معركة سيف القدس أعادت الألق للقضية الفلسطينية والأمل للفلسطينيين

"معركة سيف القدس"

أدخلت معركة سيف القدس منطقة الشرق الأوسط في مرحلة جديدة من إعادة ترتيب الأوراق؛ على خلفية الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحي الشيخ جراح، والتي تحولت إلى حرب بعد تدخل المقاومة في معركة مع الصهاينة أطلقت عليها اسم "معركة سيف القدس" دفاعاً عن سكان القدس المحتلة والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، الأمر الذي وضع العديد من دول المنطقة والعالم أمام ضغط غير متوقع.

وفور تصاعد القتال اتجهت الأنظار إلى ساكن البيت الأبيض الجديد، جو بايدن، خاصة مع وصول صواريخ المقاومة إلى عمق الكيان الصهيوني، وأضاءت سماء "تل أبيب" ودوت صفارات الإنذار في فضائها، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال مساكن المدنيين في قطاع غزة، وأوقعت عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

لكن الموقف الأمريكي لم يكن على القدر المأمول، إذ بدا منحازاً بوضوح إلى دولة الاحتلال، ووصف هجماتها على الفلسطينيين بأنها "دفاع عن النفس، وواصفاً حماس بالمنظمة الإرهابية"، قبل أن يضطر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإيفاد مبعوث خاص لتهدئة الأوضاع، تحت وطأة قصف المقاومة.

ومع استهداف المقاومة لعمق الكيان الصهيوني وإجبارها آلاف الصهاينة للهرولة كالجرذان للاختباء في الملاجئ، وقدرتها على تعطيل حركة الطيران، وشل الحياة بشكل كبير داخل الكيان الصهيوني، لتفرض المقاومة وضعاً جديداً، وهذا الواقع الجديد دفع الكثيرين لتبني مواقف مناقضة لمواقفهم قبل عام واحد.

دول التطبيع والجامعة العربية غيرت مواقفها من الكيان الصهيوني

دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين، اللتان طبعتا العلاقات مع دولة الاحتلال أواخر العام الماضي، دانتا ممارسات الكيان الصهيوني، وأعربتا عن رفضهما لاعتدائها على المسجد الأقصى، وبالمثل فعلت السعودية وسلطنة عُمان، وكافة الدول العربية لاحقاً.

حتى جامعة الدول العربية، التي كان أمينها العام أحمد أبو الغيط يتحدث قبل شهور عن فوائد التطبيع للقضية الفلسطينية، سارعت لعقد اجتماع طارئ دانت خلاله سلوك الكيان الصهيوني، وقررت التحرك دولياً لإثبات حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967.

المقاومة تصعّد أمام التصعيد الصهيوني وتقصف مطار رامون

ومع رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار، ومصادقة المجلس الوزاري المصغر على قرار بتوسيع رقعة الحرب، صعدت المقاومة من قصفها، واستخدمت صواريخ ومسيرات جديدة، أربكت الاحتلال، وأثبتت عجز منظومة القبة الحديدية.

وبعد ظهر الخميس (13 أيار/مايو)، قصفت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، مطار "رامون"، الذي جعلته حكومة الاحتلال بديلاً لمطار "بن غوريون" المعطل تقريباً، بصاروخ "عياش 250".

وقالت كتائب القسام إن الصاروخ دخل الخدمة مؤخراً، وإنه قادر على حمل رأس متفجر، فيما أعلن نتنياهو عدم قدرة "القبة الحديدية" على صد كل رشقات المقاومة، التي وصلت إلى حدود مدينة إيلات في أقصى جنوب فلسطين المحتلة على البحر الأحمر.

القضية الفلسطينية تعود إلى واجهة الأحداث

هذه التطورات المتلاحقة وغير المتوقعة أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، وأجبرت الولايات المتحدة على التحرك دبلوماسياً لوقف التصعيد، رغم أنها كانت تعتزم النأي بنفسها عن الشرق الوسط، كما تقول صحيفة "واشنطن بوست".

وفي تقرير نشرته نفس الجريدة، الخميس 13 أيار/مايو، قالت فيه: "إن الصراع الذي يقترب من التحول لحرب شاملة، أجبر الولايات المتحدة على التدخل، وعمّق الخلافات بين الديمقراطيين بشأن الموقف من دولة الاحتلال".

