة Fox News ، كما ظهر على شبكة ABC ، ​​و NBC ، و CBS ، و PBS ، و CNN ، و BBC ، و Al Jazeera ، و MS-NBC. تمت دعوته للإدلاء بشهادته كشاهد أمام مجلس النواب الأمريكي ، والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا ، ولجنة تحقيق في الإرهاب تابعة للحكومة الفرنسية. عضو في جمعية الصحفيين المحترفين (SPJ) والنادي الوطني للصحافة. يعيش في واشنطن العاصمة.

# هذه ترجمة لمقالة:

Paris Attacks: Migrants a Trojan Horse for Terrorists

Wayne Madsen

Quemado Institute

NOVEMBER 20, 2015

إلى السيد ماكرون(22): أحداث مهمة أدت إلى هجمات 13 نوفمبر الإرهابية في باريس. تمرين على نفس الهجوم الإرهابي صباح يوم الهجوم!! هل هي مجرد مصادفة؟

البروفيسور ميشال شوسودوفسكي

نلفت انتباه قادتنا إلى أربعة أحداث مهمة سبقت هجمات باريس.

  1. كانت وسائل الإعلام الفرنسية قد تنبأت بالفعل بهجوم إرهابي قبل أكثر من شهر من وقوعه الفعلي.

2 - وكان رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية في واشنطن لإجراء مشاورات مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان قبل أسبوعين من الهجمات.

  1. في 5 تشرين الثاني (قبل أسبوع من هجمات باريس الإرهابية) ، أعلن مجلس الوزراء قراره بإرسال مجموعة حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول إلى الشرق الأوسط ، مع تفويض "بمحاربة الدولة الإسلامية".
  2. في صباح يوم 13 نوفمبر ، يتم إجراء سيناريو طارئ لهجوم إرهابي متعدد المواقع في باريس ، يشمل المستجيبين الأوائل ، والموظفين الطبيين ، والشرطة ورجال الإطفاء.

 في هذه المرحلة المبكرة ، من المستحيل تأكيد ما إذا كانت هذه الأحداث تحمل علاقة بالأحداث الدرامية في 13 نوفمبر. لكن ما ينقلونه هو أن فرنسا كانت تعد العدة للحرب ضد الدولة الإسلامية قبل أحداث 13 نوفمبر.

كانت الاستعدادات للحرب المزعومة ضد تنظيم الدولة الإسلامية مستمرة قبل إعلان الرئيس هولاند رسمياً أن هجمات باريس الإرهابية في 13 نوفمبر / تشرين الثاني تشكل "عملاً حربياً" ضد الجمهورية الفرنسية.

إن قرار إرسال حاملة الطائرات شارل ديغول جنباً إلى جنب مع مجموعة الناقلات التابعة لشركة GAN إلى الشرق الأوسط هو أمر في غاية الأهمية. إنها تشكل قوة هائلة ستنضم إلى شركائها في الولايات المتحدة وشركاء التحالف.

يشير هذا الانتشار للقوة البحرية والجوية الفرنسية إلى استراتيجية تصعيد عسكري ضد سوريا وحلفائها. ليس المقصود هو ملاحقة الدولة الإسلامية ، التي يحميها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

تدّعي فرنسا حقها في الدفاع عن نفسها ، وتوحي بأن الجمهورية الفرنسية تعرضت للهجوم من خارج البلاد.

هل تُستخدم هجمات باريس الإرهابية كذريعة ومبرر للتدخل عسكريًا في سوريا في انتهاك للقانون الدولي. ووفقًا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، فإن الهجوم الإرهابي "تم إعداده وتنظيمه وتخطيطه من خارج الدولة من قبل الدولة الإسلامية ، ولكن بمساعدة من الداخل".

(1).2 أكتوبر: تتنبأ صحافة باريس ب​​نمط فرنسي من هجمات 9/11 ، "un 11 septembre à la française".

التهديد حقيقي ، وفقا للقاضي تريفيديه Trévédic في مقابلة مع باريس ماتش.

 "ستكون الهجمات في فرنسا على نطاق مشابه لـ 9/11"

"خدمات المخابرات تخشى النمط الفرنسي لـ 9/11"

"من المستحيل مواجهتها" ، مما يشير إلى أن المخابرات الفرنسية غير كفوءة وغير قادرة على منع وقوع هجوم إرهابي قادم ، إذا وعندما يحدث ذلك.

amakron9049.png

anmakron9040.png

(2).27 تشرين الأول / أكتوبر: مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان يستقبل مدير المخابرات الفرنسية الخارجية برنار باجولي في واشنطن

على جدول أعمالهم: كيفية محاربة الدولة الإسلامية ، بما في ذلك التهديدات للأمن القومي المنبثقة عن الدولة الإسلامية

تؤكد التقارير الإخبارية أنه قبل أسبوعين من هجمات 13 نوفمبر ، وصل باجولي إلى واشنطن "لعقد اجتماعات عاجلة مع نظرائه في وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات". تتعلق الاجتماعات بالحرب في سوريا و "التهديد من الخارج" المنبثق عن الدولة الإسلامية.

كما شارك مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون أو برينان ومدير DGSE برنار باجولي في لجنة (27 أكتوبر) في جامعة جورج واشنطن. وكان الفريق جزءا من مؤتمر برعاية وكالة المخابرات المركزية وجامعة جورج واشنطن.

في العرض الذي قدمه بجامعة جورج واشنطن ، أشار باجولي إلى "التهديد الداخلي" للفرنسيين الراديكاليين الشباب ، في حين أن التلميح إلى هناك كان أيضًا:

"إلى تهديد من الخارج ... إما من خلال أعمال إرهابية مخطط لها وأُمر بها من الخارج أو من خلال مقاتلين يعودون إلى بلادنا".

في أعقاب هجمات باريس ، كان الرئيس هولاند - الذي كان قد أطلع عليه باجولي - قد قال: "هذا عمل حرب" - أي. الدولة الإسلامية تخوض حربًا على فرنسا. كانت كلمات هولاند مشابهة جدا لتلك التي قالها باجولي. ووفقًا للرئيس فرانسوا هولاند ، فإن هجوم باريس الإرهابي "تم إعداده وتنظيمه وتخطيطه من خارج البلاد من قبل الدولة الإسلامية ، ولكن بمساعدة من الداخل".

anmakron9041.png

(3). 5 نوفمبر: مجلس الوزراء يقرر إيفاد مجموعة شارل ديجول لحاملة الطائرات إلى الشرق الأوسط لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

أعلن مجلس الوزراء في 5 نوفمبر (قبل أسبوع واحد من هجمات باريس) ، وأكد أن فرنسا قد أرسلت حاملة الطائرات شارل ديغول إلى الشرق الأوسط "لمحاربة داعش (وتعرف أيضا باسم الدولة الإسلامية). من المقرر أن تغادر حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول إلى البحر المتوسط ​​"للانضمام إلى القتال ضد الدولة الإسلامية في المنطقة" في 18 نوفمبر.

