منوعات 935

كم من أبي لهب بيننا في هذا الزمن؟

ما أشبه الليلة بالبارحة وهنا التوافق العجيب بين وسائل الاعلام اليوم وإعلام أبي لهب ومن معه

د. راغب السرجاني

يكتب:

أبو لهب وزوجته!!

بعض من يتدبر القرآن قد يتعجب من نزول سورة كاملة -حتى لو كانت قصيرة- فقط لأجل الردِّ على أبي لهب وزوجته، ويتعجبون أكثر وأكثر من أن هناك تصريحًا باسم الرجل، مع أن الكفار الذين تعدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كُثُر، ومع ذلك أشار لهم القرآن الكريم تلميحًا وليس تصريحًا.

ويزداد العجب أكثر عندما نجد اهتمامًا بأمر زوجة أبي لهب، حيث أفردت السورة لها آيتين من أصل خمس آيات، وسُمِّيت السورة بـ"سورة المسد"، وهو أمر متعلق بزوجة أبي لهب.

وإذا أردت العجب أكثر فاعلم أن تاريخ أبي لهب وزوجته مع المسلمين ليس فيه تعذيب بالسياط،

ولا ضرب بالسيوف، ولا إصابات أو جروح، ولا قتل أو اغتيال!!

إذن لماذا هذه اللعنات المنصبَّة على هذا الرجل وامرأته؟!

أختصر لك المسافات.. لقد كان الرجل -وكذلك امرأته

- من الإعلاميين الخطرين أصحاب الآراء المضللة!

وبالتالي لم يكن أذاهما يقف عند مسلم أو مسلمة، إنما كان يتعدى ليصل إلى كل البشر الذين يستمعون لهما أو يشاهدونهما..

وكم من البشر صُدُّوا عن سبيل الله بكلماتهما!

وكم من الآلام شعر بها الدعاة من جرَّاء كذبهما وتدليسهما..!

لهذا كله استحقا هذه اللعنة الشاملة، والتي أصابتهما في الدنيا، وكذلك في الآخرة.

وراجعوا مواقفهما المخزية من أول أيام الدعوة..

روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1، 2].

لاحظ أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال في هذه الرواية: "فجاء أبو لهب وقريش"!

لقد لفت نظره أن الجمع الكبير به أبو لهب، فخصَّه بالذكر، مع أن رءوس القوم كانوا حاضرين

، إلاّ أن الشخصية المؤثرة فيهم كانت أبا لهب.. لماذا؟!

لأنه هو الذي "تكلَّم"، وهو الذي "أعلن" بأعلى صوته منذرًا الناس، وصادًّا لهم عن سبيل الله..!

فالناس عندهم فطرة طيبة، ولو استمعوا إلى القرآن والسُّنَّة لاهتدى معظمهم،

فيأتي هؤلاء الإعلاميون الفاجرون ويُزيِّفون الواقع، ويُخوِّفون الناس، ويُبعدونهم عن طريق الدين،

فيصير الإعلاميون بذلك أشد خطرًا على الدعوة من الجلاّدين الذين يمسكون السياط بأيديهم، أو الحكام الذين يزجُّون بالمؤمنين في سجونهم..

ومن هنا ذكر الله عز وجل في حق أبي لهب ما لم يذكره في حق شياطين قريش الآخرين، والذين كان جهدهم منصبًّا على التعذيب الماديِّ للمسلمين.

وزوجة أبي لهب..! إعلامية خطيرة كذلك!

لقد سمعت بأمر الدعوة والرسالة، فكرهت الإسلام وأهله، وحسدت الرسول صل الله عليه وسلم وصحبه،

ولم تكتفِ بدفع ابنها لمفارقة ابنة الرسول صل الله عليه وسلم رقية رضي الله عنها، وكان قد خطبها في الجاهلية،

إنما انطلقت لممارسة دورها الإعلامي الفاجر، فأطلقت على الرسول صل الله عليه وسلم اسمًا ساخرًا، فأسمته "مُذَمَّمًا" أي عكس "محمد"، وهو من الذم وليس الحمد..!