ويوم الاثنين (12 أيار/مايو)، أعلن وزير الخارجية الأمريكي إيفاد مساعده هادي عمرو للمنطقة لحث كافة الأطراف على وقف التصعيد، فيما أجرت الإدارة الأمريكية 25 اتصالاً بقادة فلسطين والكيان الصهيوني وقطر والسعودية والإمارات ومصر، لبحث سبل التهدئة.

رئيس الكيان الصهيوني: "لقد صنعنا حرباً بلا معنى"

وقد خرج رئيس دولة الاحتلال رؤفين ريفلين، على قناة "12" العبرية، مساء الأربعاء 12 أيار/مايو، محذراً من "حرب أهلية" في الداخل، قائلاً: "لقد صنعنا حرباً بلا معنى، أوقفوا هذا الجنون".

في المقابل أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كلمة متلفزة، مساء الأربعاء 12 أيار/مايو، أن الفلسطينيين في عموم البلاد يقفون صفاً واحداً، ويرفضون الاعتداءات على المقدسيين والقصف على غزة، وقال: "إن الشعب قال كلمته، ونحن معه".

كما أكد رئيس المكتب السياسي لحكرة حماس، إسماعيل هنية، في كلمة متلفزة، مساء الأحد 11 أيار/مايو، أن الفلسطينيين يقفون جميعاً وفي كل مكان في مواجهة اعتداءات الاحتلال، داعياً السلطة إلى اتخاذ خطوات حقيقية ووقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال.

في غضون ذلك جرت اتصالات موسعة بين كل من مصر وقطر وتركيا مع الأطراف والدول الغربية لتثبيت وقف لإطلاق النار، بيد أن المقاومة أكدت أنها لن تفعل قبل أن ينهي الاحتلال كافة ممارسته العدوانية في عموم فلسطين.

وتعليقاً على ما يجري قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن اتفاقات التطبيع التي وصفها نتنياهو بأنها "محور التاريخ" بدأت تتهاوى أمام الغضب الفلسطيني المتصاعد، من القمع والتهجير القسري طويل الأمد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الدول التي طبّعت مؤخراً مع دولة الاحتلال ضمن خطة لتصفية القضية الفلسطينية وتهميشها لصالح شراكات سياسية واقتصادية، اضطرت لإدانة سلوك الكيان الصهيوني تحت وطأة صمود الفلسطينيين، وضربات المقاومة.

القضية الفلسطينية تعود إلى الساحة الدولية بزخم وقوة

ولفتت الصحيفة إلى أن القضية التي جرى تهميشها بقوة خلال فترة حكم دونالد ترامب، بدعم عربي وخليجي، أصبحت تحتل الآن حديث السياسة في كل مكان بالعالم، مع اقتراب الصراع من التحول إلى حرب شاملة.

وقالت الصحيفة: إن "دولة مثل الإمارات قالت سابقاً إن التطبيع سيمنحها نفوذاً للتدخل لدى الطرفين لإنهاء الصراع الطويل، غير أن الواقع الجديد يقول إنها لا تملك هذا النفوذ، خاصة أن الجهود الكبيرة تجري بمعرفة مصر وقطر، اللتين تملكان علاقات مع حماس، التي لا تتعامل معها واشنطن مباشرة؛ لأنها تصنفها إرهابية".

وجانب آخر من المشهد يتمثل في التضامن الشعبي الواسع مع الفلسطينيين، حتى في الدول التي طبعت العلاقات، حيث خرجت مسيرات تضامنية في البحرين وتضامن الإماراتيون عبر وسائل التواصل، فيما كان التضامن أكبر في قطر والكويت وسلطنة عُمان.

قبل شهر واحد من الآن، كان من الصعب على الإماراتي أو البحريني أن يتضامن مع فلسطين علناً، لكنهم اليوم، وفي ظل واقع ترسم ملامحه صواريخ المقاومة، فإن حكومات هذه الدول، وليس شعوبها فقط، ينددون بسلوك الكيان الصهيوني.

حتى مصر، التي كانت الإمارات تسعى لتهميش حضورها التاريخي في قضية فلسطين، عادت لتقود جهود الحل مجدداً؛ حيث يتوافد مسؤولو المخابرات المصريون على غزة و"تل أبيب" بشكل مستمر لإنهاء القتال، بينما لا حضور يذكر للإمارات.

وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، وخلال زيارة لمدينة عسقلان التي تعرضت لقصف عنيف من المقاومة، قال إن العملية العسكرية الجارية لن تتوقف قريباً، فيما عزز حضور قواته على تخوم غزة، ولوح بمناورة برية في القطاع، وكان ما قاله وزير دفاع العدو الصهيوني هي بروبكندة إعلامية لإرضاء المتطرفين الصهاينة.

إعادة ترتيب الأوراق

مدير مركز مينا للدراسات السياسية في واشنطن، الدكتور خالد الجابر، قال إن المشهد الفلسطيني بكافة جوانبه سواء في القدس أو غزة، أحدث هزة كبيرة، ودفعت نحو تحولات كبيرة في المنطقة.

وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين" أكد الجابر أن هذا الوضع الجاري أعاد قضية فلسطين لتتصدر قضايا الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الاتصالات الأمريكية الواسعة بعدد من الدول تعكس انزعاج واشنطن وارتباكها في التعامل مع هذا الملف، خاصة أن تصريحات الولايات المتحدة الأولية لم تكن جيدة.

ولفت الجابر إلى أن العريضة التي وقعها 25 نائباً في الكونغرس، والتي تطالب بايدن بمزيد من دعم الكيان الصهيوني، وتصريحات ترامب التي تصف بايدن بغير الجاد في دعم دولة الاحتلال، تعكس الاضطراب الحاصل حالياً بشأن هذا الملف.

ومع ذلك فإن المشهد الراهن مختلف في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط عموماً، ومع قضية فلسطين خصوصاً؛ لأن بايدن ما يزال أقل دعماً للكيان الصهيوني من ترامب، وفق الجابر.

الواقع الحالي أعاد توجيه البوصلة نحو القضية الفلسطينية

ووفقاً لمدير مركز مينا، فإن الواقع الحالي دفع واشنطن للتحرك نحو تخفيف التصعيد، وقال إنه من الواضح أن واشنطن بدأت تتحرك بقوة لاحتواء الموقف وخفض التصعيد، لكنها تشعر أنها بحاجة لدعم دول المنطقة.

هذه الحاجة للدعم، برأي الجابر، دفعت واشنطن لإجراء الكثير من الاتصالات بدول المنطقة، لكنه أشار إلى أنه لم تكن هناك قنوات كبيرة حتى الآن، وقال إن المسألة لن تحل بمجرد الاتصال، وإن الأمر يحتاج للجلوس على الطاولة؛ لأن هناك متغيرات كبيرة.

وخلص إلى أن الواقع الحالي أعاد توجيه البوصلة تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في واشنطن، ومحاولة جادة لخفض التصعيد، خاصة بعد أن اهتز الكيان الصهيوني، وفشلت منظومتها الصاروخية، التي شاركت الولايات المتحدة في جزء كبير من تأسيسها، في صد صواريخ المقاومة التي تعتبر بسيطة.

هذا الفشل في صد هجمات المقاومة، يقول الجابر: "هو الذي دفع اللاعبين بالدرجة الأولى إلى محاولة التدخل والحيلولة دون اندلاع حرب، وربما الضغط على الصهاينة لوقف عمليات التهجير المزمعة للمقدسيين".

خارطة المواقف الدولية إزاء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين

تتالت ردود الأفعال الدولية والعربية إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة والقدس وقصف المقاومة الفلسطينية لتل أبيب والعديد من المدن والبلدات للكيان الصهيوني.

وبينما اختارت بعض الدول دعوة الطرفين إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، أبدت دول تأييدها المطلق للكيان الصهيوني، في حين أدانها طرف ثالث وطالبها بوقف جرائمها ضد الفلسطينيين.

الوقوف في الوسط

وقد دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى "وقف التصعيد" بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعدما تحدث هاتفيا مع رئيس الكيان الصهيوني رؤوفين ريفلين.

وكتب ميشال -في تغريدة على تويتر- "أنا قلق جدا من تصاعد العنف الأخير والهجمات العشوائية. يجب إعطاء الأولوية لوقف التصعيد وتجنب الخسائر في الأرواح البشرية البريئة في الجانبين".

