المَكرُ الكُبّار، المتجدّد في سائر الأعصار والأمصار !

في سورة نوح ، يتحدّث عن قومه : 

(ومَكروا مَكراً كُبّاراً * وقالوا لاتذرُنّ آلهتكم ولا تذرُنّ وَدّاً ولا سُواعاً ولا يَغوثَ ويَعوقَ ونَسراً * وقد أضلّوا كثيراً ولا تَزدِ الظالمين إلاّ ضلالاً). 

أولئك كانوا قوم نوح ! ولقد عبَد وثنيو العرب ، في الجاهلية ، هُبَلَ واللاّتَ والعُزّى !   

  فما بال الماكرين ، اليوم ،  الذين اتّخذوا آلهة كثيرة ، يُضِلّون بها الناس ؟  

ثمّة آلهة كثيرة ، يعبدها الكثيرون ، اليوم ، من أبرزها : 

إله المال : الدرهم والدينار والدولار، وما دار في فلكها ، من مال ومتاع ، وحُسب بها مالاً نقدياً ! 

العجول البقرية والبشرية : من الأوثان القديمة المتجدّدة ، والأوثان التي صارت رموزاً للتسلط ، وأمرت الناس بعبادتها ! 

الأهواء البشرية : التي صنعها الناس لأنفسهم ، وعكفوا على عبادتها ! وقد تتغيّر بتغيّر الأزمنة والأحوال ! 

بعض الأفكار: التي قدّسها الناس ، ولا قدسية لها في الأصل ! وهي متنوّعة ، مختلفة باختلاف عابديها ! 

وربما ينطبق على الآلهة ، التي قدّسها بعض الناس ، قول عمر أبي ريشة : 

أمّتي .. كمْ صنَمٍ مَجّدتهِ    لمْ يكن يَحملُ طهرَ الصنَم ! 

وسوم: العدد 917