 وقال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان صدر: "تم نشر مجموعة قتالية جنبا إلى جنب مع حاملة الطائرات شارل ديغول من أجل المشاركة في عمليات ضد داعش والجماعات التابعة لها". (اقتبس من قبل RT ، 5 نوفمبر 2015)

وقال الرئيس فرانسوا هولاند: "إن حاملة الطائرات ستمكننا من أن نكون أكثر فعالية بالتنسيق مع حلفائنا" ، مضيفًا أنها "ستدعم قوة نيران باريس في المنطقة وسط الجهود الدولية لإطلاق محادثات السلام السورية". (المرجع نفسه)

anmakron9042.png

  1. صباح 13 نوفمبر ، تم إجراء تمرين لحالات الطوارئ على أساس سيناريو متعدد المواقع لهجمات إرهابية في باريس ، في نفس يوم الهجمات.

وكشف باتريك بيلو في الإذاعة الوطنية يوم السبت أن دائرة خدمات الطوارىء الطبية الفرنسية أجرت تدريباً طارئاً لمكافحة الإرهاب "متعدد المواقع" في باريس في نفس يوم هجمات باريس.

ينبغي التأكيد على أن هذا لم يكن تمرينًا عسكريًا ، بل كان يشمل المستجيبين الأوائل والموظفين الطبيين والشرطة.

وقال إن خدمات الطوارئ في باريس SAMU تم إعدادها بشكل جيد للغاية ، لأنهم "عن طريق الصدفة" كانوا يخططون لسيناريو مشابه لما حدث بالفعل.

تم الكشف عن طبيعة هذا التمرين الذي سبق الهجمات في مقابلة مع توماس لوب ، المسؤول عن الخدمات الطبية من SAMU في غارشيس Garches.

تم إجراء المقابلة بواسطة Challenges.fr:

مقتطفات ذات صلة من المقابلة:

س) اجتمعت دوائر مؤسسة SAMU الثمان يوم الجمعة [13 نوفمبر] لممارسة تتعلق بمحاكاة هجوم إرهابي في باريس. ما هو الهدف الدقيق لهذه المبادرة؟

ج) اجتمعنا في غرفة الاجتماعات المنسقة لمنطقة الدفاع إيل إيل دو فرانس ، في ذلك الصباح ، للعمل على فرضية [سيناريو] مجموعة مسلحة تشارك في هجمات في عدة مواقع في باريس. هذا هو ما نسميه تمرين الطاولة للنظر في تنسيق أعمالنا.

س) إنها مصادفة مدهشة. هل كانت هذه أول مرة تعمل فيها على هذا النوع من السيناريو؟

ج) لا ، هذه فرضية عمل واضحة جدًا لأشهر ، فكرة الهجمات المتزامنة المتعددة. في بداية الألفينات ، عملنا أكثر على القنابل القذرة والمخاطر التي تُسمّى NRBC (النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية). ثم تطورت إلى خطر إصابة الناس بأسلحة نارية أو انفجار.

# هذه ترجمة لمقالة:

Important Events Leading Up to the November 13 Paris Terrorist Attacks. Sheer Coincidence?

By Prof Michel Chossudovsky

Global Research, November 15, 2015

إلى السيد ماكرون (23): الجمهورية الفرنسية أُخذت رهينة. من يدير داعش؟ أصبحت فرنسا دولة إرهابية منذ عام 2011

بقلم تيري ميسان

The French Republic Taken Hostage. Who Directs Daesh? France has been a Terrorist State since 2011 - By Thierry Meyssan

Global Research, November 21, 2015

الحرب التي امتدت الآن إلى باريس غير مفهومة بالنسبة لأولئك المواطنين الفرنسيين الذين يجهلون كل الأنشطة السرية لحكومتهم في العالم العربي، من تحالفات غير طبيعية مع طغاة الخليج، والمشاركة النشطة في الإرهاب الدولي. لم تطرح هذه السياسات في البرلمان، ووسائل الإعلام الرئيسية نادرا ما تجرؤ على الاهتمام بها.

على مدى السنوات الخمس الماضية، كان الشعب الفرنسي يسمع عن الحروب البعيدة، ولكن من دون أن يفهم ما تعنيه. أبلغته الصحافة حول إشتراك الجيش الفرنسي في ليبيا، لكن لم يخبره أحد عن أن القذافي قد قُتل بيد ضابط قوات خاصة فرنسي. ولم تخبره الصحافة أبداً أيضاً عن وجود جنود فرنسيين في مهمة في بلاد الشام.

مقالاتي عن هذا الموضوع قُرأت على نطاق واسع ، ولكن ينظر إليها على أنها نوع من الانحراف الشرقي. على الرغم من تاريخ الشخصي، فإنه لا يزال مقبولا تماما النظر إلي باعتباري «متطرفا»، أو «منظّرا للمؤامرة». وأشير إلى أن مقالاتي تنشر من مواقع الإنترنت من جميع الألوان السياسية، بما في ذلك تلك التي هي في الواقع متطرفة أأو مناصرة لنظرية المؤامرة أصلا. لكن لا أحد دخل في خلاف مع ما أكتب. إلا أنهم لم يلتفتوا إلى تحذيراتي حول التحالفات التي أبرمتها الحكومة الفرنسية.

الآن، فجأة، ظهرت الحقيقة المهملة على السطح

تعرضت فرنسا لهجوم في ليلة الجمعة 13 نوفمبر 2015 من قبل العديد من الكوماندوس الذين قتلوا 130 شخصا على الاقل في خمسة أماكن مختلفة من باريس. صدر مرسوم بإعلان حالة الطوارئ لمدة 12 يوما على كامل أراضي البلاد، ويجوز تمديدها بقانون من البرلمان.

لا صلة مباشرة لهذه الهجمات بقضية تشارلي ابدو

الصحافة الفرنسية فسّرت هذه الأعمال الحربية من خلال ربطها بالهجوم السابق على صحيفة تشارلي إبدو، على الرغم من أن الوسائط العملياتية كانت مختلفة تماما. في كانون الثاني، كان الهدف من الهجوم قتل أشخاص معينين، بينما في هذه الحالة، كان هجوما منسقا على عدد كبير من الناس تم اختيارهم عشوائيا.

