هنا حطّ الساقي قِربته، هنا بيت القصيد، هنا مربط الفرس: إنه الاتقاق على القيادة المؤهّلة!

هذه أمثال قديمة ، بعضها شعبي ، وبعضها فصيح ، وبعضها يتمثّل به الكثيرون ، في شرق العالم العربي وغربه ! 

فكيف ؟ ومن ؟  

ثورة بلا قيادة .. قامت يلا قيادة .. واستمرّت سنين بلا قيادة ..!ْ فإلى متى ؟ 

صُنعت قيادات  كثيرة ، وزُرعت قيادات كثيرة .. فما المصنوع ؟ وما المزروع ؟  

إنهم عملاء ؛ جلّهم : للنظام الحاكم في سورية ، أو لحلفائه ، أو لأصدقائه ، أو لعدوّ يتظاهر بمظهر الثوري ! أمّا القلة القليلة الباقية، فلا تملك من أمرها شيئاً ، سوى القبول بالأمر الواقع !  

بعض الناس تحدّثوا ، عن ضرورة وجود قيادة للثورة ، منذ بدء الثورة ، وصرخ بعضهم محتجّاً : دعوا الثورة .. اتركوها .. ابتعدوا عنها ؛ فهي تعرف ماتريد ، وهي تعرف مايراد منها ! 

وقال بعضهم : الثورة تنتح لنفسها قيادات ، في خضمّ العمل الثوري ! 

وقال بعضهم : إذا تصدّى أحد لقيادة الثورة ، فهي سرعان ما تنتهي ؛ لأن القيادة التي ستتولّى أمرها ، ستياع أو تشترى ، أو يَضغط عليها الضاغطون ، لتغيّر مسارها ! أمّا عدم وجود قيادة للثورة ، فسيجعل الآخرين في حيرة وارتباك ؛ إذ لايعرفون مع من يتعاملون ، وعلى من يراهنون ، ومَن مِن عناصر الثورة يخاطبون ! 

وهكذا ؛ ظلّت الثورة بلا قيادة ، وبلا عناصر رشيدة ، توجّه حركتها وخطّ سيرها ! وفي هذا الفراغ المدمّر، برز القادة الثوريون : المنتففعون ، والمنافقون ، والمرتبطون بمصالح الدول المختلفة ، الخاضعون لتوجيه هذا الوزير، أو ذاك الضابط ، في أحد أجهزة الاستخبارات الدولية إو الإقليمية ! ودخلت الثورة في مرحلة ضياع قاتل ، فلا تعرف ماتريد ، ولا مايريد أصحابها ، ولا أين ستتّجه !  

فهل هذا هو المطلوب ؟ ربّما كان هذا لدى بعضهم .. وربّما كان غيره ، لدى بعض آخر! 

وسوم: العدد 936