لماذا لا نكون؟!

بداية قالوا ويقولون: "مدح الرجل في وجهه مذمة"!

ولا أعلم من القائل: وما مدى صحة هذا المثل الدارج؛ ومتى قيل؛ ولأي الأمور يُقال؛ ومتى يحق لنا المدح؛ أفي حياته؛ أو بعد مماته؟؟!!

في حين ما من أحدٍ يرحل عنا بهذه الدنيا الفانية إلا وصار صديق الشعراء، ورفيق الخطباء، ونظير النثر والقافية، وأوراق الرثاء والدموع!

ولا أعلم عن حيز هذا ــ أي المتوفى ــ في دواخل من رثاه وأبّنه؛ فالأغلب منا يرنو الطريق لتعليق الجرس!

وعلى ذات السياق ــ مع الأسف ــ تنشر مؤلفات فقيدنا الراحل على منصات المكاتب في طبعتها العاشرة، ويكثر الاستشهاد بأقواله في كل حدبٍ وصوبٍ!

هذا بخلاف من يروي علاقته، ويكتب مفرداته لكل من يعرفه أو لا يعرفه طالما توزعت الأدوار (والسيناريوهات)!

ــ فمتى نُكرم من يستحق التكريم؟

ــ وهل يُرتجى من التكريم مصالح مستقبلية؟

ــ وأين الإنسان من نظيره الإنسان؟

ــ ومتى نقول نحن للمُحسن أحسنت؟

؟"في المقابر يكرّم المبدعون"ــ وما مدى صحة

ــ وهل التكريم إضافة للمُكرِم؛ أم خسارة وإلزام على أكتافه بالأفضلية والتقديم على وجوده وشموخه؟

ــ وعلى ماذا تعتمد هذه الأفضلية؛ هل بالعطاء والعمل الجاد؛ أو في الظواهر الصوتية والكلمات (البانورامية) والجوانب المادية؟

ــ ولماذا نمدح نحن أي شخصية في مماتها ونتجاهلها بحياتها؟

ــ وهل يعتمد التكريم على المصالح الذاتية والشخصية؛ بمعنى: (امدحني اليوم وامدحك بكرة)؟

ــ وإذا ما كانت الحقيقة ظاهرة، فعلى ماذا نشاهد أنفسنا في هذه المقالات المُطولة والقصائد المُولولة والمنابر المُعولة؟

ــ وهل أنا وأنت ونحن ممن ينتظرون موت جارنا؛ حتى نقول عنه في تأبينه: "كان وكان رحمه الله"؟؟!!

ختاماً:

الأسئلة تطول، فماذا أُسمي أنا وأنت هذه الظاهرة المتوارثة فيما بيننا إلى اليوم؟

وسوم: العدد 915