نحن نعرف اليوم أنه مباشرة قبيل الهجوم في يناير، تسلّم رئيس تحرير تشارلي ابدو «هدية» مقدارها 000،200 يورو من بنك الشرق الأدنى من أجل مواصلة حملته ضد المسلمين؛ وأن القتلة كانوا على صلة بأجهزة المخابرات الفرنسية. وأن مصدر أسلحتهم تم إخفاؤه بقانون الأسرار الرسمية. لقد أثبتت بالفعل أن الهجوم لم يكن عملية اسلامية، وأنها عملية تمت برعاية دولة.

وإذا عدنا الى الحرب التي امتدت للتو إلى باريس، فقد كانت صدمة بالنسبة لأوروبا الغربية. لا يمكن مقارنة هذه الهجمات بما حصل في مدريد في عام 2004. في أسبانيا، لم تكن هناك طلقات، ولا انتحاريون، ولكن 10 قنابل وضعت في 4 مواقع منفصلة. الرعب الذي انفجر في فرنسا هو الزاد اليومي للكثير من سكان «الشرق الأوسط الكبير»، منذ عام 2001. ويمكن الاطلاع على أحداث مماثلة في أماكن أخرى، مثل الهجمات التي امتدت لثلاثة أيام في ستة مواقع متميزة، في بومباي، في عام 2008 .

حتى لو كان المهاجمون في الثالث عشر من نوفمبر من المسلمين، وحتى لو كان بعضٌ منهم قد صاح «الله أكبر! » وهو يقتل المارة، ليس هناك أي رابط لمثل هذه الهجمات بالإسلام، أو « حرب الحضارات » النهائية. كان هؤلاء المسلحون هذه القوات قد تلقوا أوامر واضحة بالقتل عشوائيا، دون حتى التحقق من دين ضحاياهم.

وبنفس الطريقة، من السخف أن نأخذ في الظاهر الدافع الذي أعلنته داعش لتبرير هجماتها ضد فرنسا - حتى لو لم يكن هناك شك حول تورط هذه المنظمة الإرهابية في هذا الهجوم. في الواقع، إذا كانت هذه المنظمة الإرهابية تريد أن تأخذ بـ "ثأرها"، لكان عليها أن تضرب في موسكو.

فرنسا دولة إرهابية منذ عام 2011 على الأقل

تفسير هذه الأحداث غير واضح، لأن وراء الجماعات غير الحكومية هناك دائما الدول التي تدعمها. في عام 1970، ألصق الفنزويلي ايليتش راميريز سانشيز، المعروف باسم «كارلوس» أو «ابن آوى» نفسه باعترافه بالقضية الفلسطينية والثورة، وحصل على دعم متميز من الاتحاد السوفياتي. في عام 1980، تم إحياء مثال كارلوس من قبل مرتزقة يعملون لأعلى مزايد، مثل صبري البنا المعروف بـ «أبو نضال»، الذي نفذ هجمات إرهابية في ليبيا وسوريا وكذلك "إسرائيل". اليوم، توجد شبكة غائمة من الإرهاب والجهات الفاعلة السرية التي تشير إلى تورط عدد كبير من الدول.

من حيث المبدأ، الدول تُنكر دائما مشاركتها في الجماعات الإرهابية. ومع ذلك، فإن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قد أعلن في ديسمبر كانون الاول عام 2012، خلال مؤتمر «أصدقاء سوريا» في مراكش، أن جبهة النصرة، وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قد «اقامت بعمل جيد».

بسبب وضعه، يعرف السيد فابيوس انه لا خطر من نقله إلى المحكمة للإجابة عن دعم المنظمة المذكورة التي صُنفت بأنها منظمة «إرهابية» من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنه تسبّب بخطر جدّي على بلاده من خلال إلقائها في مرجل الإرهاب من خلال هذا التصريح.

في الحقيقة، فرنسا قد تورطت في الوقوف إلى جانب تنظيم القاعدة على الأقل منذ بداية عام 2011. وفي ذلك الوقت، كانت المملكة المتحدة وفرنسا قد وقعتا مع الولايات المتحدة على مشروع «الربيع العربي». وكان الهدف من هذه العملية هو إسقاط كل الأنظمة العربية العلمانية واستبدالها بأنظمة ديكتاتورية تديرها جماعة الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من أن لندن وباريس قد اكتشفتا هذه العملية عندما كانت تجري في تونس ومصر، فأنهما سبق أن توسلتا في موضوع ليبيا وسوريا. في ليبيا، وبمساعدة من القوات الخاصة الايطالية، نظم الفرنسيون والإنكليز مجازر في بنغازي، وبعد ذلك، مع مساعدة من تنظيم القاعدة، قاموا بالاستيلاء على ترسانات الأسلحة الليبية. أستطيع أن أشهد وأقر على حقيقة أنه في أغسطس عام 2011، بينما كنت تحت حماية خميس القذافي، قام حلف شمال الاطلسي بعدوان على العاصمة، وعلى فندق ريكسوس، حيث كنا نقيم، وحاصرت الفندق صيحات «الله أكبر! »من جانب وحدة تابعة لتنظيم القاعدة. كانت هذه المجموعة تُسمى لواء طرابلس، وكانت بقيادة مهدي الحاراتي ويشرف عليها ضباط فرنسيون. وكان نفس مهدي الحاراتي هذا موجوداً في ذلك الوقت مع قائده، عبد الحكيم بلحاج، مؤسس ما يسمى بـ «الجيش السوري الحرّ» الذي كان في الواقع جزءاً من تنظيم القاعدة، ويقاتل تحت راية الاستعمار الفرنسي القديمة.

في سوريا، فإن وجود ضباط فرنسيين يشرفون على الجماعات المسلحة في الوقت الذي ترتكب فيه جرائمها ضد الإنسانية صار مشهودا وعلى نطاق واسع.

اندفعت فرنسا للعب لعبة معقدة وخطيرة للغاية. في يناير كانون الثاني 2013 - وبعبارة أخرى، بعد شهر واحد من تأييد لوران فابيوس العلني لتنظيم القاعدة في سوريا - أطلقت فرنسا عملية في مالي ضد نفس تنظيم القاعدة هذا ، مما أدى إلى أول رد فعل على موظفيها المتغلغلين في سوريا.

أنت، بالطبع، لم تسمع شيئا عن كل ذلك، لأنه على الرغم من أن فرنسا لديها مؤسسات ديمقراطية، إلّا أن سياستها الحالية في العالم العربي لم تُناقش علنا. في انتهاك للمادة 35 من الدستور، قررت فرنسا الدخول في حرب مع ليبيا وسوريا بعد بضع ساعات فقط من مناقشة برلمانية سطحية - على الأكثر - وبدون تصويت. وبالتالي فإن البرلمانيين الفرنسيين تجاهلوا ولايتهم بالتزام ممارسة الرقابة على السلطة التنفيذية بقدر ما كانت تتتعلق بالسياسة الخارجية، معتبرين - على ما يبدو – أن ذلك كان حكرا على الرئيس، ودون عواقب حقيقية على الحياة اليومية. . ومع ذلك، كما يمكن أن نرى الآن، على العكس من ذلك، السلام والأمن، وهما واحدة من «حقوق الإنسان والمواطن» الأربعة لعام 1789 (المادة 2)، تعتمد عليها مباشرة. الأسوأ لم يأت بعد.