وصاغت شعرًا تهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه،

فقالت: "مُذممًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا"،

وراحت تتحرك بإعلامها المضاد للإسلام هنا وهناك، ولم تستحي أن تغشى مجالس الرجال مخالفة فطرتها التي تدفعها إلى الحياء، فصار شُغلها الشاغل هو صرف الناس عن الإسلام وأهله.

ولم تكن هذه مواقف عابرة في حياتهما..

إنما "احترفا" الإعلام الفاسد..

كانت أم جميل زوجة أبي لهب تتابع الأخبار

، وتتحرك في وسط المجتمع لتنقل لهم الجديد من منظورها المضلل،

فلما رأت أن الوحي لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة، ذهبت إليه متشفية

وقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك!

فنزلت (سورة الضحى).

لكن الإعلامية انطلقت تنشر خبر تأخُّر الوحي بصياغتها المضللة الكاذبة

، تقول للناس: إن الذي يأتيه شيطان، وإنه لم يعد يلقاه.

بينما الحقيقة أن الذي يأتيه ملك،

وهو مستمر في لُقياه. فانظر إليها كيف نقلت طرفًا صغيرًا من الخبر

-وهو تأخُّر الوحي فترة قصيرة- بصورة مُشوَّهة فاجرة!

وكيف أضافت من عندها، وكيف حذفت من الحقيقة، وكيف تحركت ونشطت

في الباطل!!

وزوجها أبو لهب على درب الباطل يسير بجدٍّ واجتهاد.. ينافس زوجته في إعلامها الكاذب..

يروي رَبِيعَةُ بْنُ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ -وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ- فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا، وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لاَ يَسْكُتُ، يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، إِلاَّ أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلاً أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ.

إنه يمارس نفس الدور الإعلامي الفاجر.. يدَّعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاذب، وهو يعلم أنه الصادق الأمين، ويدَّعي أنه صابئ وهو يعلم أنه جاء ليدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد، وهم الذين يعبدون أصنامًا من دون الله.

إن قصة هذَيْن الإعلاميين مليئة بالأحداث المؤسفة، والتي سقطا بهما -لا أقول من عيون الناس فقط- بل من عين الله عز وجل،

حتى أراد لهما هذه المهانة التي سطَّرها في كتابه الكريم، فيظل المؤمنون يرددونها عندما يقرءون سورة المسد إلى يوم الدين.

رسالتان من قصة أبي لهب وزوجته

إن هذه القصة تجعلني أوجِّه رسالتين مهمتين:

أما الرسالة الأولى فهي إلى الإعلاميين.. رجالاً ونساءً، الذين يُزيِّفون الواقع، ويدلسون على الناس، ويبغضون الإسلام، ويُبعدون الناس عن طريق المؤمنين.. أقول لهم في هذه الرسالة:

إن أبا لهب مات بعد أن علم أن المؤمنين قد انتصروا في بدر

، فأُصيب بهمٍّ وكمد وحزن، ثم زاد الأمر فأصابه الله عز وجل بقرحة كان العرب يتشاءمون منها اسمها "العَدَسَة"، فمات بها،

ولم يستطع أحد من أقربائه أن يقترب منه ليدفنه عدة أيام حتى تعفَّن في بيته.

وعندما عيَّر الناس أبناءه بتركه، ألقوا عليه الماء من بعيد، ثم حملوه في ثيابه مسرعين إلى أعلى مكة، فألقوه على جبل، ثم رموه بالحجارة حتى وارَوْه تحتها!

هذه هي النهايات الكئيبة لمن سار في هذا الطريق، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين، وهذه إهانة متوقعة، ..

فأفيقوا أيها الإعلاميون المدلسون..

فما زالت أمامكم فرصة النجاة، فاغتنموها قبل أن يأتي يوم لا عودة فيه إلى هذه الدنيا.

