كفى تهجماً على جماعة الإخوان المسلمين!!

يوم أمس 21 تشرين الثاني الحالي قرأت صدفة مقالاً للسيد سعد السامرائي نشره موقع أسمع به لأول مرة وهو "العراق العربي"، حيث بدأ السامرائي وبلا مقدمات هجوماً لاذعاً على جماعة الإخوان المسلمين، واصفاً الجماعة بحزب يدين بالولاء لفرع من فروع عصابة الولي الفقيه، متهماً حزب الإخوان بأنه لم يقف ضد أي عملية تصفية للسنة أو تهجيرهم او سرقة ممتلكاتهم، ولم يوقف التغيير الديموغرافي؛ بل شارك في بعض هذه الاعمال الاجرامية معهم، وهو الذي كان يبرر دخوله العملية السياسية للمحتل بانها من أجل الحفاظ على السنّة!!

بداية إنني أشفق على الكاتب السامرائي وهو يحمّل نفسه كل هذا الحقد الكريه على جماعة الإخوان المسلمين بلا أي مبرر، فما يسوق من اتهامات لا تليق باسمه ولا بانتمائه الديني والوطني، وبالتالي فإنه ينسف أي صلة له باسمه "سعد" الصحابي الجليل والقائد العظيم، الذي أطفأ نار المجوس وحرر العراق من الفرس عبدة النار، وحطم بيت نارهم وعاست حوافر خيله في إيوان كسرى، ويكفي جماعة الإخوان المسلمين ما تلاقيه على أيدي قرامطة العصر عملاء إيران الولي الفقيه، في كل من العراق وسورية واليمن ولبنان.

السامرئي لم يكتف بهذا القدح الظالم بحق جماعة الإخوان المسلمين، بل تمادى إلى القول: إن "الإخونجية في تشكيلاتهم يتخذون هرما أكثر شبها بنخلة ذات ثلاثة سعفات، أي بمعنى آخر هي تديره ثلاث دول، هي قطر الممول المادي، وتركيا الملاذ الآمن، وإيران القيادة السياسية.

ما يقوله السامرائي دليل جهل بواقع العلاقة بين الإخوان وقطر وتركيا وإيران، فعلاقة الإخوان بقطر وباقي دول الخليج قبل أن يَنقلب البعض عليهم، هي علاقة إنسانية وتبادل مصالح، فقطر وباقي دول الخليج، استفادت إلى حد كبير من الإخوان لما يملكونه من طاقات وقامات علمية وفكرية كان لها باعاً طويلاً في تنشئة أجيال من شباب قطر ودول الخليج، تعتمد عليهم بلدانهم اليوم في شغل الوظائف والمهام العلمية والثقافية والصناعية، في كل المجالات التي تخدم قطر ودول الخليج وتدفع عجلة الحياة والعطاء والإبداع فيها، وبدورها قدمت قطر وتلك البلدان، قبل أن ينقلب البعض عليهم، قدمت للإخوان الملاذ الآمن والحياة الكريمة، بعيداً عن ظلم ذوي القربى.

أما عن علاقة الجماعة مع تركيا فإنها كانت ولا تزال علاقة إنسانية بامتياز، وكانت تركيا البلسم لجراح وآلام الآلاف من شباب الإخوان، الذين فروا من بلدانهم هرباً من مقصلة الجلاد التي لاحقتهم، ولا تزال تعمل السكين في جز رقابهم في بلدانهم وأذكر على سبيل المثال ما يقوم به نمرود سورية وما يقوم به فرعون ومصر وقرامطة اليمن، وفي العراق حدث ولا حرج عما فعله عملاء قم بالإخوان وكل من ينتسب للسنّة، وتعرف ولا شك أن شقيق طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية السابق لم يستطع حماية أخيه عندما قتله الروافض من عملاء إيران.

ثم ينتقل السامرائي إلى التملق والتزلف للسعودية ويصفها بقوله: "منذ ضرب إيران لأرامكو والسعودية اتخذت منحنى آخر أكثر نداً لتصرفات الفرس الهوجاء، والمستهترة بكل القيم الانسانية والدولية لا سيما وهي قد لمست بشكل لا يدعوا للشك، من أن أمريكا لا بد وأنها قد اعطت الضوء الاخضر لإيران كي تضرب ارامكو بدليل انها لم ترد عسكريا، فعلى ماذا تشفط كل هذه المليارات الحلوة من غير مقابل؟!".

ونحن بدورنا نتمنى أن يحفظ الله السعودية من شرور إيران وإسرائيل وأمريكا، وأن تكون يقظة لما يدبره لها الأعداء والخبثاء من ذوي القربى.

ثم يقفز السامرائي بعيداً ويتساءل قائلاً: "السؤال المطروح هو الى ما سيؤول هذا التقارب السعودي التركي ومدى تأثيره على المنطقة وهل أن السعودية وتركيا ستتفقان على تحويل القيادة السياسية للإخوان باتجاه السعودية والابتعاد عن إيران؟"".

ويجيب على سؤاله قائلاً: "كل شيء وارد، وهذا ان تم فإنه سيعني أن السعودية ستكون هي المؤثر السياسي لحزب الاخوان وليس إيران أو قطر وسيؤدي ذلك لتقارب سعودي قطري سريع ويتم بناء كيان ومحور (سعودي قطري تركي) يكون الإخونجية طرفا رئيسيا فيه باتجاه العرب.

ختاماً يمكنني القول إن جواب السامرائي على تساؤلاته تنبي أنه قد تراجع 180 درجة عما كتبه في مقدمة مقاله، وهذا دليل تخبط وجهل بحقائق الأمور، وأرجو أن يُعمل عقله في موازنة الأمور كلها، حتى لا يقع بمثل هذا التخبط الذي وقع به.

أما الملاحظة الأخيرة فهي تخص موقع "العراق العربي" فإنني أنصح القائمين على الموقع – إذا ما أرادوا أن يكون لهم عدد محترم من المتابعين – أن يحترموا مشاعر القراء فيما ينشرون من مقالات، بعيداً عن القدح والزم والتكهنات، وأن يفرقوا بين الغث والسمين.

المصدر

*العراق العربي-سعد السامرائي-21/11/2020

وسوم: العدد 904