في بداية عام 2014، في الوقت الذي كان فيه الصقور الليبراليون في الولايات المتحدة يعملون على خطتهم لتحويل الإمارة الإسلامية في العراق والشام إلى ما كان على وشك أن يصبح داعش ، قامت فرنسا بنقل الذخائر إلى تنظيم القاعدة حتى يتمكن من محاربة الإمارة الإسلامية - أثبتت هذه النقطة من خلال وثيقة قدمت إلى مجلس الأمن في 14 يوليو 2014 .

ومع ذلك، انضمت فرنسا في وقت لاحق للعملية السرية، وشاركت في التحالف الدولي لمكافحة داعش، الذي، كما يعلم الجميع الآن، خلافا لاسمه، لم يقصف داعش، ولكن كان يسلمها الأسلحة لمدة سنة كاملة. وهذه النقطة تم تجاهلها من قبل الصحافة الغربية، ولكن تمت مناقشتها على نطاق واسع لمدة عام كامل من قبل الصحافة العربية والفارسية. وجاء الوقت لتظهر الحقيقة واضحة عندما ندد خمسون محلّلاً من القيادة الأمريكية المركزية بالتقارير الكاذبة في تقارير التحالف، وتم تعيين لجنة تحقيق داخلية بدأت إجراءاتها، وأخيرا، أصبح الجنرال جون ألين مجبراً على الاستقالة.

تطور الوضع أكثر بعد التوقيع على اتفاق P5 + 1 مع إيران. تحولت الولايات المتحدة فجأة إلى الهجوم على المنظمة الإرهابية ودفعتها إلى الحسكة (سوريا). ولكن فقط في منتصف أكتوبر 2015 - قبل شهر - بدأت فرنسا في محاربة داعش. لا لوقف مجازرها، ولكن لإخضاع جزء من الأراضي التي تحتلها في سوريا والعراق، لتثبيت دولة استعمارية جديدة سوف تُسمى «كردستان»، حتى لو كان السكان الأكراد سيشكلون الأقلية السكانية إلى حد كبير.

في هذا المنظور، أرسلت فرنسا حاملة طائراتها لدعم الحزب الماركسي اللينيني الكردي YPG ضد حليفه السابق : داعش. ولكن ماذا يفعل هذا المرجع السياسي عندما يكون المشروع هو خلق دويلة استعمارية امبريالية؟.

ونحن نشهد حاليا رد الفعل الثاني. ليس من القاعدة في سوريا هذه المرة، ولكن من داعش في فرنسا، بناء على تعليمات من حلفاء لفرنسا لا يمكن ذكرهم.

من الذي يدير داعش؟

داعش هي خلق اصطناعي. انها ليست أكثر من أداة لسياسات العديد من الدول والشركات متعددة الجنسيات.

تأتي الموارد المالية الرئيسية لداعش من النفط والمخدرات الأفغانية - التي الفرنسيون لم يفهم بعد الآثار المترتبة عليها على أراضيها - والتحف الشامية..

في أعقاب مؤتمر جنيف الأول في يونيو 2012، أوضحت وبعمق أن فصيلا داخل جهاز الدولة بالولايات المتحدة كان يشن سياستها الخاصة، خلافا لتلك التي في البيت الأبيض. في البداية، كان موجه هذه المؤامرة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، والذي كان أحد مؤسسي داعش في عام 2007 المجرم الجنرال ديفيد بتريوس، حتى إقالته مغلولا بالأصفاد بسب فضيحة جنسية في اليوم التالي لإعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما. ثم جاء دور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي منعها «حادث» مؤسف من إكمال ولايتها لوزارة الخارجية خلال الفترة الانتقالية للرئاسة. وأخيرا، استمر بالقتال السفير جيفري فيلتمان من مكاتبه في منظمة الأمم المتحدة، والجنرال جون ألين، على رأس حملة التحالف الكاذبة لمكافحة داعش.

هذه المجموعة، وهي جزء من «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة، والتي لم تتخل قط عن معارضة اتفاق 5 + 1 مع إيران، ومقاتلة الجمهورية العربية السورية، تحافظ على أعضائها داخل إدارة أوباما. قبل كل شيء، فإنه يمكنهم الاعتماد على الشركات المتعددة الجنسيات، التي ميزانياتها أكبر من دولة الولايات المتحدة نفسها، والتي يمكنها تمويل العمليات السرية الخاصة بهم. على وجه الخصوص، وهذا هو الحال بالنسبة لشركة البترول اكسون موبيل (المالك الحقيقي لدولة قطر)، وصندوق الاستثمار KKR، والجيش الأمني الخاص (شركة بلاك ووتر).

وبالتالي أصبحت فرنسا دولة مرتزقة تعمل لصالح هذه الشركات متعددة الجنسيات.

*فرنسا كموضوع للابتزاز

في 11 نوفمبر 2015، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان فرنسا تعمل ضد الإرهاب.

في 12 نوفمبر نشر المرصد الوطني للجنوح والاستجابة القانونية - التابع لوزارة الداخلية - تقريرا جاء فيه أن الإرهاب أصبح الشغل الشاغل الثاني للشعب الفرنسي، بعد البطالة.

في صباح يوم 13 نوفمبر، قدم وزير الداخلية، برنار كازينيف في نانتير خطة من 20 فقرة للحد من الاتجار بالأسلحة.

من الواضح ان الحكومة تتوقع الأسوأ، مما يعني أن فرنسا كانت في تفاوض مع المنظمة التي هاجمتها. قدمت فرنسا تعهدات لم تحترمها، ومن المؤكد أنها الآن ضحية ابتزاز من قبل قادة الإرهابيين الذين خانتهم.

تم تنفيذ تمرين محاكاة للهجمات الإرهابية في صباح يوم الهجمات الإرهابية من قبل خدمات الطوارئ في المستشفيات. وهذه مصادفة أخرى تتطابق مع ما كان قد حصل بالفعل صباح يوم هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، وتلك التي حصلت في 11 مارس 2004 في مدريد، وكذلك تلك التي حصلت في 7 يوليو تموز 2005 في لندن.

