التسويق الإعلامي الرخيص لما يسمى بخطاب الكراهية من طرف بعض الجهات مؤامرة مكشوفة

التسويق الإعلامي الرخيص لما يسمى بخطاب الكراهية من طرف بعض الجهات مؤامرة مكشوفة تستهدف كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

من المعلوم أن القرآن الكريم، وهو كتاب الله عز وجل ورسالته  الخاتمة للخلق أجمعين قد ضمنه المولى عز وجل كل ما له علاقة بالإنسان فتناول مختلف أحواله كي تؤدي هذه الرسالة وظيفتها على أحسن وأكمل وجه، وتسمو بهذا الإنسان إلى مكانة التكريم والاستخلاف في الأرض كما أراد له ذلك خالقه سبحانه وتعالى .

والقرآن الكريم ومعه السنة النبوية المشرفة، وهما وحي أوحاهما الله عز وجل إلى أفضل وأشرف خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد نزه منطقه عن الهوى، وعصمه من ذلك حفظا لرسالته الخاتمة مصداقا لقوله تعالى : (( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ،ومن مقتضيات الحفظ عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وتنزيهه عن  النطق عن  هوى ،مدار حديثهما عن الإنسان لأنه هو المستهدف بهما .

 ولقد صنف الله تعالى  في كتاب الكريم الناس حسب ما يكونون عليه من طاعة أو عصيان ، فسمى أهل طاعته مؤمنين ووصفهم بشتى الأوصاف والنعوت  وأثنى عليهم  بسعيهم المحمود ، كما سمى أهل العصيان كفارا ومنافقين ووصفهم بشتى الأوصاف والنعوت وذمهم  بسعيهم المذموم .

ولا يمكن بحال من الأحوال إذا ما تلي القرآن الكريم وقد تعبدنا بتلاوته رب العزة جل جلاله وفيه ذم من ذمهم من العصاة معصية كفر أو نفاق أو فسوق أن يتهم من يتلوه بأن  يروج لما يسمى بخطاب الكراهية لأن القول بهذا فيه اتهام  مباشر لكلام الله عز وجل من خلال  اتهام من يتلونه أو يتدارسونه  بهذه التهمة المفبركة  والمنسوبة إلى آيات بينات من الذكر الحكيم  التي تصف أحوال أصناف العصاة ، وتذم أفعالهم المخالفة لما أمرهم به سبحانه وتعالى  من طاعة واستقامة . ويستعمل  أصحاب عبارة خطاب الكراهية هذه العبارة تحديدا عندما يتعلق الأمر بالآيات التي تتناول بالذكر أهل الكتاب  يهودا ونصارى ممن حرفوا ما أنزل على النبيين الكريمين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام ، وقد ذم الله تعالى في كتابه الكريم تحريفهم لما أنزل كما ذم ما كانوا يفعلون ، وفي نفس الوقت أثنى على من لم يسلكوا منهم نفس المسلك وقد آمنوا بالرسالة الختامة المصدقة لما بين يديها توراة وإنجيلا  .

ومعلوم أن عبارة خطاب الكراهية المسوقة إعلاميا من طرف بعض الجهات المتحاملة على القرآن الكريم يراد بها تعطيل نصوص من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، الشيء الذي يعني استهدافهما  عن طريق تحريف الحذف والإخفاء  كما استهدفت التوراة والإنجيل  وقد ذكرالله تعالى ذلك بقوله : (( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء  قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )) .

 ولقد بدأت  منذ مدة ليست بالقصيرة  أصوات تلك الجهات تتعالى مطالبة بحذف نصوص من القرآن الكريم والحديث الشريف أولا من المقررات الدراسية بدعوى أنها تربي الناشئة المتعلمة على سلوك كراهية أهل الكتاب ، الشيء الذي يعني الاستهداف المباشر للكتاب والسنة  وذلك بالوصول إلى حد تجريم نصوصهما بذريعة  تضمنهما ما يسمى خطاب الكراهية .

ومعلوم أن نصوص القرآن الكريم التي يصفها من يستهدفونه بأنها تتضمن ما يسمى بخطاب الكراهية هي نصوص تعبدية تقام بها الصلوات الخمس المفروضة ، وتقام بها صلوات القيام والتراويح في ليالي شهر الصيام ، وصلاة وخطب الجمع منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل أحد من المسلمين أبدا عن القرآن الكريم  أن خطابه خطاب كراهية  إلا في عصرنا هذا  من طرف بعض المحسوبين على الإسلام وقلوبهم وأهواءهم مع غيره .

ولقد ارتفعت عندهم  وتيرة تسويق عبارة خطاب الكراهية مؤخرا خصوصا وهم يريدون  بذلك إقصاء الإسلام من حياة المسلمين ويقيمون مقامهم بدائل لا دينية  . وإنهم ليستخدمون عبارة خطاب الكراهية  لتصفية حساباتهم السياسوية مع من يسمونهم إسلامويين ، وهي تسمية قدحية عندهم وهم يميزون  بذلك بين المسلم والإسلاموي مع أن مرجعيتهما واحدة  كتابا وسنة، وهم بذلك يقدحون في تلك المرجعية  ويستهدفونها مباشرة عن طريق اللف والدوران والتمويه المكشوف.

و في الأخير نقول لا بد أن يتفطن المسلمون والفطنة من شيمهم  إلى هذه الدسيسة الخبيثة المستهدفة لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

وسوم: العدد 907