ظاهرة السرقة لدى الإسرائيليين

فجرت صحيفة " يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية ( تعني " آخر الأخبار " بالعبرية ) الحديث عن ظاهرة السرقة لدى الإسرائيليين بالتقرير الذي نشرته الثلاثاء الفائت عن سرقات السياح الإسرائيليين من فنادق دبي لأشياء تافهة مثل المناشف والشماعات والغلايات . والمشين أن أحدا في الإمارات لم يتحدث عن هذه الظاهرة القبيحة قبل " يديعوت أحرونوت " تكتما على إحدى قبائح التطبيع الذي اندفع النظام الإماراتي في متاهته المظلمة دون ذرة تعقل أو ومضة حذر وحساب للعواقب . الفنادق الأردنية اشتكت مبكرا من سرقات السياح الإسرائيليين لأغراض الفنادق التي ينزلون فيها ، ومن شراسة بخلهم ، وقال أصحابها إن هؤلاء السياح يأتون بطعامهم معهم حتى لا ينفقوا المال في شرائه من الفندق أو السوق .وسائح من هذه النوعية لا فائدة اقتصادية منه . ويقول مدير فندق إماراتي إنه لم  يرَ هذه الظاهرة إلا لدى السياح الإسرائيليين على كثرة السياح من العالم الذين ينزلون في فندقه ، ما يوضح أنها خاصة بالسياح الإسرائيليين الذين كان الحد الأقل من حسن الفهم والأدب والحذر يوجب عليهم ألا يصدموا البلد الذي فتح إليهم ذراعيه مرحبا مسرورا بهذه القبائح المخزية ، لكن الطبع غلاب ، ولا يأتي من أهل العيب إلا العيب . في كتاب المؤرخ الإسرائيلي آدم راز " نهب ممتلكات العرب في حرب الاستقلال " أن بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل قال حين رأى اليهود ينهبون بيوت الفلسطينيين التي فروا منها بعد سقوط مدنهم وقراهم في يد القوات الصهيونية : " معظم اليهود لصوص " متجاهلا  ومستبرئا من حقيقة أنه كبير هؤلاء اللصوص الذي غدر بالبلاد التي قدم إليها مهاجرا بجواز سفر عثماني . السرقة صفة منغرزة في النفس الإسرائيلية ، ونقول " الإسرائيلية " ولا نقول " اليهودية " تحرجا من التعميم الذي لم يتحرج منه بن جورويون . ودائما يصم الإسرائيليون العرب بالسرقة فرارا من دائها في نفوسهم على طريقة " رمتني بدائها وانسلت " .  

والسرقة جريمة نشطة في المجتمع الإسرائيلي . الجنود يسرقون الأسلحة الخفيفة من قواعدهم ويبيعونها ، ويصل بعضها أحيانا إلى المقاومة الفلسطينية . ويسوق لصوص السيارات الإسرائيليون مسروقاتهم في الضفة الغربية  ، وقبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة كانوا يسوقونها فيها ، ويجدون في المكانين من أشباههم من يتعاون معهم ، ويكون التعارف بين الطرفين قد بدأ خلال وجود بعض الفلسطينيين للعمل في الداخل المحتل ، ويتبادل الطرفان الإخلاص والثقة . والأحد الفائت تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق سرقة جندي إسرائيلي علبة سجائر من متجر ببلدة جبع بمحافظة جنين .السرقة عادة تكون  

لحاجة لدى السارق ، وتفاهة سرقات الإسرائيليين بعيدة جدا عن الحاجة المألوفة . ما الحاجة التي تحض على سرقة شماعة أو منشفة أوغلاية أو علبة سجائر خاصة من جندي مرفه يتنقل بكل ما يلزمه مما خف حمله وعظمت فائدته ، وهو ما نعرفه عن الجندي الإسرائيلي  ؟! ومن يذهب سائحا من المتوقع أن يكون ميسور الحال إن لم يكن ثريا . هذا النوع من السرقة الذي بقترفه الإسرائيليون وَطَاءةُ نفس ، وموت لاحترام الذات ، وفقر في الوفاء لمن ينزلون  في فنادقهم 

أو منتجعاتهم . وربطه كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي العربية بسرقة الإسرائيليين للوطن الفلسطيني ، وهو ربط سليم من وجهة التحليل النفسي . من يسرق الممتلك الكبير يسرق الممتلك الصغير بجرأة أكبر ، ومن يسرق الدجاجة لا مفاجأة في أن يسرق البيضة . إسرائيل كلها مشروع سرقة . واحتل موضوع السرقة هذا مرتبة الأعلى قراءة في أكثر المواقع العربية ،وسرى أمل بين القراء والكتاب العرب أن تحفز هذه السرقات النظام الإماراتي على تهدئة سرعة اندفاعه في التطبيع مع دولة هذه هي نوعية رعاياها . ونرتاب في تحقق أي شيء من هذا الأمل ، فالنظام الإماراتي وسائر المطبعين العرب دُفعوا إلى ظلمة متاهة لا مخرج قريبا منها ، والأسوأ المخيف أن مطبعين جددا من العرب ألغوا عقولهم وعصبوا عيونهم وأسلموا ظهورهم لإسرائيل وأميركا لتدفعهم الدولتان في ظلمة نفس المتاهة .  

وسوم: العدد 910