*استنتاج تمهيدي

خلقت الحكومات الفرنسية المتعاقبة تحالفات مع دول تتعارض قيمها مع قيم الجمهورية الفرنسية. لقد كانت تقوم بحروب سرية متعاقبة نيابة عنهم، ثم تتراجع عن ذلك. الرئيس هولاند، رئيس أركانه الجنرال بنوا بوغا، وزيره للشؤون الخارجية، لوران فابيوس، وسلف فابيوس "آلان جوبيه"، هم اليوم أهداف للابتزاز من قبل قوى لا يمكنهم تخليص أنفسهم منها دون الكشف عن الفوضى التي ورّطوا بلادهم فبها، حتى لو كان هذا الكشف يعرضهم للمساءلة من قبل محكمة العدل العليا.

في 28 سبتمبر، وعلى منبر الأمم المتحدة، خاطب الرئيس بوتين الولايات المتحدة وفرنسا قائلا :«أود أن أسأل المسؤولين عن هذا الوضع: هل أنتم على الأقل على علم بما قمتم به؟ لكنني أخشى أن هذا السؤال سوف يبقى دون إجابة، لأن هؤلاء الناس لم ينبذوا سياساتهم، والتي تستند إلى ثقة مبالغ فيها بأنفسهم، وإلى شعورهم بحصانتهم وطبيعتهم الاستثنائية وإفلاتهم من العقاب». لا الولايات المتحدة ولا فرنسا استمعت إليه. والآن قد فات الأوان.

تذكرّْ

أن الحكومة الفرنسية نأت تدريجيا بنفسها من الشرعية الدولية. لقد ارتكبت الاغتيالات السياسية والأعمال الإرهابية المدعومة منذ 2011 على الأقل.

أقامت الحكومة الفرنسية تحالفات غير طبيعية مع ديكتاتوريات الثروة النفطية في الخليج. وهي تعمل مع مجموعة من الشخصيات الأمريكية والشركات متعددة الجنسيات للتخريب والتدمير والتحطيم استرضاء لسياسات الرئيس أوباما.

دخلت الحكومة الفرنسية في صراع مع بعض الحلفاء غير الموثوق بهم. وواحدة من هذه المنظمات رعت الهجمات في باريس.

تم إنشاء داعش في البداية في العراق كجزء من خطة أمريكية تهدف إلى وقف المقاومة للاحتلال الأمريكي. ولتسهيل هذه الخطة، أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية عددا من الجماعات المسلحة المناهضة للشيعة - بما في ذلك الإمارة الإسلامية في العراق، التي ستصبح داعش مستقبلاً - ثم عدد من الجماعات المناهضة للسُنة. في نهاية الأمر، نسيت هاتان المجموعتان جيش الاحتلال وبدأت بمقاتلة بعضها البعض.

إلى السيّد ماكرون(24): هجوم شارلي إيبدو عملية مزيّفة

بقلم: بول كريج روبرتس

anmakron9043.jpg

(بول كريج روبرتس)

تتمتع قضية شارلي إبدو Charlie Hebdo بالعديد من خصائص عملية العلم المزيف false flag operation. كان الهجوم على مكتب رسّامي الكاريكاتير هجومًا احترافيًا مُنضبطًا من النوع المرتبط بقوات خاصة مُدربة تدريباً عالياً ؛ ومع ذلك ، فإن المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم وقتلهم في وقت لاحق بدوا متواضعين وغير محترفين. وبدا الأمر مثل مجموعتين مختلفتين من الناس.

وعادة ، يكون الإرهابيون المسلمون مستعدون للموت وتفجير أنفسهم في الهجوم. ومع ذلك ، فإن المُحترِفَين (اثنين) اللذين ضربا تشارلي إبدو كانا مُصمّمين على الهروب والنجاة ، وهو إنجاز رائع. ويُزعم أن هويتهم قد أثبتت من خلال الادعاء بأنهم تركوا على نحو ملائم للسلطات هويتهم في سيارة المُهرّب. إن مثل هذا الخطأ لا يتماشى مع احترافية الهجوم ويذكّرني بجواز السفر غير التالف الذي تم العثور عليه بأعجوبة بين أنقاض برجي مركز التجارة العالمي الذي ساهم في إثبات هوية مختطفي 9/11 المزعومين.

من الاستدلال المعقول أن بطاقة الهوية التي تُركت في السيارة المُهربة كانت هوية الأخوين كواشي ، السُذّج المناسبين ، الذين قُتلوا في وقت لاحق على أيدي الشرطة ، والذين لن نسمع منهم شيئًا أبدًا ، وليس بطاقة هوية المحترفين الذين هاجموا تشارلي ابدو. هناك حقيقة مهمة تدعم هذا الاستدلال وهي التقرير الذي يشير إلى أن المُشتبه به الثالث في الهجوم ، حميد مراد Hamyd Mourad ، السائق المزعوم لسيارة التهريب ، عندما رأى اسمه يُتداول على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث أدرك المشتبه فيه الخطر الذي كان عليه ، سرعان ما سلّم نفسه للشرطة للحماية من التعرض للقتل على أيدي قوات الأمن كإرهابي.

يقول حميد مراد إن لديه ذريعة قاطعة ببراءته. إذا كان الأمر كذلك ، فإن هذا يجعله محرومًا من هجوم علم زائف. سيتعين على السلطات أن تقول إنه على الرغم من كونهم مخطئين بشأن مراد ، فقد كانوا على صواب فيما يتعلق بإخوان كواشي. بدلاً من ذلك ، يمكن إكراه مراد أو تعذيبه ليطرح نوعاً من الاعتراف الذي يدعم القصة الرسمية.

تجاهلت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية حقيقة أن مراد سلّم نفسه للحماية من القتل كإرهابي لأنه لديه ذريعة. أنا فتشت على غوغل عن حميد مراد وكل ما وجدته (12 يناير) هو الإعلام الأمريكي والأوروبي الرئيسي الذي ذكر أن المشتبه الثالث قد سلّم نفسه. وتم استبعاد سبب استسلامه من التقارير. تم الإبلاغ عن الأخبار بطريقة أعطت مصداقية للاتهام بأن المشتبه به الذي سلم نفسه كان جزءًا من الهجوم على تشارلي إبدو. لم يشر أي مصدر إعلامي سائد في الولايات المتحدة إلى أن المشتبه به المزعوم قد سلم نفسه لأن لديه ذريعة صارمة.

ذكرت بعض وسائل الإعلام فقط استسلام مراد في عنوان دون تغطية عملية الاستسلام في التقرير. القائمة التي وجدتها أنا في غوغل هي الواشنطن بوست (7 يناير بواسطة غريف ويت وأنتوني فايولا) ؛ Die Welt (ألمانيا) "قام أحد المشتبهين بتسليم نفسه للشرطة فيما يتعلق بمذبحة الأربعاء في مكاتب المجلة الساخرة الباريسية ، شارلي إبدو" ؛ ABC News (7 يناير/كانون الثاني) : "أصغر مشتبه به في هجمة شارلي إبدو يسلّم نفسه "؛ CNN (8 يناير): "نقلاً عن مصادر ، ذكرت وكالة أنباء فرانس برس أن المشتبه به البالغ من العمر 18 عامًا في الهجوم استسلم للشرطة".