. واعلموا أن الجماهير -الذين يتابعونكم الآن- لن تبكي عليكم أبدًا، بل سيتبرءون منكم، ويتوارثون لعنكم، وسيدركون يومًا أنكم ما حرصتم على مصلحتهم أو مصلحة أوطانهم أبدًا،

إنما كان كل اهتمامكم هو تحصيل المال والثروة، وتحقيق الصيت والشهرة.. فماذا كسبتم؟!

لقد قال الله عز وجل في حق أبي لهب، الإعلامي الفاجر: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 2].. وما هي شهرته؟

إنها شهرة المجرمين والمفسدين والمفضوحين، في زمانه، وإلى يوم الدين.

هل يعجبكم هذا المصير؟!

والله إني لأشفق عليكم.. أفلا تعقلون؟!

وينبغي هنا أن أشير إلى أمر مهم، وهو أنني لا أعني في هذا المقال أنني أصف الإعلاميين في بلادنا بالكفر الذي كان عليه أبو لهب وزوجته..

إنما فقط أصف "الأفعال" التي من أجلها خُصَّ الرجل وامرأته بالتصريح دون غيرهما

، وهذا يعني فداحة ما فعلا، وجُرم ما صنعا.

كما أن مَن سلك طريقهما فلا يُستغرب أن يلقى مصيرهما، ومَن جعل رزقه في تكذيب الحق والصدِّ عنه، فلا يُستبعد أن يهجر الإيمان كُلِّيَّة في طريق حياته، ومن ثَمَّ وجب التحذير..

قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14].

وأما الرسالة الثانية فأوجهها إلى المؤمنين: لا يعطلنَّكم هذا الغثاء الذي تسمعونه من أمثال أبي لهب وزوجته.. فأين هما الآن؟

وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟

أمَّا هما فقد أهانهما الله عز وجل وأدخلهما نارًا لا خروج منها،

وأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رفع الله تعالى ذكره وأعزَّ أمره، ونصره وأصحابه،

وما زلنا نذكرهم بالخير والثناء، وما زال العالم كله يتدبر في آثارهم العظيمة، وأمجادهم الجليلة..

وهل أثَّرت هذه الأكاذيب الباطلة على حركته ونشاطه صلى الله عليه وسلم؟!

أبدًا والله.. إنه أخذ الموضوع ببساطة عجيبة، وعلَّق عليه تعليقًا لا يتخيله أحد!

لقد سمعهم يسخرون منه، ويلقبونه بالمذمم، فماذا قال؟!

لقد قال لأصحابه: «أَلاَ تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؟!

يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ».. وأكمل طريقه صلى الله عليه

سلم،

وشجَّع أصحابه على إكمال الطريق، فلا وقت عند الدعاة الصادقين ..

فأبشروا واطمئنوا ...

ليأتينَّ يوم -أحسبه قريبًا إن شاء الله- يتصاغر فيه هؤلاء المدلسون، ويتوارون عن أعين الناس، بعد أن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها،

فهذه نهايات حتميَّة لمن قضى عمره يُبعِد الناس عن طريق ربِّ العالمين..

ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

*************************************************

تختلف أمة الإسلام عن باقي الأمم أنها أمة خالدة، فهي أمة تضعف في بعض الأحيان، ولكنها لا تموت أبداً !!

فأين الفراعنة الشداد ؟

وأين ثمود وعاد ؟

وأين التتار الذين ملكوا العالم من كوريا إلى بولندا ؟

وأين حضارة البابليين ؟

أين اختفى شعب الإنكا ؟

أين ذهب الفايكنج ؟

ماذا بقي من حضارة الرومان غير مسارحهم التي كانوا يعبثون فيها مع العبيد ؟

ماذا بقي من الإغريق غير دولةٍ فقيرة متخمة بالديون ؟

أين كسرى يزدجرد، ماذا ترك خلفه غير مجموعة من الحمـ.ـقى الذين يحاولون عبثاً استعادة مجد فارس ؟

أين اختفى هتلر الذي احتل أوروبا بأسرها ؟

أين إمبراطورية بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس ؟

ماذا حل بالبرتغال التي احتلت أراضٍ في أربع قارات ؟ لماذا لم نعد نسمع عنها غير أخبار منتخبها الكروي ؟