ودعا الرئيس الروسي إلى خفض التصعيد في الصراع المتجدد بين حركة حماس وإسرائيل خلال محادثة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وأضافت الرئاسة الروسية أن الزعيمين دعيا الطرفين إلى "خفض التصعيد"، فيما يحافظ بوتين على علاقات جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقادة الفلسطينيين وأردوغان.

ومن جهتها، قالت وزارة خارجية أوروغواي "مستعدون مع الدول الأخرى لبذل كل جهد لوقف العنف المتزايد بين الكيان الصهيوني وفلسطين، ولضمان أمن جميع الأماكن المقدسة والحفاظ على المكانة التاريخية والدينية لهذه الأماكن".

وأعربت حكومة الأرجنتين -في بيان اليوم- عن قلقها إزاء الاستخدام المفرط للقوة من قبل الكيان الصهيوني، داعية المجتمع الدولي لبذل الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار والحوار وتحقيق السلام.

وبدورها، أعربت وزارة الخارجية التشيكية عن "بالغ قلقها" من العنف المتصاعد في القدس ومدن فلسطينية أخرى، والتي تسببت في سقوط ضحايا من الأبرياء. على حد وصفها.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التوترات الراهنة في الكيان الصهيوني وقطاع غزة، مؤكدا دعم بريطانيا لحل الدولتين.

وأضاف -أمام البرلمان- "أشعر بقلق بالغ إزاء ما نشهده". وتابع "نريد جميعا أن نرى وقف التصعيد بشكل عاجل من الجانبين. موقف هذه الحكومة هو… لا نزال نعتقد أن حل الدولتين هو أفضل سبيل للمضي قدما".

وعبّر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه إزاء "الأعداد الكبيرة المتزايدة من الخسائر البشرية بما فيها الأطفال من جراء الضربات الجوية الصهيونية في غزة والوفيات في الكيان الصهيوني جراء الصواريخ المنطلقة من غزة".

ألمانيا تنحاز إلى الكيان الصهيوني

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في وجه هذه الهجمات في إطار الدفاع المشروع عن النفس"، موضحا أن الحكومة الألمانية تدين "بشدة هذه الهجمات المتواصلة بالصواريخ انطلاقا من قطاع غزة على مدن إسرائيلية".

الدول التي تناصر الفلسطينيين

في المقابل، أدانت كوبا اعتداءات القوات الصهيونية على المسلمين في المسجد الأقصى وبالقدس الشرقية وقطاع غزة، مؤكدة رفضها الهجمات الصهيونية.

وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز -في تغريدة على تويتر- إن كوبا تدين بشدة القصف الصهيوني العشوائي ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

في حين شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنه من الضروري أن يلقّن المجتمع الدولي الصهاينة درسا حازما ورادعا".

واستنكر الرئيس التركي "الاعتداءات السافرة على المسجد الأقصى وعلى الفلسطينيين".

وأكد أردوغان "ضرورة العمل على فكرة نشر قوة حماية دولية في المنطقة من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين".

أما أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين فأشاد "بصمود أبناء الشعب الفلسطيني المرابط في مدينة القدس المحتلة وبتصديهم للاعتداءات الصهيونية على الأماكن المقدسة".

وأدان رئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين الضربات الجوية الصهيونية على قطاع غزة، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وأعرب ياسين -في بيان- عن إدانته الشديدة للهجمات الصهيونية على المدنيين الفلسطينيين في غزة، والتي تمثل تجاهلا صريحا للأعراف والقانون الدولي .

وقال ياسين "الاعتداءات الشنيعة على إخواننا وأخواتنا في آخر أيام شهر رمضان المبارك هي ازدراء ليس فقط للمسلمين بل للبشرية جمعاء".

وطالب المجتمع الدولي بالحديث علنا عن الاعتداءات الوحشية التي تمارسها دولة الاحتلال في فلسطين. وأضاف؛ نحن بوصفنا ممثلين عن ماليزيا، ندعو الصهاينة إلى وقف هجماتهم على الأراضي المحتلة وخاصة في غزة.

وأكد رئيس وزراء ماليزيا على مواصلة بلاده الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتقديم كافة أوجه الدعم له.

المصدر

 

*الخليج اونلاين-14/05/2021

*الجزيرة-12/5/2021

*العربي الجديد-11/5/2021

*عربي بوست-16/5/2021

وسوم: العدد 930