لغز آخر في القصة الرسمية التي لا تزال غير مذكورة من قبل وسائل الإعلام الداعرة هو الانتحار المزعوم لعضو رفيع المستوى في الشرطة القضائية الفرنسية والذي كان له دور مهم في تحقيق تشارلي إيبدو. لأسباب غير معروفة ، قرّر هلريك فريدو Helric Fredou ، مسؤول الشرطة الضالع في التحقيق الأهم في حياته ، أن يقتل نفسه في مكتب الشرطة في 7 يناير أو 8 يناير (كلا التاريخين مذكوران في وسائل الإعلام الأجنبية) في منتصف الليل وفي أثناء كتابة تقريره عن تحقيقه. البحث في غوغل ، اعتبارًا من الساعة 6 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة ، 13 يناير ، لا يظهر أي تقرير لوسائل الإعلام الأمريكية السائدة عن هذا الحدث. ذكرته تقارير وسائل الإعلام البديلة ، وكذلك بعض الصحف البريطانية ، ولكن دون إثارة أي شك أو ذكر إلى أن تقريره قد اختفى. القصة الرسمية هي أن فريدو كان يعاني من "الاكتئاب" و "الإرهاق" ، لكن لم يتم تقديم أي دليل. الاكتئاب والإرهاق هما التفسيران المعتادان للوفيات الغامضة التي لها آثار مُقلقة.

مرة أخرى ، نرى وسائل الإعلام المطبوعة والتلفزيونية الأمريكية تعمل كوزارة للدعاية لواشنطن. بدلاً من التحقيق ، تكرّر وسائل الإعلام قصة الحكومة غير المعقولة.

يجب علينا جميعا أن نفكّر ونتساءل. لماذا غضب المسلمون من الرسوم الكاريكاتورية في مجلة باريس ولم يغضبوا لأكثر من مئات الآلاف من المسلمين الذين قُتلوا على يد واشنطن وتوابعها الفرنسية وحلف شمال الأطلسي في سبع دول خلال السنوات الـ 14 الماضية؟

إذا أراد المسلمون الإعتراض على الرسوم الكاريكاتورية ، فلماذا لا يقيمون دعوى قضائية بتهمة الكراهية أو التحريض عليها؟ تخيّلْ ما يمكن أن يحدث لمجلة أوروبية تتجرأ على السخرية من اليهود بالطريقة التي سخرت بها تشارلي إبدو من المسلمين. في الواقع ، يتم سجن الناس في أوروبا إذا حقّقوا في المحرقة اليهودية دون تأكيد كل جانب من جوانبها.

إذا تم رفع دعوى قضائية من قبل المسلمين وقبلتها السلطات الفرنسية ، لكان المسلمون قد أوضحوا وجهة نظرهم. قتل الناس يساهم فقط في شيطنة المسلمين ، وهي نتيجة لا تخدم إلا حروب واشنطن ضد الدول الإسلامية.

إذا كان المسلمون مسؤولون عن الهجوم على تشارلي إبدو ، فما الهدف الإسلامي الذي حقّقوه؟ لا شيء على الإطلاق. في الواقع ، فإن الهجوم الذي يُنسب إلى المسلمين قد أنهى التعاطف والدعم الفرنسيين والأوروبيين لفلسطين وأضعف المعارضة الأوروبية لمزيد من الحروب الأمريكية ضد المسلمين. لقد صوّتت فرنسا مؤخرًا في الأمم المتحدة مع فلسطين ضد الموقف الأمريكي الإسرائيلي. لقد تم تأكيد هذا الموقف في السياسة الخارجية الفرنسية المستقلة من خلال التصريح الأخير لرئيس فرنسا بضرورة إنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.

من الواضح أن فرنسا كانت تُظهر استقلالاً كبيراً في السياسة الخارجية. الهجوم الأخير على تشارلي إيبدو يُضعف فرنسا ويضعها تحت سيطرة واشنطن.

سوف يزعم البعض أن المسلمين أغبياء بما يكفي ليطلقوا النار في رؤوسهم بهذه الطريقة. لكن كيف يمكننا التوفيق بين مثل هذا الغباء المزعوم والهجمات المحترفة المزعومة التي وقعت في أحداث 11 سبتمبر وتشارلي إبدو؟

إذا اتفقنا مع القصة الرسمية ، فإن هجوم 11 سبتمبر على الولايات المتحدة يدل على أن 19 مسلماً ، معظمهم من السعوديين ، وبدون أي دعم من حكومة أو جهاز مخابرات ، لم يخدعوا جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية الـ 16 ومجلس الأمن القومي وديك تشيني وجميع المحافظين الجدد في المناصب العليا في جميع أنحاء حكومة الولايات المتحدة ، وأمن المطارات ، ولكن أيضا أجهزة المخابرات التابعة لحلف الناتو والموساد الإسرائيلي. كيف يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص الأذكياء والمحترفين ، الذين وجّهوا الضربة الأكثر إهانة في تاريخ العالم إلى قوة عظمى مزعومة دون أي صعوبة على الإطلاق ، من الغباء لدرجة أن يطلقوا النار على رؤوسهم عندما كانوا يستطيعون رمي فرنسا في الاضطراب بمجرد رفع دعوى قضائية عن الكراهية؟

قصة تشارلي إبدو غير معقولة. وإذا كنت تعتقد بها ، فأنت لا تقابل أي مسلم فيها.

سيقول البعض ممن يعتقدون أنهم خبراء إن هجوم العلم الكاذب هذا فى فرنسا سيكون مستحيلاً دون تعاون المخابرات الفرنسية. إلى هذا أقول إنه من المؤكد عملياً أن السي آي إيه تتمتع بالسيطرة على المخابرات الفرنسية أكثر من رئيس فرنسا. عملية غلاديو Gladio تثبت هذا. كان الجزء الأكبر من الحكومة الإيطالية يجهل التفجيرات التي أجرتها وكالة المخابرات المركزية والمخابرات الإيطالية ضد النساء والأطفال الأوروبيين وأُلقى باللوم على الشيوعيين من أجل تقليص التصويت الشيوعي في الانتخابات.

الأمريكيون شعب مُضلَّل بشكل خطير. كل التاريخ هو تاريخ عمليات العلم الزائف. ومع ذلك ، فإن الأميركيين يرفضون مثل هذه العمليات التي أثبتت جدواها باعتبارها "نظريات المؤامرة" ، والتي تُثبت فقط أن الحكومة قد نجحت في غسل أدمغة الأميركيين المخدوعين وحرمتهم من القدرة على الاعتراف بالحقيقة.

