تعريف بكتاب (ياسمين آذار المخضب بالدم)

bnnnsadsfs918.jpg

بتوفيق من الله أتممت إعداد كتابي (ياسمين آذار المخضب بالدم) وتم طبعه في دار الأرقم/كليس في أواخر شباط/فبراير من عام 2021م بتوجيهات من الأخ الدكتور بسام ضويحي مدير مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية الذي تشرفت بالعمل مع كادره المتميز والمبدع، وقد تفضل أستاذي وأخي ورفيق محنتي وهجرتي لنحو أربعين عاماً الأستاذ عبد الله الطنطاوي بكتابة تقديم للكتاب، وقد تشرفت بالعمل معه في مجال الإعلام؛ وكان في تلك الفترة ملهمي وقدوتي ومعلمي.

الكتاب يضم بين دفتيه نحو أربعمائة صفحة تحكي بحروف تقطر دماً ونفوس تكاد تتفطر ألماً وغيظا، تحكي المسلسل الدموي الذي عاشته سورية لأكثر من نصف قرن من حكم حزب البعث وسطوته على الشعب السوري ومقدراته، وتمكن عائلة الأسد من الإمساك بمقاليد الحكم تحت مظلة حزب البعث، لتجعل من سورية مزرعة لآل الأسد منذ العام 1970 وحتى الآن، وقد أتم نمرود الشام بشار الأسد ما بدأه أبوه حافظ الأسد، من إفساد وتدمير وتخريب لمجمل خارطة سورية الوطن، وسلمها لشذاذ الأفاق من فرس ومجوس وروافض وروس وصهاينة وصليبيين وعنصريين وإرهابيين وشبيحة، ليسفكوا الدماء ويقتلوا الشيب والشباب والنساء والأطفال، ويهجّروا الملايين إلى خارج الوطن، ويفرضوا النزوح على الملايين من بيوتهم ومدنهم وبلداتهم وقراهم، ليفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء، في مخيمات لا تقي حراً ولا بردا، يتضورون جوعاً وعطشا وألما.

وبدأت كتابي بالحديث عن انقلاب 8 آذار 1963م الذي شارك فيه الضباط البعثيون والناصريون والمستقلون، ورغم أن الضباط البعثيون كانوا أقلية بين مجموع الضباط، إلا أنهم كانوا منظمين وتشرف عليهم وتدير حركتهم اللجنة العسكرية التي شكلها الثلاثي العلوي (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) في القاهرة أيام الوحدة المصرية السورية.

وتمكنت هذه اللجنة بدهائها وخبثها من تصفية وإبعاد شركائها في الانقلاب لتنفرد بالقرار بما يخدم أهدافها وأجندتها، فبدأت بالضباط المسلمين السنة سواء كانوا ناصريين أو مستقلين، وحتى من كان منهم بعثيون أو شيوعيون أو قوميون، ثم التفتت إلى الضباط الذين ينتمون للطائفة الإسماعيلية، وبعد أن أبعدت هؤلاء عملت على ابعاد الضباط الذين ينتمون إلى الطائفة الدرزية، وفي المقابل ألحقت بالجيش المئات من الضباط وضباط الصف الذين ينتمون للطائفة العلوية، التي تشكل فقط 8% من عدد سكان سورية، ليصبح الجيش السوري جيشاً تتحكم به الطائفة العلوية وتمسك بكل أركانه ومؤسساته، وهذا ما جعل النقيب إبراهيم اليوسف يقدم على عملية تصفية لمجموعة من الضباط العلويين في مدرسة المدفعية بحلب عام 1980م.

كما نقلت بأمانة شهادة الأستاذ أحمد أبو صالح (شاهد على العصر) التي كشف فيها خفايا وأوراق حزب البعث بكل شفافية، وهو أحد قيادات الحزب (عضو قيادة قومية وعضو مجلس قيادة الثورة ومرشحاً لتسلم منصب الرئاسة خلفاً لأمين الحافظ)، وقد تمنى في آخر شهادته أن يسامحه الشعب السوري عما ارتكب الحزب بحقه من آثام وهو واحداً من قياداته.

كما تحدثت في الكتاب عن محاولة العقيد رفعت الأسد الإطاحة بأخيه حافظ الأسد والاستيلاء على الحكم، كما رويت قصة ريتا النمساوية وتأثيرها على حكام دمشق، وأتيت على قصة الجاسوس الصهيوني إيلي كوهين وما سرب من معلومات للكيان الصهيوني عن الجيش السوري.

كما أتيت على الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب البعث، وقانون العار رقم (49) الذي أصدره حافظ الأسد عام 1980م والذي يحكم على كل منتم للإخوان بأثر رجعي بالإعدام، والمواجهات التي وقعت بين النظام وتنظيم الطليعة، ومحاولة حافظ الأسد الاتصال بعدنان عقلة قائد تنظيم الطليعة.

وهناك في الكتاب أحداث جسام وقعت في تلك الفترة المظلمة التي بدأت بحكم البعث وانتهت بحكم نمرود الشام مروراً بحكم الطاغية حافظ الأسد، وأعتقد أنني كنت موضوعياً وغير منحاز للأمانة التاريخية، وأرجو ذلك.

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

وسوم: العدد 918