أين تبخر الهكسوس ؟

أين اختفت الإمبراطورية البيزنطية ؟

لماذا انقرضت اللاتينية والهيروغليفية والآرامية ؟

أين الإتحاد السوفيتي ؟

أين إمبراطورية غانا ؟

أين إمبراطورية الصين ؟

أين إمبراطورية اليابان ؟

أين تلاشى شعب الأبرجين في أستراليا ؟

أين تبخرت إمبراطورية الأنغكور الكمبودية التي حكمت شرق آسيا 600 عام ؟

لماذا اختفى كل هؤلاء ولم يبقَ إلا المسلمون وقرآنهم !!

الشيء الأغرب من هذا كله أن أمة الإسلام هي الأمة الوحيدة في تاريخ الإنسانية التي تعرضت لغزوات متلاحقة من جميع الأمبراطوريات العظيمة التي مرت على تاريخ الأرض ! والشيء الأغرب والأغرب من ذلك أن جميع تلك الإمبراطوريات قد انهارت لتبقى أمة الإسلام !!

فلقد حارب المسلمون كلاً من :

(1) الإمبراطورية الساسانية الفارسية.

(2) الإمبراطورية الرومانية الشرقية البيزنطية.

(3) الإمبراطورية الرومانية الغربية المقدسة.

(4) الإمبراطورية المغولية التترية.

(5) الأمبراطورية الغانية الأفريقية.

(6) إمبراطورية الحبشة.

(7) إمبراطورية جويتا الهندية

(8) الإمبراطورية النمساوية المجري.

(9) الإمبراطورية الصربية.

(10) الإمبراطورية الروسية القيصرية.

(11) الإمبراطورية الإنجليزية.

(12) الإمبراطورية الفرنسية.

(13) الإمبراطورية الإسبانية القشتالية.

(14) الإمبراطورية البرتغالية.

(15) الإمبراطورية الهولندية الأورانجية.

(16) تحالف ممالك الصليبيين.

(17) الفايكنج.

(18) الدولة العبيدية "الفاطمية" الشيعية.

(19) دولة القرامطة الشيعة.

(19) الدولة الصفوية الشيعية الأولى.

(20) الدولة الصفوية الشيعية الثانية "الخمينية".

(21) الدولة البويهية الشيعية.

(23) مملكة القوط الغربيين.

(22) إمبراطورية إيطاليا الفاشية.

(23) الإتحاد السوفييتي..... وغيرها الكثير الكثير من الدول والممالك التي اصطدمت بالمسلمين عبر جميع مراحل التاريخ الإسلامي والشيء اللافت للنظر أن جميع هذه الدول قد فشلت في تدمير الأمة الإسلامية، بالرغم من استخدامها لأبشع وسائل القتل والتدمير، إلا أن اللافت للنظر أن الأمة الإسلامية لم تسلم من هجمات أولئك الغزاة فحسب، بل خرجت كل مرة من محنتها أقوى من قبل، فبعد كل مرة يقوم فيها الغزاة بمجازر وجرائم يظنون من خلالها أنهم استطاعوا القضاء على الإسلام كليةً، تنهض الأمة الإسلامية و تنفض الغبار عن نفسها لتلملم أوصالها من جديد وترمم جروحها، وكأنها "قنديل البحر الهيدرواني" !!!!

المصدر:

مائة من عظماء أمة الإسلام غيرو مجرى التاريخ (ص 447 , 448)

*************************************************

كتب الشيخ سامي معوض :

..

كان أشهر تلاميذ الإمام الخليل رحمه الله أربعة: سيبويه، والنَّضْر بن شُمَيل، ومؤرّج السَّدوسي، وعلي بن نصر الجَهْضَمِي.

وروَتْ كتب التراجم أن سيبويه في ساعةِ صفاء قال لعلي بن نصر الجَهضمي: " تعالَ يا عليّ نتعاوَن على إحياءِ عِلم الخَليل".