الأمريكيون هم الأبرز بين الدول الأسيرة.

مَنْ سيحررهم؟

anmakron9044.jpg

*بول كريج روبرتس

كان مساعد وزير الخزانة للسياسة الاقتصادية الأمريكي ومحرر مشارك في صحيفة وول ستريت جورنال. وكان كاتب عمود في Business Week و Scripps Howard News Service و Creators Syndicate. كان لديه العديد من اللقاءات الجامعية. جذبت أعمدته على الإنترنت أهتماماً عالميًا. كتابه الأخير "كيف ضاعت أمريكا How America Was Lost " متوفّر الآن.

# هذه ترجمة لمقالة:

Charlie Hebdo

By Paul Craig Roberts

countercurrents.org

Posted on January 15, 2015

إلى السيد ماكرون(25): نعوم تشومسكي يكتب لـCNN عن العلاقة بين صحفيي شارلي إيبدو وتلفزيون ميلوشيفيتش ومراسلي غزة ومستشفى الفلوجة

نعوم تشومسكي

سي أن أن بالعربية

ملاحظة: هذه المقالة نقلتُها عن سي أن أن بالعربية لأهميتها ولارتباطها بسلسلة إلى السيّد ماكرون وعليه فهي ليست من ترجمتي.

anmakron9045.jpg

بقلم نعوم تشومسكي (أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي وعالم إدراكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي. وهو أستاذ لسانيات فخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي عمل فيها لأكثر من 50 عام. أحدث مؤلفاته هو كتاب "أسياد البشرية." وما يرد في مقاله يعبّر حصرا عن رأيه ولا يعكس وجهة نظر . CNN)

إثر الهجوم الإرهابي على "شارلي إيبدو" الذي أدّى إلى مصرع 12 شخصا من ضمنهم رئيس التحرير وأربعة رسامين، ومقتل أربعة يهود في متجر منتجات يهودية بعد ذلك بقليل، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانوال فالس "حربا ضد الإرهاب وضد الجهاد وضد الإسلام المتشدد، وضدّ كل شيء يمكن أن يهدد الأخوّة والحرية والتضامن."

وتظاهر الملايين من البشر تنديدا بوحشية ضخّمتها جوقة رعب تحت شعار "أنا شارلي Je suis Charlie " وكانت هناك تصريحات بليغة تلخّص ذلك الغضب صدرت عن زعيم حزب العمل الإسرائيلي والمنافس الرئيس على الفوز بالانتخابات المقبلة والتي قال فيها "الإرهاب هو الإرهاب. ليس هناك طريقتان لتعريفه...وكل الأمم الراغبة في السلام والحرية تواجه تحديا هائلا من العنف الوحشي" .

كما أثارت الجريمة سيلا من التعليقات التي بحثت في جذور هذه الاعتداءات الصادمة داخل الثقافة الإسلامية وفتحت نقاشات حول استكشاف سبل لمواجهة موجة القتل التي ينفذها الإرهاب الإسلامي من دون التضحية بقيمنا. ووصفت "نيويورك تايمز" الهجوم "بصدام حضارات" لكن تم تصحيح ذلك من قبل كاتب العمود في "تايمز" أناند جيريذاراداس الذي غرّد قائلا : "لم يكن الأمر يتعلق ولن يكون بحرب حضارات أو بينها. ولكنها حرب من أجل الحضارة ضد مجموعات تقف على الطرف الآخر من الخط."

ووصف مراسل الشؤون الأوروبية المخضرم ستيفن إيرلنجر بشكل واضح اليوم العصيب الذي عاشته باريس قائلا: "يوم من الصفارات والمروحيات في الجو ونشرات الأخبار المحمومة وحملات الطوق البوليسية والحشود المتأهبة، وعمليات إخراج الأطفال الصغار من مدارسهم من أجل سلامتهم. كان يوما، مثل سابقيه الاثنين، من الدم والرعب في باريس وحولها." كما نقل عن صحفي كان من الناجين من الهجوم قوله إن الأمر كان شبيها بالكابوس. كما نقل آخر وقوع "انفجار كبير وأن كل شيء أصبح مظلما."

لكن هذه التصريحات الأخيرة، مثلما يذكّرنا الصحفي المستقل ديفيد بيترسون- ليست من يناير/كانون الثاني 2015، ولكنها من تحقيق قام به إيرلنجر في 24 أبريل/نيسان 1999، حظي باهتمام أقل، وذلك عندما كان ينقل هجوما "صاروخيا من قوات الأطلسي على مقر التلفزيون الصربي والذي قطع الإرسال عن الراديو والتلفزيون الرسميين" وأدى أيضا إلى مقتل 16 شخصا. وأضاف أنّ "الناتو والمسؤولين الأمريكيين دافعوا عن الهجوم معتبرين إياه جهدا للتقليص من فعالية نظام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش" وقال المتحدث باسم البنتاغون كينيث بيكون أنّ التلفزيون الصربي كان جزءا من آلة القتل التي يديرها ميلوشيفيتش لا تقل أهمية عن جزئها العسكري."

anmakron9046.jpg

(تدمير مقر التلفزيون الصربي)

ساعتها لم تكن صيحات وحشود تتظاهر صارخة "نحن تلفزيون صربيا" كما لم يتم البحث في جذور الهجوم داخل الثقافة المسيحية وتاريخها. وعلى العكس من ذلك فقد أشادت الصحف بالهجوم وقال المبعوث ليوغوسلافيا الدبلوماسي الأمريكي المعروف ريتشارد هولبروك إن الهجوم الناجح على التلفزيون الصربي مهم بصفة هائلة وهو "على ما أعتقد تطور إيجابي." كما أن هناك أحداثا أخرى لم تدعُ إلى البحث في جذور تاريخ الغرب وثقافته ومثال ذلك، المجزرة الوحيدة المرعبة والإرهابية التي عرفتها أوروبا والتي نفذها في يوليو/تموز 2011 المسيحي الصهيوني المتطرف والإسلاموفوبي أندرس بريفيك الذي قتل 77 شخصا أغلبهم مراهقون.

anmakron9047.jpg

(نصب تذكاري اعتراضا على قصف الناتو لمقر الإذاعة والتلفزيون الصربي ، وتظهر أسماء الأشخاص الذين قُتلوا خلال الغارة)

وضمن "الحرب على الإرهاب" تم تجاهل أشدّ حملة إرهابية في العصر الحديث والمتمثلة في حملة باراك أوباما للاغتيالات الكونية مستهدفة أشخاصا مشتبه باحتمال أن يرغبوا في إلحاق الضرر بنا يوما ما، مثل الـ 50 مدنيا الذين قالت التقارير إنهم قُتلوا في قصف قادته الولايات المتحدة في سوريا في ديسمبر/كانون الأول، ولم يتم تناقل الخبر المتعلق بذلك على نطاق واسع .

