الهجرة والنزوح المتعدد هربا من سجن السلطة الطاردة القاتلة

مقدمة:

هُجّر ونزح قسريا ملايين السوريين بفعل عصابة اسد وملحقاته فلقد اضطروا لمغادرة منازلهم ومحاولة الاستقرار في أماكن خالية من عصابة اسد، وهم ينتظرون حقهم في اسقاط سالب السلطة والعودة لديارهم، إنها معاناة مركبة ومستمرة حتى الخلاص من السلطة القاتلة فاقدة الشرعية والمشروعية، فهي من انتج العنف وسوقه ومارسه بحق الشعب ومما زاد من إجرام عصابة اسد التدخل العسكري الروسي وإجرامه بحق الشعب السوري، فاستمرار ارتكابهم لجرائم الحرب يولد قتلى ومصابين وضحايا ونازحين ولاجئين بشكل متزايد ولا بديل عن إسقاط عصابة اسد وملحقاته لحل هذه الكوارث المتراكمة والمركبة، حيث لا يمكن تأمين بيئة امنة وتعترف بالإنسانية إلا بإسقاط هذه العصابة ومحاكمتها.

فالنزوح صورة من المأساة يصعب توضيحها عبر الكلمات، فمغادرتك لمنزلك الذي ولدت وترعرعت فيه والذي بات جزء منك وفي كل جزء منه ذكرى وكذلك حارتك وحيك وجيرانك ومدرستك وكل مكان ارتبط بزمن من حياتك بات منزوع منك حيث ان السوريين المهاجرين قسريا باتوا بين عصابة محلية سالبة للسلطة وطاردة للشعب وقاتلة ومعتقلة وبين عصابة التهريب وخطره.

ولابد من الحديث عن تقصير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  وتقصير ومشاركة المجتمع الدولي في جريمة الحرب (التهجير القسري) كما قصروا في واجباتهم تجاه ضحايا عصابة اسد وملحقاته.

كما ان هنالك تقصير من المجتمع المحلي تجاه النازحين داخليا، والشعور بعدم المساواة بين المناطق والتمييز مما زاد الهوة والفجوة التي كان خلفها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي شوه الرابطة الأسرية والرابطة العشائرية والرابطة الدينية والرابطة العربية والرابطة الإسلامية فالسلطة السياسية في سورية هي وراء التشظي والانشطار المستمر للشعب السوري.

كما أن قصف البنية التحتية والكوادر المدنية الممنهج والمستمر خلف التهجير فعندما تصبح المنطقة خارج خدمة التعليم وخالية من المرافق الصحية ومن أدني مقومات الحياة الأساسية فانت أمامك الفرار بما نجي من الة الدمار والاتجاه نحو المجهول وترك الديار.

انه إرهاب السلطة فاقدة الشرعية والمنفلتة من كل قيد اخلاقي وانساني وحضاري والمتمادية في هدر الإنسانية والوطن، حيث لا مكان للإنسان ولا قيمة له إلا لتزوير الحقائق والتكلم الكاذب بالتمثيل الشعبي بنسب خيالية تعبر عن القهر والخنوع ويتمثل هدر الوطن في شعار الأسد أو نحرق البلد.

في الحقيقة إن الوقوف لجانب إرهاب اسد والانتهاك اليومي لقانون حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني، والدعس بالبوط العسكري على القيم الإنسانية والحقوق والحريات هو الاغتراب عن الذات الإنسانية وعن المجتمع المتحضر.

وسوم: العدد 904