زاد الشيخ محمود شاكر رحمه الله:" فتقاعَس الجهضمي، ولم يتقدَّم، وخَذَل سيبويه فيما أراده، فحَمِيَ قلبُ سيبويه، وعزَم على أن ينفرد بإحياء علم الخليل، فانبرَى بكلِّ ما في قلبه من الديانة والأمانة والحُب والإخلاص، مُستقِلًّا وحدَه بالعبء، وحلَّق وحده كالعُقاب في جوِّ العربية، يُجلي بعينيه النافذتين كلَّ عِلم الخليل وغيرِ الخليل، وكلَّ أساليب العربية، ولهذا كان كتابه بحرا زخّارا، لم يَبلُغْ مبلغَه في الجودة والبيان عن معاني النحو نَحْوِيٌّ واحد ممّن جاء بعده".

وفي الحقيقة هذا يشتمل على فوائد:

لولا ان الله قيض سيبويه لحفظ علم الخليل لكان نسيا منسيا وكان مثله مثل الليث بن سعد الذي ضيَّعه تلاميذه، ولم يَحفظوا عِلمه، ولم يدوّنوه، وفي هذا إشارة إلى أهمية أن يختار الأستاذ طلابه بعناية، فيصطفي منهم أهل الجد والاجتهاد، ومَن يرى فيهم مخايل الذكاء والنبوع، ومَن يأمُل فيهم الحرصَ على الانتفاع والنفع، ويستبعد أهلَ الكسل والخمول والدعة، فإنهم يُضيّعون أنفسَهم أوًّلا ثم يُضيّعون أستاذهم ثانيا.

*************************************************

درس الجمعة العائلي

من هو القائد.الاندلسي الذي وصل بفتوحاته حتى مدينة ليون الفرنسيه؟... الذي لم يهزم في 50 معركة قط؟ ... الذي اصدرت له اسبانيا طابعا بريديا عام 2002 إحتفاءا بالف عام على استشهاده ... ولماذا كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة ؟... الذي قال عنه الإسبان "أنه لو تنفس في قبره لمات مقاتليهم منه رعبا" ...

إنه الحاجب المنصور هل سمعتم عنه !!! .... يتحدث عنه التاريخ فيقول :حين مات القائد الحاجب المنصور فرحت بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره فيها سرير من الذهب، جلس عليه ومعه زوجته ... فقال أحد الموجودين :والله لو تنفس صاحب هذا القبر لمتنا خوفا .

فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه لكن منعته زوجته من قتله

إنه الحاجب المنصور (محمد بن أبي عامر العامري) ولد بجنوب الأندلس ..دخل متطوعًا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أميرًا للأندلس وقائدَا للجيوش .... خاض بالجيوش الإسلامية أكثر من 50 معركة على مدى 52 عاما ... انتصر فيها جميعًا .

ولم تسقط أو تهزم له راية .. وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم من قبل ... أكبر انتصاراته غزوة ‘ ليون ... حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون ..فانتصر بإذن الله ورفع الأذان للصلاة فيها..... وقد كان يرفع الأذان بعد كل معركة ثم يجمع غبار ملابسه في قارورة، وأوصى أن تُدفن معه لتكون شاهدا له عند الله يوم يٌعرض للحساب

كانت خيوله تتعب وهو لا يتعب  ... فكان ينزل من صهوة جواد ليمتطي آخر للحرب ..كان يدعو الله أن يموت مجاهدًا في سبيله ..وقد أستجاب له ربه فمات كما يتمنى ... إذ وافته المنية وهو في مسيره لغزو فرنسا ..