وفعلا فقد قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسجن مدير عام التلفزيون الصربي دراغوليوب ميلانوفيتش 10 سنوات لفشله في إخلاء المقر . كما خلصت المحكمة الدولية حول يوغسلافيا إلى أنّ عدد القتلى والمصابين المدنيين أثناء ذلك الهجوم "للأسف كان مرتفعا ولا يبدو متناسبا بشكل واضح."

وتتيح لنا المقارنة بين الحالتين فهما أفضل للهجوم الذي شنّه محامي حقوق الإنسان فلويد أبرامز، الشهير بدفاعه اللامتناهي عن حرية التعبير، على نيويورك تايمز قائلا: "هناك أوقات لضبط النفس ولكن وفي الضوء الأكثر عجلة من أكثر اعتداء يهدّد الصحافة في الذاكرة الحية (كان يمكن لمحرري صحيفة التايمز) أن يخدموا قضية حرية التعبير بكيفية أفضل من خلال الالتزام بها" من خلال إعادة نشر الرسوم المهينة للرسول محمد والتي كانت دافعا للهجوم.

وأبرامز محق في وصف الهجوم على شارلي إيبدو بكونه "أكبر اعتداء يهدّد حرية التعبير في الذاكرة الحية" والسبب في ذلك يتعلق بمفهوم الذاكرة الحية وهي صنف تم صنعه بعناية ليتضمن "جرائمهم ضدنا" وفي نفس الوقت يتم استبعاد "جرائمنا ضدهم" وبدقة، فالأخيرة ليست جرائم وإنما دفاع نبيل عن مُثُلنا العليا، التي تكون في بعض الأحيان عن غير قصد معيبة. وهذا ليس المكان الملائم للبحث فيما تم "الدفاع" عنه عندما تعرض التلفزيون الصربي للهجوم، ولكن مثل هذا البحث هو إعلامي بامتياز.

وهناك عدة صور لهذا الصنف "الجدير بالاهتمام" والذي يُطلق عليه "الذاكرة الحية" رسمت إحداها قوات المارينز بالهجوم على مستشفى الفلوجة في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، في عملية تعد من أسوأ الجرائم التي تم ارتكابها أثناء الغزو الأمريكي-البريطاني للعراق.

anmakron9048.jpg

(من العراق بلا تعليق)

بدأ الهجوم باحتلال مستشفى الفلوجة العام، في جريمة حرب خطيرة بغض النظر عن الأسلوب. وتم تناقل الهجوم بكيفية واضحة في الصفحة الأولى من نيويورك تايمز، مرفقا بصورة تظهر كيف أن "المرضى وموظفي المستشفى تم إخراجهم بسرعة من الغرف من قبل جنود مدججين بالسلاح وتم أمرهم بالجلوس أو التمدد على الأرض في الوقت الذي كان فيه الجنود بصدد تقييد أياديهم من الخلف."

لقد تم تبرير ذلك الهجوم وما جرى في المستشفى واعتُبر قانونيا حيث أنه تمّ أثناءه "إغلاق ما قال الضباط إنه سلاح دعائي بيد المسلحين: مستشفى الفلوجة العام." ومن البديهي القول إنّ الأمر لا يتعلق هنا باعتداء على حرّية التعبير كما أنه ليس مؤهلا ليدخل لائحة "الذاكرة الحيّة."

هناك أسئلة أخرى ينبغي طرحها أيضا. فمن الطبيعي أن يتساءل أحدهم كيف يمكن لفرنسا أن تحمي حرية التعبير ومُثُل "الأخوة والعدالة والحرية والتضامن" "المقدسة؟"

مثال ذلك، هل اعتمادا على قانون غيسو، الذي يضمن بفعالية للدولة الحق في تحديد ماهية الحقيقة التاريخية ومعاقبة كل من ينحرف عنها؟ وهل أيضا بترحيل أبناء الناجين "الروما" من محرقة الهولوكوست المساكين نحو مصير أكثر مأساوية في أوروبا الشرقية؟ أم بالمعاملة السيئة للمهاجرين من شمال إفريقيا في ضواحي باريس التي شهدت تحول إرهابيي هجوم شارلي إيبدو إلى جهاديين؟ أم عندما طردت شارلي إيبدو رسامها سيني على خلفية تعليق له اعتُبر أنّه يتضمن إشارات معادية للسامية؟ وهناك الكثير من الأسئلة الأخرى تطرح نفسها.

anmakron9049.jpg

(القصف الإسرائيلي لغزة 2014)

وسيلاحظ أي شخص مفتوح العينين وبسرعة أمورا أخرى حرية بالاهتمام. من ضمنها أنّ أولئك الذين يواجهون "تحديا هائلا" بشأن العنف الوحشي هم الفلسطينيون، ومرة أخرى أثناء الاعتداء الآثم على غزة صيف 2014، والذي قُتل فيه الكثير من الصحفيين، في بعض الأحيان وهم داخل سيارات نقل صحفيين واضحة، إلى جانب الآلاف من الآخرين، في الوقت الذي تم فيه تقليص السجن المفتوح الذي تديره إسرائيل إلى أنقاض بذرائع تنهار عند أول تجربة.

هناك أيضا حدث آخر تم تجاهله وهو اغتيال ثلاثة صحفيين في أمريكا اللاتينية في ديسمبر/كانون الأول مما رفع عدد الضحايا في 2014 إلى 31 قتيلا من بين الصحفيين في تلك المنطقة. ففي هندوراس وحدها لقي أكثر من 10 صحفيين مصرعهم منذ انقلاب 2009 الذي اعترفت به الولايات المتحدة ودول قليلة أخرى، ولكن مرة أخرى لم يتم اعتبار ذلك داخلا في باب الذاكرة الحية.

ولن يكون من الصعب الإسهاب. فهذه الأمثلة القليلة تصوّر مبدأ عاما جدا: بقدر ما نلقي اللوم في الجرائم على الأعداء بقدر ما يكون الغضب وجزاء ذلك من جنس ذلك. وبقدر ما تكون مسؤوليتنا على الجرائم -وبالطبع بقدر ما نعمل على وقفها- سيكون نصيب النزوع إلى التجاهل والتغافل والخشية أقل. وعلى عكس التصريحات الواضحة، فالأمر لا يتعلق "بالإرهاب هو الإرهاب. ليس هناك أسلوبان لتعريفه" هناك بالتأكيد أسلوبان لذلك: ما هو تابع لـ "نحن" وما هو تابع لـ "هم". وليس فقط الإرهاب.

وسوم: العدد 904