وهاهي إسبانيا لا تنسى احقادها وتصدر طابعاً فرحا بمرور  الف عام على إيتشهاده .... بينما بعضنا لم يسمع حتى باسمه وخصوصا الشباب ... وهذا ليس عيبا فيهم ولكننا نحن قصرنا في واجبنا في التعريف بأعلام الأمة امثال أبو بكر وعمر وخالد وسعد وابوعبيده وصلاح الدين ...  وابن سينا وإبن رشد وإبن النفيس وبن باريس والزهراوي وابن الهيثم وغيرهم كثير ... وفي المقابل يعلمونهم تاريخ فيكتوريا وابطال الحرب العالمية الثانيه .. فتجدهم لا يفتخرون بتاريخ امتهم لانهم يجهلونه ... وربما حتى يستحون ان يقولوا انهم مسلمون ... . بالتأكيد يجب ان نعلمهم اينشتاين وغيره ولكن لا ننسى ان نعلمهم أعلام أمتنا ... فهذا واجب علينا  ... لكننا للأسف مقصرون  !!!

!

لماذا لا نضع مناهجاً تربوية تعرِّف أبناءنا بمثل هؤلاء الأفذاذ من تاريخ أمتنا ؟  .... عسى ان بخرج منها امثال ابن سينا وابن خلدون وابن النفيس وصلاح الدين....  رحم الله المنصور رحمة واسعه

*************************************************

إن وراء النفخة الكاذبة والقصور الفارهة لظلمٌ عظيم.

ماذا كان يوجد خلف قصور فرنسا ومنتزهاتها؟

شاهِدُنا اليوم هو ''وِلْ ديورانت'' إذ يقول عن حالة الفرنسيين في القرن الثامن عشر:

" ارتاع السائحون الإنجليز في ذلك العصر لفقر الفلاح الفرنسي. ففي 1718 كتبت السيدة ماري مونتاجو: "في كل محطة كنا نقف فيها لتبديل خيول البريد كان أهل البلدة جميعاً يخرجون إلينا يسألوننا إحساناً، في وجوه أضناها البؤس والجوع وملابس رثة ممزقة، وما كانوا بعد ذلك في حاجة إلى دليل أبلغ من ذلك لإقناعنا بتعاسة أحوالهم. ولم يرسم المراقبون الفرنسيون صورة أكثر إشراقاً من هذه إلا في وقت متأخر من هذا القرن''. وقال سان سيمون: "في 1825 كان الناس في نورماندي يعيشون على حشائش الحقول. إن أول ملك في أوربا عظيم لمجرد كونه ملك الشحاذين. وتحويله مملكته إلى مستشفى فسيح الأرجاء يقيم فيه أناس يعانون سكرات الموت، انتزع منهم كل شيء دون أن يبدوا شيئاً من التذمر". وفي 1740 حسب المركيز ''رينيه لويس دي أرجنسون'' أن عدد الفرنسيين الذين ماتوا بسبب الفقر والعوز في العامين الأخيرين أكبر من عدد من قتلوا في حروب لويس الرابع عشر كلها". وقال بسنارد: "كانت ملابس الفقراء من الفلاحين-وكانوا كلهم تقريباً فقراء-تدعو إلى الإشفاق والرثاء، حيث لم يكن لدى الفرد منهم إلا ثوب واحد للصيف والشتاء معاً.... أما الحذاء الوحيد (المرقع الواهي المثبت بالمسامير) الذي اقتناه عند زواجه، فكان لزاماً أن يستخدمه بقية أيام حياته، أو على الأقل طيلة بقاء الحذاء". وقدر فولتير أن مليوني فلاح فرنسي كانوا يستخدمون نعالاً خشبية في الشتاء، وكانوا يسيرون حفاة الأقدام في الصيف، لأن الضرائب الباهظة المفروضة على الجلود جعلت الأحذية ضرباً من الترف أما مسكن الفلاح يبنى من الطين مع سقف من القش، وكان عادة يتكون من غرفة واحدة، منخفضة لا سقف لها في بعض الأجزاء في شمال فرنسا، على أن الأكواخ كانت تبنى أقوى حتى تحتمل البرد والرياح في الشتاء". وكان طعام الفلاح يتألف من الحساء والبيض ومنتجات الألبان وخبز الشعير أو الشوفان. أما اللحم وخبز القمح فكان أكلهما إسرافاََ. ففي فرنسا، كما هو الحال في أي مكان آخر، كان أولئك الذين يطعمون الأمة لا يملكون من الغذاء إلا أقله." ويضيف: "وفي أواسط القرن كانت باريس وروان وليل وليون وبوردو ومرسيليا تعج بالبروليتاريا. وتفوقت ليون بوصفها مركزاً صناعياً لبعض الوقت على باريس. وقد وصفها الشاعر الإنجليزي توماس جراي في 1739 بأنها " ثانية مدن المملكة من حيث الاتساع والمكانة. وشوارعها بالغة الضيق والقذارة، ودورها بالغة الارتفاع والاتساع (تتكون الدار من خمسة طوابق في كل طابق 25 غرفة)، مكتظة بالسكان". وكانت باريس خلية هائجة، يقطنها 800 ألف منهم 100 ألف خادم، و20 ألف متسول، وفيها الأكواخ الكئيبة والقصور الفخمة، وكانت الأزقة والحارات المظلمة والشوارع القذرة وراء المتنزهات الأنيقة، وكان فيها الفن إلى جانب الإملاق والفقر المدقع. وسارت فيها المركبات الكبيرة والمركبات العامة ذات الجواد الواحد والمحفات يصطدم بعضها ببعض مع تبادل السباب والشتائم، واختناق شديد في حركة المرور. وكانت بعض الشوارع قد رصفت منذ 1690، وفي عام 1742 رصف تريساكيه الطرق بأحجار ملساء، ولكن معظم الشوارع كانت قذرة تماماً... وكان للأغنياء وحدهم صنابير ماء في بيوتهم، أما سائر الناس فكان يزودهم بالماء عشرون ألف سقاء يحمل الواحد منهم دلوين يصعد بهما أحياناً سبع مجموعات من درجات السلم. أما المراحيض في المنازل والحمامات المزودة بالماء الجاري الساخن والبارد (فغير معروفة البتة). وكان الفقراء من الناس يعتمدون في شراء حاجياتهم أساساً على الباعة المتجولين الذين حملوا بضاعتهم جاهدين في دلاء أو سلال على ظهورهم، والذين أسهموا في موسيقى الشوارع بصيحاتهم ونداءاتهم التقليدية غير المفهومة التي يدعون بها الناس إلى الشراء، من "البطاطس المطبوخة" إلى الموت للفئران "فقد نازعت الفئران الناس على تيسيرات السكنى في المدينة، وزاحم الرجال النساء والأطفال الفئران في مسابقة الحصول على الطعام. قال رجل فارسي كان في زيارة مونتسكيو": "البيوت مرتفعة إلى حد يظن معه أنه لا يقطنها إلا منجمون. ولك أن تتخيل مدينة بنيت في الهواء، فيها أقيمت ستة أو سبعة منازل الواحد منها فوق الآخر وهي مزدحمة بالسكان، حتى إذا نزلوا جميعاً إلى الشارع، رأيت هناك حشداً رائعاً. لقد بقيت هنا شهراً، لم يقع نظري فيه على شخص واحد يسير بخطى وئيدة. وليس في العالم كله مثل الرجل الفرنسي وهو يجتاز الطريق، إنه يعدو أو يطير(62). أضف إلى ذلك المتسولين والمتشردين والنشالين والمغنين في الشوارع والنافخين في الأرغن والدجالين بائعي الأدوية المزيفة. وجملة القول أنهم شعب تشيع فيه مائة من أخطار البشر، لا يوثق به إطلاقاً، متلهف على الكسب، مسرف في الدنس والتجديف بكل معنى الكلمة. ولكنه إذا أوتي اليسير من الطعام أو النبيذ فهو ألطف شعوب العالم وأكرمها وأكثرها مرحاً وابتهاجاً".

ول ديورانت(قصة الحضارة ج36 ص21).

هكذا كانت فرنسا التي تمتص اليوم خيرات كل دول المغرب العربي إضافة لعشر دول افريقية، مما مكنها أن تكتفي وتعيش، ولولا ذلك لأملقت فرنسا.

وسوم: العدد 935